الثلاثاء ٧ حزيران (يونيو) ٢٠١١
بقلم
على البحرِ أفتحُ نافذةً
أنا وحديمِن وراء الأفقِ تعالَيمِن عمقِ أحراشٍ لم تُكتشف بعدثم إليَّ الساعةَ تسلليفأنا منتظرٌ في شرفةٍ تطلُّ على البحرِالليلُ ساكنٌوالموجُ مِن أمامي هادئٌ جدّاًالقمرُ أرسلَ منذُ حين تحيةَ الوداعومازال في الأفقِ شيءٌ منهأنا في فندقِ الأرمادا وحديأضعُ أمامي شمعةً وحيدةًمِن حوليَنامَ الاسكندنافيون عميقاًوفي الجهةِ المقابلةِ ثمِلَ الألمانُوأنا وحديأتحرّقُ شوقاً وأُبَرّدُ كأساً تتهوّرُ على المائدةِالساعةَ تعالَيانطفأ ما تبقّى مِن ضوءِ القمرِ فتسللياُسْكِري مني الرّوحَ وأعلني عاصفةًثم ارقصي وكالريحِ هُبّي وتطاوليكالأفعى تجدديفأنا وحديثمة ثغرٌ يتشهّى مِن المراشفِ رشفةًوثمة ساهرٌ يتشوّقُ لسِحْرِ العبيرِ و يبتغيولكي يسكرَ لعله نشقةً يرتجيالساعةَ تسلليأنا وحديشهقَ الليلُ ندى وردٍنزفَ في الكؤوسِ نبيذَ وجدِهِوأنتِكراقصةِ الميناءِ اعصفيواشْهِدي علينا طيورَ السفرِربما مع الفجرِ تسللتفتسلليأنا وحديأجمل اللصوصطائرٌ فردوسيٌّ حطَّ على زهرِ رُمّانِهاارتشفَ مِنِ الرَّحيقِ مرّةًوأَدْمَنَ الطريقَيا هذا الطائرُللزهرِ أهلٌ يَجْنُونَ الرحيقَوللرحيقِ أفواهٌ تنتظرُأيُّها الطائرُثمة أزهارٌ تتفتحُ بين ثنايا الطريقِوينبوعُ ماءٍ يهلُّ مِن بريقأيها الطائرُ فاعلمْأنَّ في الواحةِ حارساً يسهرُالعرّافون1 ـمِن قرارِكَ ينبوعٌ ما تدفّقو على ضفافِكَ وردٌ ما تفتّقأيّها العجيبُأنتَ العجيبُ فكيف منكَ ينشأُ العجبُ ؟2 ـأيُّها الغريبُومِن حبابٍ طائشةٍ رشَّها في سكرتِهِ بحرٌاستوت على البيداءِ نهراً كوثرا3 ـأيُّها الذي ما وصفتُهُ ولاإلى قامتِهِ ارتقتْ صفاتٌماذا أفعلُ بنهدين اغتصبا في حانةٍ وحشتيوأَبلغا الطيرَ في تحليقهِ عن شهقتي ؟أيها الذي استبدَّ بغيابي وغربتيماذا أفعلُ بثغرٍ إذا ما ارتشفْتُ رضابَهُأججَ شهوتي ؟ماذا أفعلُ بنهدٍ يغطُّويفزعُ كمذعورٍ طاردَهُ ليثُ ؟4 ـيا هذا الذي أنزلنيمنازلَ الجمالِ وما أسكننيلِمَ ألقيتَ بي مِن شاهقٍ ؟5 ـليس يُغضِبُكَ جُرحيإنْ أنتَ مِن خجلٍ أسكنتَ في عُشِّهِ طائراًصرتَ الوفيَّوأيّ وفاءٍ تبذلُهُ باتَ خجولاًلا تُنْفَق الوقتَ في غيرِ سبيلِهِولا تسكبِ الدمعَ مِن مقلٍ ما تلألأت يوماًولا انكسرتْ على صاحبٍ حزناً6 ـليس يُغْضِبُكِ جُرحيصِفِي إذاً كالعرّافةِ جسديصفي بكلِّ ما اختزنتْ ذاكرتُك مِن ذكرىوما ملكتِ مِن فراسةٍصِفِي ليس يغضِبُكِ جُرحيحبيباليومَ مات حبيبُ الخوريوا أسفاهباشقٌ خرَّ صريعاً مِن عَلِوالسماءُ ظلّتْ منذُ الضحى واجمةًهذا النهارَرفعتِ الشمسُإلى رأسِ الكنائس صلاتَهاهذا النهارَوا أسفاهترجّلَ عن فرسِهِ فارسٌمثلث سراقينيالا أرض رَأيْنا ولا سماءلم نَرَ سوى ماءودوابٍ تجوسُ أحراشاً استعذبتْ في الأعماقِ طيناًوخاصمتْ هواءلا أرض رَأيْنا نحن الذين لم نرَ سوىأفراسٍ تطوفُ في خواءوفراغٍ يستجلبُ شيئاً مِن فراغوحيثُ لا آدم أغوتْهُ جنةٌ فحطَّ ها هنا رحالَهُولا شجرة بها ظلَّ ـ كما قيل ـ يستظلُّوحيث لا إبراهيم أَصْحَرَ مِن هناولا نوح ابْتَنى في غفلتِنا السفينةَهل جاءكُم ذاتَ قيلولةٍ طوفانُ ؟لا طوفان جاء ولا حمامة عادتْ بالخبرِ اليقينلا أرض في الرّؤيا رأيْنا ولا سحرتْنا العمارةُبشراً وجدْنا اسْتَمْرَؤوا القولَ زوراًوشذّوا في الخيالِبهم شطحَ الخيالُوبنا طويلاً مكثَ الخياللا أرض سَقَيْنا ولا سَقَتْنا سَّماءلم نرَ ، مِن غيرِ نورٍ ، سوى الهباءمُثلّث خرابٍزفرةُ ربٍّ خبيثٍنَفَثَها ذاتَ غيبةٍ مِن رئةِ سكرانٍفكانتْ سطراً في الأساطيروكانت خبيثةًهنا أَقْنانُ سارةٍخُدّامُهاحاشيتُهاوبعضٌ مِن جواريها الجميلاتِالغانياتُ ها هنا وراقصاتُ القصرِوهنا الغلمانُ والقيّانُومِن حجرٍ في القصرِ عيونٌ تفجّرتْفصارت للغريبِ منهلاًلا ماء و لا ماء ولا ماءثمة يدٌ في متاهةِ العصورِ تُوغلُفي مجاهلِ القصورِ تدورُثمة يدُ السارقِالذي صار في النورِ عن نفسِهِ يعلنُلا تواريخ نتبعُها ولا أزمان نتصيّدُهافَنَحْرَث الأعماقَ وفي غاباتِها نحتطبلم نرَ مِن غابِها شجراًوسدرةٌ ها هنا ما نبتتْلا ساحل رملٍ ولا كُثبان منها نهيلُوصحراؤنا لم تأتِ بعدأو لعلها لم تأخذ الخبرَأو هيَ بنفسِها نأتوالطيرُ مِن هناعشتارُ بها غدرتْ ومِن ليلِها غادرتعشتارُ شجرةٌ خبيثةٌضيّعت مزمارَها في عالمٍ سفليٍّوببضعِها فَجَرَتْ ثم كذبتْثم كذبتْلا نور مِن هنا يأتي وهُم في العتمةِ موغلونبطونٌ تخرجُ مِن بطونأرحامٌ تنتجُ أرحاماً وفي الليلِ شجونوفي الليلِ شؤونوأحقادٌ تورثُ أحقاداًفي الليلِ غاباتٌ لم نرَ منها شجراًلا ماء في هذا الخلاءعارفون علّموا البشرَ سرّاً مِن أسرارِ الدُّنيا وغاروا في النِّسيانِ .. لاعبون رموا نردَهُم للمرّةِ الأخيرةِ وغابوا .. علّموا حرفاً وغابوا .أولَ الغزاةِ كانوامِن أجلِ مضغةٍ تشبّثَ بها العشبُأولَ المفجوعين كانواهنا تناسلوا وترنّحوا وأفِلَ نجمُهُمغجرٌ .. عجمٌ .. عيلاميون .. تتارٌ .. مقدونيون .. عربٌ .. اسبارطيون .. طرواديون .. قوقازيون .. كنعانيون .. آكاديون .. آشوريون .سلالاتٌ ما علّمها الأجدادُ أصلاً فانقرضتصنائعيون أخفوا خلفَ قيثارةِ النّواحِ وجهاً ودحْرَجُوا كقرصِ الرّحى عجلةَ الوهم .هل جاؤوا مِن أعلى أكتافِ اللوثةِ ؟ذاك هو الشهيقُ اللعينُسراقينياسراقينيا حطبٌ للبردِ القارسِحيثُ لا تُضرمُ نارٌ في برّيةٍوحيثُ ما تعلّمَ فيها المُقبلُ أسرارَ حضارةٍسراقينياامتدادٌ لحيرةِ ماء حين يكون الماءُ علقماًوحين حول ضفافِهِ غاباتُ زقومٍ تنتشرُلم نرَها إنما في كوابيسنا كنّا قد رأيناهاسراقينيالا أرضَ ولا ماءفي غاباتِنا التي في أرضِ السّوادِ ترفدُنامنذُ الأزلِ ترفِدُنامنذُ ما قبل الأزلِ يعمُّ السوادُمنذُ عصورِ ما قبل السلالاتِوما قبل الملذّاتِيعمُّ بلادَ السوادِ سوادُيذهبُ بنا جنوباً حيثُ يُبشِّرُ بالسوادِيرحلُ شمالاً فينشرُ السوادَسراقينياأكفٌّ للفجيعةِفي كلِّ صوبٍ تزرعُ بذرةً خبيثةًتنشرُ خصلةً مِن خصالِهاسراقينياأرضُ سوءٍماءُ مرارةٍوسماءُ غادرتْها الأطيارُسراقينيامِن خلاصِكِ خلاصُناسراقينيالعنةٌ في غورِ بلادٍ لم يُكرمْها خالقٌولا في أوصالِها دبّتْ حياةٌسراقينياأُجهِضتْ أرحامُكِسراقينيا بذرةٌ للخبثِستُمحى ذاتَ يومٍنسيان العمرإنْ أنتَ نسيتَ العمرَ حبيبيفبأيِّ الأعوامِ تصولُوبأيِّ الأجسادِ تُباهي فتيانَ الحيِّوبأيِّ الصحبِ تدقُّ أبوابَالزمنِ القادمِ ؟ميلوناسنةٌ تمرُّميلوناوما بطلَ اشتهاءولوعتي كالسيلِ تتدفقُميلونافي أيِّ المتاهاتِ أنتِ ؟وفي أيِّ الملاذاتِ غبتِ ؟وأين ثانيةً أجدكِ ؟سألَني عنكِ الطريقُ وما أجبتُفأجابَ :برحيلِها انطفأَ الضياءوذاتَ مصادفةٍ بإشراقةٍ أشعلتِ جسدَ السُّوقِومِن ضحكةٍ مُجلْجِلةٍ أطلقتِها مِن كلِّ حدبٍ تناده القومُ ومِن كلِّ صوب .ميلونا فوق ظهرِ الليلِ دعوتُكِ فابْحريوعن طيبِ جمَالِ الزّهرِ اخبرينيتقطفين ، تشمّين ، وتصهلين :هي حمراءُ كطائرٍ شهيدٍفخذْهاهي بيضاءُ زُفّتْ عروساً للجليدِفخذْهاوميلونا ليس لشفتيها مِن اللذّةِ ساحلٌولا ضفّة لقيتُ فأحطّليس لعينيها سوى قمرٍ أزرق ثملَ قبلَ الأوانوراح يسبحُ في الضبابخُذي بعضَ ما اشتعلَ في السوقِفأنا ليس لديّ ما أوقدُ به الذّاكرةَأقصدُ مِن حطبِ الطريقِ فأعيريني بعضاً منههل أنتِ مِن شجرِ الزانِ فتمايلتِ عذوبةً ؟هل سُكِبتِ مِن مزيجِ أنبذةٍ فردوسيةٍ ؟هل نحو صدرِك أبْحَرتْ طيبةُ الأكوان ؟هل ؟ما أنتِ وكيف أتيتِ وكيفَ بزغتِ وكيف انطفأتِ وكيف وكيف ؟مرّةً التقيْنا وعن اختيارِها سألتني :كيف كانت زهراتُ الطيبِ ؟قلتُ هي مثلكلا أدري أهي روميةُ المأتى أم مِن إيثاكا أم هي مِن جزرٍ في بحرٍ لم تعرفْهُ خارطةُ الأكوانِ بعد ؟هي مثلُكِ حيثُ لا امرأة قبلك أوقدتْ كلَّ ما في جسدي.ما زلتُ أتشوّقُمازلتُ طرِباًوفي فمي طعمٌ لا يبرحُ اللسانَوبين شفتيّ للرغبةِ لوعةٌ وصيحةُ ندى .يا ميلونا التي أحرقتنييا ميلونا هل مِن رجاء ؟***في السوقٍ التقيتُها . كنتُ أبحثُ عن بطيخةٍ حمراء .رأيتُها مثلي تُقلِّبُ البضاعةَ وتنتقي الأشياء .رجوتُها " مُغازلاً " :على طريقتِكِ اختاري ليَ الأصلحَ منها .بأصابعِها فوقَ ظهرِ واحدةٍ نقرتْ .قالت : خُذْها وبها تسلّ .لا أدري مَن هي لكنني لم أرَها غيرَ مرّةٍ أخرى .ليستْ كالبشرِ الذين نحو السوقِ يأتون .لا أدري مِن أين !لكنني أظنُّ ، كلّما مرَّ يومٌ ولم تأتِ ، أنّها مِن كوكبِ الزهرةِ لأنَّها أجمل مِن كلِّ أزهارِ الأرضِ .***وأظلُّ باسمِها ثانيةً ألهجُ :ميلونا وما بطلَ الرّجاءُفي كلِّ زاويةٍ عنك أبحثُفي كلِّ دربٍوفي كلِّ زقاقميلونا وفي صدري قد هاجَ اشتياقأين أنتِ يا امرأةَ الفرحِ أين ؟أ بكِ غدرَ رحيلٌ أم بكِ انخسف الطَّريق ؟ميلونا وقد انسدتْ بوجهي أبوابُ المدينةِطردتني المحطّاتُتجاوزتني القطاراتُوعني ارتفعتْ سماءُ الصيفِ فانكشفَ ضعفيميلونا وما بطلَ الرجاءُميلونا أين أنتِ ؟ميلوناميلوناميلونا***وأنا باتجاهِ البحرِ أهمُّعانقتني ميلونا وقالت :مِن الرَّملِ خُذْ لصحنِ اللقاء قبضةً نديةًومِن أجلِه اقطفْ وردةَ الأزلِوأنا أخطو باتجاه الموجِ ميلونالم أرَ ما رأيتِفالرملُ ما في روحِهِ مِن ندىً قد جفَّوليس في الدربِ وردُ الأزللكنني ميلوناأخذتُ شيئاً مِن جنونيوبه مِن أجلِك صرتُ أحياميلونا يا دفءَ الحواضرِيا أنتِأين أنتِ ؟لا صيف في ميدانمِن كلِّ مكانٍ يأتي الغرباءُهنا إلى الميدانِوفي الميدانِ تُباعُ البضاعةُ البائرةُواللحمُ الفاسدُفي الميدانِ هنا في هانا زوبكيسترخيَ البعضُ بعد طوافٍ في الأسواقِ طويلٍكما يسترخي ـ فوقَ الحجرِ الدائريّ المقطوعِ بعنايةٍ ـ المعطوبُ والمرأةُ الولودُ ومَن صعدت إلى رأسِهِ الخمرةُ .هنا في ساحةِ هانا زوبك التي طالما بالوجوهِ الغريبةِ احتفتْ تطيرُ النشوةُ بعيداً عنّا كلّما تقدّمت البضاعةُ والأجناسُ وأطفالُ العرباتِ .هنا تتوالدُ النساءُ مثلَ كائناتٍ غريبةٍفي كلِّ صباحٍ تتوالدُ النساءُهنا إلى هانا زوبك التي لم تعُد ساحةًتأتي أجناسُ الظلِّومَن لوّحتْها الشمسُوتأتي الأشياءُ تنتظرُ شمساً لا تأتيننتظرُ ومعنا تنتظرُلكن الشمسَ كالعادةِ لا تأتي إلاّ لماماًتأتي الفصولُ ولا يأتي الصيفُنتساءلُ كما تسألُ الأجناسُ عن مأتىً للصيفِولا يأتي جوابٌفالإجابةُ معروفةٌ للقاصي والداني :إلى هنا لا يأتي الصيفُلحظةُ بدويٍّهي لحظةٌ مِن يدي فرَّتْلم أحفلْ بوجودِهاما اغتصبتُهااغتاظتْ رشقتْ وجهيَ وتركتْ المكانَثمة لحظةٌ ما عرفتْني كما أنافأطلقتْ لقوادمِها العنانَتلك لحظةٌ ثانيةً لن تمرَّولن تمرَّ بعد فوقَ خيامِنا المسافرةِفيا بوادينا الآمنات إنْ مرّت مِن هنا لحظةٌ تائهةإليَّ أُرشديْها أنا البدويُّ الهائمُ في بريّةسحر العتابلو صمتت كلُّ الدِّيارِ بأهلِهالنطقَ بوجهِنا الحجرُ الكريمُأهلنا وإنْ جاروافنحن وصلْنا الرّحمَ ونحن الجوارُتُرى باسمِنا هل نطقَ الحجرُوهل تذكّرَ جارُ ؟الإنتظار الأبديتأتي أو لا تأتيلا أدريهي لم تقل شيئاً مِن هذالم تَعدنيهي بعيدةٌ وقد تأتي الآنأو ربّما لن تأتيَ أبداًلكنني إليها أتوقُ الآنوبعد ألفِ آنٍأنا سأظلُّ منتظراًهنا في صدرِ الساحةِأنا هنا منتظرٌحتى لو رحلتْ بأهلِها الساحةُأنا هنامنذ الآن حتى بعد ألفِ آن***كلُّ الذين وعدوني أخلفوا الميعادَ إلاّ هيمازالت عَبْرَ الهاتفِ تؤملُنيوتقول : أنا في الطريقِ إليكَ فانتظرْنيكُلّ الذين وَعَدوني اعتذرواإلاّ هي ظلّت تقولُ :أنا في الطريقِ فلا تبرح المكانَكُلُّ الذين وَعَدوني مِن حوليَ انْفَضّواإلاّ هي مازالت بيديها تُسوِّرُنيإلاّ هيإلاّ هيإلاّ هيأنا منتظرٌ هنا منذ الآنحتى بعد ألفِ آنتَوْقتاجٌ لهذا النهارِبياقوتِ الحنينِ مرصعٌشمسٌ لضفافِ القلبِكيما يستريح فوقها سحرُ الكلامِوظلُّ سربٍ مِن قطا لمُتْعَبٍأضنتْهُ الأسفارُتاجٌ لحَيْرَةِ الضحىحين يتأرجحُ ما بين إلتماعِ الكَلاكلِلجبينِ امرأةٍ تتوسلُنيألاّ أُريقَ المراشفَ على هامشِ الوقتِتاجٌ لنائحةٍ ستأتي قبلَ انحناءِ هامِ الشجرِتاجٌ لها وهي تطوي الرّيحَوتلتهمُ المسافةتاجٌ لزهرِ الوجدِ أينعَ في حوضِ المنافيتاجٌ لكِتاجٌ لهتاجٌ لناتاجٌ للذي يأتيحَيْرَة الآلهةنبتون بما لديكَ مازلتَ مفتوناًتتربّصُ بضعفِ الأربابِ ومِن خمائلِ الرّيحِتصطادُ للعشاقِ فراشَ فتنةٍنبتون مِن دونِ الآلهةِ أيَّ شموخٍ مُنحتَ ؟ألقٌ بين يديكَفالقِ فالتَكَ في اليمِّ وتصدّرْ أعراسَ السّفينةنحن بحّارة الصدىكنّا نصطادُ الضوءَولم نطوِ فرحَ الشّراعِوإلى الأعماقِ لم نلقِ مراسينانحن قوادم الأسفارِ ومُزحة الرّيحِ بوجهِ المُسافرِوأنتَ جسدٌ في قوقعةِ الأكوانِمِن حولِكَ كتائبُ النسوةِ اللاتيتشتاقُ عُريَهُنَّ الدروعُوكائناتٌ تُسوِّرُكَعافَها الصّيدُ ومنها ذاهلاً تراجعَ الصّيّادُنبتون نحن قراصنة المراكب ما أتيناكَ زوّاراًولا جئناكَ لهذا المساء الرّخصِ ندمانَفالقِ حربتَكَ السّكرىوامتشقْ دفّةَ السفينةِنبتون إلى جوارِكَعريتْ نهودٌ فاجعلْوليمةً لنا مِن شبقِ موجةٍوشهوةً لما بعد الكأسِدعْنا مِن أَنْبِذَةِ الحُلماتِ نرتشفطوبى لهذا المساءِ الجميلفي حضرةِ ربٍّ جليلوتبّاً للزّمانِ الرّديءِالذي أجهزَ على عزّةِ الجسدِتبّاً لهذا الزّمانتبّاً للجسدِ العليل**نبتون مازلتَ فتياًيحرسُكَ الموجُ ورقصةُ حوريةٍ خذلَها الأزلُهالةٌ مهيبةٌ مِن حولِكَكأنكَ رجلٌ لكلِّ النساءِنبتون يا سيّدَ الماءبك عصفَ البحرُوليتَهُ لم يفعلْفبنا مِن بعدِكَ تاهتْ سّفينةنحن بحّارتكَ الأوفياءرجالُكَ الخاسرونخدّامكَ الأفذاذ نحنوتلك ندلٌ لن يهدأَ لهنَّ قرارُكالفراشِ يدرْنَ ويطعِمْنَ الليلَ رائحةَ الحرثِفاحرثْ أرضاً في قاعِ بحرِكَ الأجّاجِوطينٌ هو جسدُ السفينةِنبتونوأنتَ جسدٌ بجسدِ الشمسِ يحلُمُظلٌّ بظلالِ القمرِ يطوفُوأشواقُ الرّيحِ إنْ هبّت بكَ ما عصفتْوبها مِن حولِكَ عصفَ الخلقُنبتون أُغنيّةُ الحسناواتِ في بهاءِ النّهارِفي غلمةِ الصّيفِمِنك يُحاذرُ موجٌوأمام هيبتِكَ تترنّحُ أساطيلُ الزّمانِنبتونأُسألُكَ عن بحّارةٍ أعرابٍ مِن هنا عَبَروامِن هنا مرّواهل رأيتَ ؟في أوّلِ الدّهرِ قطفوا لؤلؤاً ازدهرَ فوقَ الترائبِنبتوناخطفْ ، مِن على ظهرِ ثورٍ للإلهِ زيوس ،ابنةَ كنعانوابتنِ بها ليلةًثم ابتنِ بها عاماًثم ابتنِ بها قرناًثم ارتحلْفنحن في الظلمةِ احترثْنا جسداً مُزغّباًوفوق جسدِ أورباوشماً وجدْنا كخارطةٍ تائهةٍ في ليلنبتوننادمْنا الليلةَ فنحن بلا نساء أو ندمانومنّا لم تدن السّفينة
مشاركة منتدى
3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, 16:39, بقلم محمصة بنت حكيم
قدا قميلة وكلماتها معبرة .. اهنيكو على ده الابداع
3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, 16:43, بقلم محمصة بنت حكيم
مش عارفه رسالتي راحت فين ؟ اي ده كنت بمدح وكاتبه كلام طويل منتدى فاشل قدا هروح لشات غرام اتفرفش لشويتين بدل من ديه التفاهه اللي عاوزني يتقه لمنتديات غرام ويتقه لشات وهنهزر سوا