الثلاثاء ١٠ آذار (مارس) ٢٠٠٩
مهداة للمرأة بعيدها
بقلم عامر رمزي

جان دارك

بمقدورك أن تـُضْرِم النار بي
أن تـُمزّق ثيابي
زاولْ غريزة الهوى
وطارحْ ثم ارعشْ وراوغْ
رُغم غثياني..
صفـّدْ أفكاري كلما أشرقــَتْ
احشر أنفك
تحسّسْ زواياي
بمَلامِس الإخطبوط
انثرْ حولي مملكة من غبار
ونسيجاً للعنكبوت
لكني جان داركيه(*)
سأثور
 
** ** **
لَـَنْ يصلـُح جلدي للطبول
وشَعري لم يكن يوماً
لِجاماً للخيول
تستـّرْ بمِسوحِ طهـْرك، لكني
كجوهرةٍ بين الوحول
سألتمع
ضُمّني إلى متحف تراثك
نموذجاً شمعياً
لمومياءٍ بشريّة
أو عصفوراً في قبضة كفـّك البارد
هل تزعجك حرارة جسدي؟
هل يزعجك أنيني؟
أنا الناي
ما سِرْت بصمت الأفعى
أنا مصدر الآهات
أنا ضرس منخور
احذرني
سأثور
 
** ** **
أدمنت عذابي
ويصعب عليك العدول
تقتادك شعوذة الاعتياد
كمن أدمن لفافة تبغ
تـُصيّرني مقدسة
و خَـَرْقُ حـُرمتي من طباعك
تتهمني بالفجور
بالشعوذة
ساحرة وخرافة أو وثن
و تحيطني بزنزانة
كل سجين رجاؤه الفرار
إلا أنا
سأثور
 
** ** **
يا إله الحرب
أنا أم الرافدين
صدري الشامخ
يتلألأ بحلمتين طفوليتين
سأكون الثـُقب
وصُلـْب عَصرِكَ الحديدي
مني يتسلل
ستقـْرف
لا ترفع الغطاء
تكاثفت بخاراً
يشعه المجرور
وجرذان فزعة تفور
سأثور
 
** ** **
تحت نـُصْب الحرية
ضاجعَ جرادك أسُودِي
وأنا لبوة جريحة
تفيق قـُرايَ ركاماً
والبساتين هشيمْ
قادرة أنا على قـَطـْر الكون
سأحرث في شبر حريتي
فأنا الزارع
والزارع يتقن الانتظار
قد بذرت البذور
لدجلة النذور
سأثور
 
 [1]

[1جان دارك...مواطنة فرنسية بسيطة ناضلت ضد الاحتلال الانكليزي وقادت جيش بلادها للتحرير وهي بعمر 18 عام....أحرقها الانكليز وهي حيّة عام 1431للميلاد..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى