الجمعة ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم عامر رمزي

عرّافة في عيد الحب الماضي

قالت العرّافة:
أيا كلاديس
سُحْقاً
بَصقتُ فيك تنهُدي
خذها من وحدتي
بين طاولاتي الخاويات
أين هداياهن؟
أين باقات الياسمينِ؟
أين تلك الجمرات؟
عناكبٌ حوليَ وارتْ
قاع فناجيني
حاكتْ خيوطها
حول الجناحين
كيوبيد
من وترِ قوسه الرهين
ما عادَ
رَملي يُضرب
وحَجراتي في يديّ
تستكين
أين مني روّاد غرام
لوّنـَتهم الفصول
من كفٍ مبسوطٍ
من طالعٍ للمجهولْ
يثير الفضولْ!
قالت لي ولها:
من تلك الخطوط في فم الفنجان
تنتهي المدينة
في قلبها ينهار
رصيفها المرصوف
عُصبةٌ لقيطةٌ
بنسبٍ ممسوخ
ما غرسوا ورداً أحمراً
لخليلةٍ،
وما جمعوا
لهن يوماً فـَراش
لا انتماء لهم لشرقٍٍ
ولا الغرب بهم موصوف
في شتاءٍ من رصاص
يلتحفك النحيب
يا الله.. أيها المُستعان!
لن تجدل سواراً من ياسمينِ
لن تعزف لها الكمان
فإلهتك المتوجة
كـَفنها من كتان!
للجنازة مراسم
لتلك الرموش الحالمات
لا دببة تـُزينها شرائط
لا قلوب قرمزية
أكاليل المقابر تبول
على وردٍ أحمرٍ
يجتاحهُ الذبول
الثأرُ لحظـكَ مستحيل
فممن تثأر الحملان
من سكينهم
من وجاقٍ وطنجرةٍ
أم
ممن أشعل الفتيل؟
أنا كيوبيد
يا قيصر
تاجك وروما في المهب
سأحلق بجناحين
سأعلو وألتهب
*
*
*
الفالانتاين طاف
بلا عرّافة هذا العام
يا لسُخف التأويل
لثمتها على طاولةِ العيد
والنظرات ليديّ تختلس
ونبض من فؤادها
يرتعد
تحت القميص
زهرة مجففة
أهديتها
تطويها صُحف كتابٍ
وبطاقة
خطـّطتها بلون دمي:
لكِ يا حبيبتي من عمري
العمر المديد

 [1]


[1*كلايديس الثاني قيصر روما الوثني .. منع زواج الجنود حتى يستعبدهم للحروب
فقط ..لكن الراهب الموحد (فالانتاين) تحداه وزوّج المحبين سراً فأعدمه القيصر
وكيوبيد هو إله الحب عند الرومان .. ذو الجناحين و القوس..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى