جنازة قلب
كرامة، كحشد مقاتلين في غزوة أحد
عُنفوان، كأناسٍ يَتجمهَرون في مزاد علني.
يَمثلون أمامي، يَحملونه على الأكْتاف،
أسمعُ نبضاته الأخيرة، أنينه كإبرة تُوخِزُ سَمْعي،
فلا يأبَه لآهاتِه العنفُوان، ولا تَخضَع له الكَرامة،
وتَستمِرُّ الجَنازة...
تابوتْ، أطرافه مشاعِر مَكسورة، كَفَنٌ أسْود ظالِم مُطرّز الكَذِب والخِداع،
يسْكُنه قلبٌ مُمَزّق الأشْلاء مُتخنجِر،،
هنا أقِفْ!! انصرِفْ أيّها القلْب، فلا أريدك والتي نحتّ اسْمَها في صدرِك،
يُقتلْ الحُبْ، تنقطِع ترانيمُ نبضاته البائِسة، ثمّ يَموتْ،
يرفُضُ العنفوان خُضوعاً، توافقه الكرامة،
وتَسْتمرّ الجَنازة...
وَقفتي صامِتة تُبحِر بزورَقِ ذكرياتِه مُودّعةً إياه والدمْع يَنزِف،
أتذكّرُ يوماً، عَزمَ برسْم لوحة،
بدأ قلبي برسْم تلك اللوحة،
امتطى فرشاة نَبضاته مُتمنطِقة الفَنار،
تنهّد بِلوعتِه،
صرخ بألوانِ أوْردتِه الدمويّة،
بدأ بالرسم،
ثم صَمَت،
بدأتْ مشاعرَه بتلوينِ تلك اللوحة القلبيّة،
تنتهي اللوحة،
ينحني قلبٌ تنبُتُ على كتفيْه شُعلتيْن،
شُعلة إشتياق، وشُعلة قلقْ،
والأخيرة تشتدّ إحمراراً،
يَنحني ليقدّم لوحَته، قلقاً !! فهلْ تفي ذرةً من حُبّـها ؟،!
كانَ مَضْمونُ اللوحة،
"، حُبّكِ جَعلني قلباً،"
وها هُو اليوم يخلفُ وَعْدَ لوحَته، ضحيّة استبدادِها، ضحيّة أكذوبَة،
وتستمرّ الجنازة …
جسدٌ حرٌّ طليق كهديلِ حِمامة،
شِماله،
بقايا شَرايين مُتَدلية، وأورِدةٌ تُرَفرِف بقَطراتِ دمٍ تبكي على أطلاله،
أسمعُ قَهْقَهاتٍ عَريضة ومنتصِرة تخرُج من أفواهِ حامِلي التابوت،
يَرمي الحشدُ بتابوتِ القلبِ الميّت أمامَ حاضِرِها الماكر،
ثم تتنهدُ الكرامةُ منتصرِةً،
ولكنْ!! عجباً والندمُ في عَيْنيْها،
أبتسمُ شامِخاً،
أُلملمُ حشدي وأسيرُ في دربي وقطراتُ دمٍ تودّع الماضي،.