جيل الشعراء الرواد في دولة الکويت
«أستاذ مساعد بجامعة آزاد الإسلامية في کرج»
الملخص
إذا نظرنا نظرة فاحصة إلی نشأة الشعر في دولة الکويت وفقا للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتطور السريع الذي حدث في هذه الدولة نری أن الشعراء في هذا البلد ينقسمون إلی ثلاثة أجيال: الجيل الأول هم الشعراء الرواد الذين عاشوا مرحلة ماقبل النفط ولم يروا الرخاء الذي جلبه النفط لسکان هذه المنطقة.الجيل الثاني هم الشعراء المخضرمون الذين عاشوا المرحلتين (قبل النفط وبعده) وأخيرا جيل الشعراء الشبان الذين مالقوا العناء الذي تحمله الجيلان السابقان.يلقي هذا المقال الضوء علی الجيل الأول وهم الشعراء الرواد.
الکلمات الدليلية: الکويت، الشعر، الشعراء، المضامين.
المقدمة
تتمتع دولة الكويت بحركة شعرية نشطة في العقود الأخيرة من القرن الماضي وفي مطلع القرن الحاضر ما يثير تساؤلات عميقة عن خلفيتها لمن يتتبع هذه النشاطات الأدبية بشكل عام و لمن يريد دراستها بشكل خاص.فإذا نظرنا إلی الشعراء الكويتيين الذين عاشوا فترة ما قبل النفط و قارناهم بالشعراء الحاليين نری أن عدد الشعراء الحاليين يفوق عدد الماضين فهل الرخاء المادي الناتج عن ظهور النفط أدی إلی كثرة الشعراء؟ أم كانت الأيام الماضية تحمل نفس العدد بينما لم يكن شعرهم من الدرجة اللائقة ثم لم تصل إلينا أسماؤهم بل وصلت أسماء المجيدين منهم حيث أن البقاء للأصلح عادة.
هذا بالإضافة إلی عدم اكتراث الشاعر في الماضي بتسجيل ما ينشده من شعر وعدم تقدم وسائل الكتابة وغير ذلك من الأسباب التي تجعلنا نتساءل عن عدد الشعراء في الماضي وتكمن الإجابة عن هذه التساؤلات بعد إجابتنا عن سؤال آخر وهو أن الشعر العربي الفصيح متی بدأ ظهوره في الكويت؟ وما دور تطور الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في تنمية الحركة الشعرية؟
تشير معظم المصادر الموجودة أن الشعر العربي الفصيح ظهر في الكويت منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
[1]
إلا أن هناك مصادر أخری تشير إلی أن الشعر العربي الفصيح ظهر في الكويت منذ فترة مبكرة فعلی سبيل المثال يری الدكتور خليفة الوقيان أن أول شاعر كويتي اهتم بالشعر الفصيح هو العالم عثمان بن سند1766-1827م.كما يری الدكتور سليمان الشطي في كتابه "الشعر في الكويت": «أن الشعر العربي الفصيح في دولة الكويت رافقته ومضات شعرية تمثل تفتحا فرديا بعد ظهور عثمان بن سند الذي كان من علماء الكويت المعروفين، يكشف نشاطه عن أمرين: أحدهما مؤلفاته وهي متعددة والثاني توجهه نحو قول الشعر الذي بقيت منه قطع منشورة وهناك ما ينم عن هذا النشاط الشعري وهو في الكويت حيث أنه نظم قصيدة يؤرخ فيها قصر أحمد رزق الأسعد.» [2] بينما يری الدكتور خليفة الوقيان في كتابه الثقافة في الكويت «أن قصائد عثمان بن سند في مؤلفاته العديدة هو أقدم ما وصلنا من الشعر الفصيح و تعود تلك القصائد إلی القرنين الثامن عشر و التاسع عشر.» [3]
أما الدكتور سليمان الشطي فيتحدث عن السيد عبدالجليل الطباطبايي1776-1853م الذي قضی جل حياته متنقلا بين دول الخليج الفارسي وحط رحاله في الكويت عام 1842م واستقر فيها معلما ومثقفا ولايدخل الشطي في الجدل حول انتمائه إلی بلد معين كما لايعتبره أول شاعر كويتي قرض الشعر الفصيح بل يشير إلی أن عطاءه الشعري ظل مستمرا و متصلا بزعماء المنطقة منهم الكويتيين. [4] وأخيرا يشير إلی بداية حركة الشعر في الكويت قائلا:«إن الطباطبايي كان ينشر علمه وأدبه وهو أملی قصائد وفوائد وهذا يدل دلالة قاطعة علی أن ثمة اهتماما خاصا بالثقافة الأدبية الشعرية ومن ثم فليس مستغربا أن يعزز هذا المجلس وأمثاله قيام حركة شعرية وجدنا نتائجها في شاعرين سيكون نشاطهما بداية حركة الشعر في الكويت، أولهما شاعر اتصل اتصالا مباشرا بالطباطبايي وهو خالد العدساني 1834-1898م والآخر عبدالله الفرج1836-1901م الذي لم يثبت اتصاله بالطباطبايي وإن كانت بدايته جاءت في الفترة نفسها.» [5]وبهذا الرأي اتفق الدكتور الشطي مع الدكتور سالم عباس خداداه في حديثه عن الشعر العربي المعاصر في الكويت: «لقد كان الواقع الأدبي في تلك الفترة واقعا فقيرا، لا شيء فيه يستحق التنويه به سوی قدوم الشاعر عبدالجليل الطباطبايي 1776-1853 إلی الكويت عام 1843م واستقراره فيها ويعد ظهور الشاعرين خالد عبدالله العدساني 1834 – 1898 وعبدالله الفرج 1836 – 1901 البداية الحقيقية للشعر الفصحی في الكويت.» [6]
وهذه الآراء تجعلنا نشك في كثرة عدد الشعراء في الماضي وتفوقهم علی الشعراء المعاصرين رغم أن هناك من أثار نفس الأسئلة التي طرحناها في بداية حديثنا: «و حيث إن الشعر ديوان العرب و سجل مآثرهم و مفاخرهم فمن المتوقع أن يكون للعلماء الأوائل اهتمام بروايته و إبداعه غير أن كثيرا من العلماء لايوافقون علی نشر شعرهم و لايجيزون للآخرين روايته و هذا التحفظ لايزال قائما لدی بعض علماء الدين الكويتيين حتی يومنا هذا و أدی التحفظ أو التحرز في النشر إلی حرماننا من التعرف علی كثير من التجارب الشعرية المبكرة التي يفترض أنها تعود إلی القرنين السابع عشر و الثامن عشر.» [7]
ويری الدكتور خليفة الوقيان أن عثمان بن سند1766-1827م أجدر من عبدالجليل الطباطبايي1776-1853م بريادة الشعر الفصيح في الكويت لأنه ولد فيها و أقام علی ثراها زمنا يفوق زمن إقامة عبدالجليل كما أن مؤلفات ابن سند كانت موضع اهتمام علماء الكويت و يشير الدكتور وقيان أن القصد من الريادة هو السبق التاريخي كما أنه يتوقع أن تكشف الأيام عن مصادر أخری ترشد إلی وجود شعراء أقدم منه. [8]
ويذكر الدكتور وقيان أن القرن التاسع عشر شهد ميلاد عدد كبير من الشعراء الكويتيين مثل:
– الشيخ خالد عبدالله العدساني 1834 – 1898
– عبدالله الفرج 1836 – 1901
– زين العابدين بن حسن بن باقر 1866 – 1950
– سيد مساعد الرفاعي 1883 – 1936
– أحمد خالد المشاري 1886 – 1942
– عبدالعزيز الرشيد 1887 – 1936
– صقر الشبيب 1894 – 1963 وغيرهم. [9]
ويميل الدكتور خليفة الوقيان إلی ما ذهبنا إليه آنفا وهو احتمال وجود «شعراء مجيدين ضاع جل ما كتبوا و لم يفلت من الضياع سوی أبيات أو نماذج قليلة دلت علی استواء شاعرية كل منهم وحيث أن شعرهم لم يصل إلی أيدي الباحثين فقد بقيت أسماؤهم شبه مجهولة.» [10] ويقدم شاهدين علی هذا الرأي حيث يذكر محمد بن الشيخ عبداللطيف العبدالرزاق الذي نشر عام 1882م تقريظا جميلا لديوان عبدالجليل الطباطبايي كما يذكر محمد حبيب الذي رثی في قصيدة له الشيخ عبدالله الخلف الدحيان.فقد يكون في هذين الشاهدين تقريظ محمد بن الشيخ عبداللطيف العبدالرزاق لديوان الطباطبايي ورثاء محمد حبيب للشيخ عبدالله الخلف الدحيان ما يدل علی احتمال وجود عدد من الشعراء الذين ولدوا خلال القرن التاسع عشر ولم يقدر لشعرهم أن يصل إلينا. [11]
وإذا كان لتطور الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية دور في تطور الحركة الشعرية فإننا نهدف في هذا المبحث إلی تقسيم طريف للشعراء الكويتيين ولا نظن – حسب معرفتنا – أنه قد سبق لأحد أن يقوم بهذا التقسيم للشعراء في دولة الكويت.ومبدأ تقسيمنا هذا هو ظهور النفط في الكويت وصدور أول شحنة منه عام 1946م حيث أننا رأينا تغييرات كثيرة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بعد تدفق النفط وانتقل البلد من طور إلی طور وظهرت مستجدات لم تكن موجودة قبل هذا التاريخ.
ومن هذا المنطلق يمكننا أن نقسم الشعراء وفق الفترة الزمنية التي عاشوا فيها إلی ثلاثة أجيال تختلف بيئة كل واحد منه عن الآخر، أولا:الشعراء الرواد الذين عاشوا قبل ظهور النفط وقبل استقلال الكويت ولم يشهدوا الرخاء الذي جلبه النفط بل عركوا مشقات الحياة الناتجة عن شح الموارد وندرة المياه.ثانيا:الشعراء المخضرمون الذين عاشوا فترة ما قبل النفط وعاشوا نفس الظروف التي كان يعيشها أولئك الرواد وامتد بهم الزمن إلی أن شاهدوا تطور البلد بعد ظهور النفط كما رأوا قيام الدولة المستقلة.ثالثا:الشعراء الشبان الذين جاؤوا بعد المخضرمين وتربی هذا الجيل في ظل نعمة الرحمن والرخاء المادي والظروف المستجدة.ولكل من هذه الأجيال الثلاثة خصائص وميزات ينفرد بها نذكرها علی حدة غير أننا لانطيل الكلام عند معالجتنا الجيل الثالث.
جيل الشعراء الرواد: كان الجيل الأول من الشعراء الرواد يعيش قبل مرحلة الرخاء في الكويت ولم يشاهد نعمة النفط كما لم يدرك الاستقلال عام 1961م الذي كان في فترة لاحقة لظهور النفط وتلقی هذا الجيل تعليما تقليديا حيث أنهم تعلموا القرآن ومبادئ الكتابة والقراءة والفقه وعلوم الشريعة وهاهي قائمة بأسماء هذا الجيل:
الاسم | السنة الميلادية |
---|---|
عثمان بن سند | ١٧٦٦ - ١٨٢٧ |
عبدالجليل الطباطبايي | ١٧٧٦ - ١٨٥٣ |
خالد عبدالله العدساني | ١٨٣٤ - ١٨٩٨ |
عبدالله الفرج | ١٨٣٦ - ١٩٠١ |
زين العابدين بن حسن | ١٨٦٦ - ١٩٥٠ |
عبدالله خلف الدحيان | ١٨٧٤ - ١٩٣١ |
عبدالعزيز الرشيد | ١٨٨٣ - ١٩٣٦ |
سيد مساعد الرفاعي | ١٨٨٣ - ١٩٣٦ |
أحمد خالد المشاري | ١٨٨٦ - ١٩٤٢ |
صقر الشبيب | ١٨٩٤ - ١٩٦٣ |
خالد الفرج | ١٨٩٨ - ١٩٥٤ |
داوود الجراح | ١٩٠٦ - ١٩٥٦ |
محمد الحبيب | ١٩١٢ - ١٩٦٠ |
فهد العسكر | ١٩١٣ - ١٩٥١ |
وقع اختيارنا علی عثمان بن سند كأول شاعر كويتي أنشد الشعر الفصيح رغم أنه لم ينل الشهرة الشعرية التي نالها باقي شعراء هذا الجيل لكونه عالما ومؤلفا يغلب طابع تآليفه الأخری علی قصائده القليلة التي وصلت إلينا فلا يمكن للباحث أن يطيل الحديث عن هذا الشاعر بتلك القطع القليلة المنشورة عنه حيث لاتمثل تلك القصائد مستواه الشعري كما لا يمكن لنا أن نتعرف علی مضامينه الشعرية التي تطرق إليها الشاعر ويذكر الدكتور سليمان الشطي: أن ما وصلنا من شعر له يشير إلی أن قامته الشعرية منسجمة مع شعراء عصره يخضع حينا للطريقة السائدة في الركون إلی استخدام المجاز وتفريعات البديع من طباق وجناس وكنايات مثل قوله:
فَكَأنِّي مِن اعتِلالِي فِعلٌ
يَعمَلُ النَّصبَ فِيهِ وَ الجَزمَ حَرفُ
ولم يذكر الباحثون الكويتيون للشاعر عثمان بن سند قصائد كثيرة إلا أن البعض منهم اعتبره رائد الشعر الفصيح في الكويت وهذا هو شأن عبدالجليل الطباطبايي الذي قضی معظم حياته بين دول الخليج الفارسي وحط رحاله في الكويت في آخر مطافه وتوفي هنالك ولكنه كان بمثابة حلقة وصل للنهضة الشعرية في مصر والشام والعراق وللبداية الشعرية في دولة الكويت حيث انتفع منه شاعران كبيران هما خالد العدساني وعبدالله الفرج بشكل أو بآخر. [12]
كما أن عبدالجليل نفسه «جری في بعض أعماله علی نهج شعراء التيار التقليدي الجامد وجری في جل أعماله علی نهج التيار الاتباعي المحافظ ويكفي أن نقف عند قصيدته الميمية التي مدح بها الأمير سعود بن عبدالعزيز وهي القصيدة التي نورد منها الأبيات التالية:
إمَامُ الهُدَی بَحرُ النَّدَی مَن سَقَی العِدَاأخُو هِمَّةٍ يُستَصغَرُ الخَطبُ عِندَهَاإذا نَزَلَ الأمرُ الفظِيعُ رَأيتَهُلقد عَلِمَ الأعدَاءُ شِدَّةَ بَأسِهِفَكَم غَادَرَ الأقرَانُ فِي كُلِّ مَنهَلٍوَ قَد قَذَفَ الرَّحمَنُ مِنهُ مَهَابَةيَبيتُ المُعَادِي مِنهُ يَحرسُ نَفسَهلهُ عَزَمَاتٌ تَتَّقِي الأسدَ بَأسَهَاإذَا رُمتَ عِلمَاً فَهوَ فِي العِلمِ لجَّةكُؤُوسَ الرَّدَی حَتَّی اهتَدَی كُلُّ رَاغِمِوَ تَعلو عَلی هَامِ السُّهَی وَ النَّعَائِمِنُهُوضَاً بِأعبَاهُ بِهِمَّةِ حَازِمِوَ كَيفَ أذِيقوا مِنهُ طَعمَ العَلاقِمِمَعَاش وَ حُوش أو خِمَاص الحَوَائمِبكُلِّ فُؤَادٍ مِن عَدُوٍّ مُخَاصِمِوَ لِم لَم يَكُن فِي قُربَةٍ مِن مُرَاوِمِبهَا اللهُ عَنَّا زَاحَ هَولَ العَظَائِمِتَدَفَّقُ بالدُرِّ النَّفِيسِ لِنَّاظِمِ»
[13]
ويری المتتبع لقصائد شعراء الرواد أنهم اتجهوا نحو المضامين العربية التقليدية التي كانت سائدة في الشعر العربي وقد تؤثر النهضة الشعرية في مصر والعراق والشام علی شعر أولئك الشعراء أحيانا وذلك لأن الكويت لم تكن بمعزل عن البلاد العربية وتطوراتها حيث كان يتجه إليها علماء ومثقفون وشعراء مثل الشاعر عبدالجليل الطباطبايي وذلك لعدة عوامل منها موقع الكويت الجغرافي المتميز والحركة التجارية النشطة في تلك الفترة.
تلقی الشعراء الرواد تعليما دينيا في الكتاتيب ولهذا اتجهوا نحو المضامين الدينية وهذا هو شأن جميع المثقفين في ذلك العصر الذين ينتمون إلی الوسط الديني منهم خالد العدساني الذي يعد شاعرا متصفا بروح التدين في أشعاره. [14]
وهكذا يميل عبدالله الفرج إلی القصائد الدينية «ليكشف عن عمق الأرضية التي ينطلق منها الشاعر كما نلاحظ في قصيدته التي يمدح فيها الرسول ويأتي مدحه مبرءا من المجاملة المباشرة فمثل هذا التوجه إلی مدح مثل هذه الشخصيات الروحية نابع من صدی لأثر نفسي أو انجذاب شخصي لاتحكمه العادة خاصة في مثل حالة عبدالله الفرج الذي كان حس الفنان غالبا عنده فليس هو من أصحاب الحلقات الخاصة بالمدائح النبوية أو القصائد الدينية فهو رجل منفتح علی الدنيا خاض غمارها وعرف تجاربها المختلفة لذا جاءت وقفته الدينية في تجليها أمام الرسول لتمثل حالة صدق:
نَبيٌّ زَكِيٌّ صَادِقٌ وَ مُصَدِقٌتَرَفَّعَ مِن أصلٍ رَفِيعٍ وَ عُنصُرٍهُوَ المُفرَدُ الاكسيرُ وَ الجَوهَرُ الذِّيوَفِيٌّ صَفِيٌّ مُستطابٌ مُؤدَّبُكريمٍ إليهِ الفَخرُ يُعزَي وَ يُِِِِنسَبُبأسرَارِهِ الأمثالُ وَ الوَصفُ يُضرَبُ»
[15]
جدير بالذكر أن عبدالله الفرج كان ذا موهبة بارزة في الموسيقی والغناء كما نظم الشعر النبطي الذي «بقي الفن المسيطر والأداة المناسبة للتعبير عن القضايا والاهتمامات المحدودة للمجتمع العربي في الكويت.» [16]
وهذه المضامين الدينية تتجدد لدی بعض شعراء هذا الجيل فأنشد الشاعر فهد العسكر قصيدة بمناسبة المولد النبوي «والشاعر في قسم قصيدته الأول يتحرر من إسار المناسبة أو الدوران حول المعاني المألوفة، فالمقطع الأول بأبياته السبعة حافظ فيه علی الشكل الخارجي ولكنه في الوقت نفسه يتخذ مدخلا خاصا به يكاد يكون منبتا عن بقية المقاطع يعكس طبيعة الشاعر الجديدة، اللغة والمفردات والقاموس الجديد يتجاوز فيها الطريقة التقليدية:
طلعَ الفجرُ غَنِّ يا قمَريَّهوَ اشدُ يَا طيرُ بالغُصُون وَ أيقِظمَلأ الفَجرُ أكؤُسَ الوَردِ رَاحَاًوَاطرَبي الرُّوحَ بالأغَانِي الشَّجِيَّهبأنَاشِيدِكَ الزُّهُورَ النَّدِيَّهلكَ تُزرِي بالصِّرفَةِ البَابِلِيَّه
ولكنه سرعان ما يتراجع إلی قديم لغته وصوره وتشكيلاته المباشرة والصوت المرتفع والنبرة الحماسية:
يَا نَبيَّ الفَاتِحِينَ إنَّا بعصرٍقُم مَعِي نَسألِ الطلولَ عَسَاهَاعَن بَنِي العُربِ يَومَ سَادُوا وَشَادُوالا مُسَاوَاةَ فِيهِ وَ لا مَدَنِيَّهتَشفِ بالرَّدِّ عِلَّة رُوحِيَّهمَجدَهُم بالسُّيُوفِ وَ السَّمهَريَّه»
[17]
إلا أن هناك حركات تجديدية أكثر فعالية لدی بعض الشعراء الرواد الذين كانوا مهتمين بالمضامين الدينية فمن شعراء هذا الجيل صقر الشبيب الذي أصابه العمی في الصغر و «كان منحازا إلی دعوات التحرر والانفتاح والأخذ بأسباب التقدم، يتطلع إلی المستقبل ويحتفي بالمجددين ويجند شعره لدعوتهم فلقي عنتا ثار عليه المتعصبون من رجال الدين خاصة عندما نشر في مجلة المرأة التجديدية قصيدته "يضر النصح" والتي يقول فيها:
يَضُِرُّ النُّصحُ فِي هَذا الزَّمَانِإذا مَا قُمتُ أنصَح بَينَ قومِيوَ لَولا العِلمُ لم يَنتُج رِجَالاًوَ خَلُّوا فِي الدِّيَانَاتِ افتِرَاقَاًوَ دِينُوا مِن تَكَاتُفِكُم بِدِينٍفَمَا غَيرَ التَّفَرُّقِ مِن حُسَامٍفَيَا لَيتِي خُلِقتُ بِلا لِسَانِلَقُونِي بِالأذِيَّةِ وَ الهَوَانِتسُودُ المَشرِقَينِ المَغرِبَانِيَؤُولُ بِكُم إلی الحَربِ العَوَانِلَكُم یَلقَی التَّقَدُّمَ بِالعِنَانِتُبِيدُ بِهِ الشُّعُوبَ وَ لا سِنَانِ»
[18]
تجدر الإشارة إلی أن الشاعر صقر الشبيب «لقّبه بعض معاصريه بمعرّي الكويت وبشّارها لعماه ونبوغه في الشعر وفي هذا قال خالد الفرج:
مَعَرِّي الكُوَيتِ وَ بَشَّارُهَا
هَزَزتَ مِنَ النُّفُوسِ أوتَارَهَا» [19]
وتطرق الشعراء الرواد إلی المضامين القومية أيضا وكتبوا في هذا المضمون شعرا كثيرا وذلك لأنهم كانوا علی صلة بالأحداث التي كانت تجري في البلاد العربية وكانوا يدركون انتماءهم إلی الأمة العربية وخير شاهد علی هذه النزعة القومية هو الشاعر خالد الفرج الذي يعد بحق أشهر شاعر بين أولئك الرواد علی الإطلاق و«قضی حياته متنقلا بين الكويت والبحرين والسعودية والهند، يكتب القصائد ويرصد الأحداث وساهم في حركة النهضة في المنطقة وتابع الأحداث السياسية وعلق عليها فكان واحدا من الذين وجهوا جهدهم وشعرهم هذه الوجهة منذ كلمته الأولی التي قال في الثعالبي أو وقفته مع القضية الفلسطينية أو تحيته لأمير الشعر العربي، فمجموعته الشعرية محتشدة بالشعر السياسي والحسّ القومي.» [20]
«ففي قصيدة ميلاد السلام لهذا الشاعر الكبير وهي القصيدة التي كتبها بمناسبة توقيع معاهدة السلام من قبل أربع عشرة دولة بباريس في السابع والعشرين من تموز 1928م نجد رؤية سياسية قومية واعية بما يحوكه الغرب ويدبره للوطن العربي الإسلامي:
مَهلا جَهَابذةَ السِّياسَةِ قد مَضَیإنَّ النُّفُوسَ يَزِيدُهَا استِعمَارُكُمفَالسِّلمُ إن لم تعدِلُوا عَن بَغيِكُموَ الحَقُّ حَقٌّ وَاضِحَاتٌ سُبلُهُزَمَنٌ بِهِ لكُم العُقُولُ تُسَاقُغِلَّاً فَلا يَغرُركُمُ الإطرَاقُعَدُوٌّ أصَمُّ مَا لَهُ إنطَاقُكَالشَّمسِ عَمَّ بِنُورِهَا الإشرَاقُ»
[21]
وظلت معاناة الشعب العربي هاجس أولئك الرواد خاصة معاناة الفلسطينيين بل أصبحت قضية فلسطين محورا أساسيا من محاور النضال العربي الإسلامي «فكتب خالد الفرج عن فلسطين عام 1947م قصيدة يدين فيها قادة الغرب المستعمرين الذين يقارنهم بهتلر ويحذر من وعد بلفور الذي يعد بداية لسلسلة من المظالم التاريخية:
يَا آلَ هِتلِرَ فِي الطُّغوَی وَ إخوَتَهُمَا الفَرقُ بَينَ تُرُومَانَ وَعُصبَتَهُوَ يَا دُمُوعَاً مِنَ التِّمسَاحِ يَذرِفُهَامَا وَعدُ بَلفُورَ إلا بَدءُ سِلسِلةٍزِدتُم عَلَيهِ بِحُكمِ الغَاصِبِ الحَكَموَ بَينَ هِتلِرَ غَيرَ الاسمِ وَ السِّيَمفِي شَاطِئِ المَنشِ هُزءَاً طَرفُ مُبتَسَممِنَ المَظَالِمِ فِي التَّاريخِ كَالظُّلَم»
[22]
ويری الشاعر صقر الشبيب أن العرب تربطهم وشائج قوية التي تتمثل في الدين واللغة والنسب:
«وَ مَا جَنَت فِلَسطِينُ وَلكِنوَ هَا هِيَ تَستَغِيثُ بِنَا فَحَتَّیفَلَيسَ العَجمُ تُعذَلُ إن تَرَاخَتفَإن مُتُّوا بِدِينِهِمُ إلَينَافَفِيمَا بَينَنَا لُغَةٌ وَ دِينٌعَلَيهَا لِلعِدَی كَثُرَ الجُنُودُمَتَی عَن أن نُعِينَ بِنَا جُمُودُبِنَجدَتِهَا، وَلا تُلحَی الهُنُودُوَ نِعمَ الرَّابِطُ الدِّينُ الفَرِيدُوَ فِيمَا بَينَنَا النَّسَبُ الأكِيدُ»
[23]
ولم ينحصر تفاعل الشعراء الرواد تجاه أشقاءهم العرب في القضية الفاسطينية بل تعدی هذا التفاعل وشمل سائر أرجاء الوطن العربي الكبير «فقد كتب صقر الشبيب عن الجزائر عندما كانت تخوض حربا تحريرية ضارية ضد الفرنسيين محرضا أشقاءه العرب علی دعمها ومؤازرتها في تلك المحنة بأسلوب ينضح حرارة وصدقا:
دَعُوا الجَزَائرَ تَلقَی الوَيلَ وَ الحَرَبَالَو لم نَزَل عَرَبَاً لم تَلقَ إخوَتُنَاثُمَّ ادَّعُوا أنَّكُم مَا زِلتُم عَرَبَامِن دُونِنِا كُلَّ مَا قَد آدَ أو كَرَبَا»
[24]
ومن القضايا التي تناولها الشعراء الرواد علی الساحة العربية «قضية المغرب التي تحدث عنها الشاعر خالد الفرج الذي سخر من فرنسا التي تلقت درسا تاريخيا قاسيا في الهند الصينية وسخر من بعض الأشقاء الذين لم يكونوا يملكون غير الاحتجاج والتنديد:
يَا شَمسُ إمَّا غِبتِ عَن طِنجَةٍتَرَی بَنِي بَارِيسَ آسَادُهَاتَمضِي فِرَنسَا فِي اعتِدَاءَاتِهَاثُمَّ عَلَی الصِّينِ خَلَعتِ الشُّرُوقفِي الصِّينِ أعتَاهُم كَفَأرٍ غَرِيقوَ نَحنُ لا نَملِكُ إلا النَّقِيق»
[25]
وهذه الكوارث الجمة التي نزلت علی الوطن العربي أدت إلی دعوة الشعراء القوميين إلی اتحاد العرب وتآلفهم وتساندهم لتحرير تلك الأوطان التي ظلت تحت وطأة المستعمر والشعراء دعوا قادة البلاد العربية إلی هذه الوحدة العربية فهاهو فهد العسكر يقول:
«أبنَاءَ يَعرُبَ وَ الكَوَارِثُ جَمَّةٌوَ تَآلَفُوا وَ تَكَاتَفُوا وَ تَسَانَدُواإنَّا بِعَصرٍ لا يَعِيشُ بِهِ سِوَیأفرَادَ يَعرُبَ وَ العُرُوبَةُ تَشتَكِيهِيَ تَستَجِيرُ بِكُم فَقُومُوا وَ اقسِمُواوَ استَمسِكُوا بِالعُروَةِ الوُثقَی وَ كوهَيَّا انبِذُوا الأحقَادَ وَ الأضغَانَامُتَرَاصِفِينَ وَ حَرِّرُوا الأوطَانَامَن كانَ يَملِكُ صَارِمَاً وَ سِنَانَاهَلَّا شَفَيتُم قَلبَهَا الحَرَّانَايَا قَومُ ألا تُغمِضُوا الأجفَانَانُـوا صَادِقِينَ عَقِيدَةً وَ لِسَانَا»
[26]
واتجاه الشعراء الرواد إلی القومية العربية لم يكن ذا نزعة عنصرية إنما كان أولئك الرواد يدعون إلی وحدة الأمم الضعيفة لمواجهة المستعمرين ومن هذا المنطلق نری أن هذا الاتجاه قد يسير أحيانا نحو النزعة الإنسانية حيث يتناول بعض الشعراء الرواد الأبعاد العالمية والإنسانية ومن الشعراء الذين تجاوزت نظرته حدود البلاد العربية وأخذ طابعا عالميا وإنسانيا هو خالد الفرج «الذي كتب عن المهاتما غاندي وموسوليني وهتلر وتيتو وميثاق السلام والجابان (اليابان) وميثاق الأطلنطي ولجنة الهدنة بلوزان وكوريا وما إلی ذلك من الموضوعات العالمية والإنسانية وهذه قصيدته في المهاتما غاندي زعيم الهند أيام كان يناضل ضد الإنجليز وهي القصيدة التي كتبها سنة 1922م في عنفوان مقاومة الهند في بلاد الإنجليز:
قِطعَةٌ مِن نَسِيجِ قُطَّنِ خَامثُمَّ رَأسٌ رَأسُ السِّبِرمَانِ مَوجُوأذُنٌ قَد أعَارَهُ الفِيلُ إيَّاوَ عُيُونٍ كَمَنَّ خَلفَ زُجَاجٍوَ ثَنَايَا مِنَ المَشِيبِ تَهَتَّمـقَامَ مِن بَينِهَا لِسَانٌ ذَلِيقٌوَ لَعَمري لَولا الأدِيمُ لقُلنَاعَيشُهُ حَفنَةٌ مِنَ العَدَسِ النَّاهَزَّتِ الهِندَ بِالمُحِيطِ بِهِملاوَحَّدَت حَولَهَا المَلايينَ مِمَّنبِسِلاحٍ مِنَ التَقَشُّفِ وَ الزُّهـأيُّهَا الشَّرقُ قُوَةٌ فَاكتَنِزهَاوَ أضِف مَا لَدَيهِم مِن عُلُومٍثُمَّ سُدهُم بِالقَوَانِينِ جَمِيعَاًخَشِنٌ حَولَ هَيكَلٍ مِن عِظَامدَاً كَمَا صَوَّرَهُ فِي الأوهَامهُ وَ أنفٍ مِن الأنُوفِ الضِّخَامنَافِذَاتٌ وَ لا نُفُوذَ السِّهَامـنَ تُرِيكَ الشَّبَابَ بِالابتِسَامغَيرُ مُستَرسِلٍ وَ لا تَمتَامهَيكَلٌ عَاشَ مُنذُ ألفَي عَامشِفِ أو شَخبَةٌ مِنَ الأغنَاميَا وَ مَا بَينَهَا مِنَ الأقوَامخُلِقُوا وَسطَ بُؤرَةِ الانقِسامـدِ وَ يَرمِي قَنَابِلا مِن صِيَاموَ أحِطهَا بِمُغلَقِ الأختَاموَ أعِرهَا شَيئاً مِنَ الاهتِمَاممُستَمِيتَاً إلَی بُلُوغِ المَرَام»
[27]
وإلی جانب المضامين القومية يتناول الشعراء الرواد بعض المضامين الاجتماعية فهذا هو خالد الفرج الذي يصور ظاهرة «جموع المتصارعين علی الماء ويعرض في قصيدته تلك اللقطة الاجتماعية المؤلمة دون أن يتخلی عن سخريته وتهكمه المندس بين السطور، لينفذ إلی غرضه الإصلاحي الذي يهدف إليه، فالقصيدة كتبت لغرض اجتماعي ولتصوير المعاناة التي عاشها الكويتيون والجهد الذي يبذلونه في سبيل الحصول علی الماء الذي هو قوام الحياة؛ فكيف يمكن أن تكون الحياة علی أرض تفتقده؟
تَصَوَّر فَدفَدَاً لا شَيءَ فِيهِوَ لا مَاءٌ لَدَی الرَّمضَاءِ إلاوَ لا شَجَرٌ لَدَی الصَّحرَاءِ إلايَحَارُ بِهِ الدَّلِيلُ وَ يَغتَوِيهِسِوَی رَملٍ بِهِ وَطءُ السِّبَاععَلَيهِ الرَّملُ نَافَ بِألفِ بَاعهَشِيمٌ جَاءَ مِن أقصَی البِقَاعبِهِ شَبَهُ الحَضِيضِ مِنَ اليَفَاع
يعرف الشاعر أن القارئ المتلقي إذا لم يدرك جوانب هذه المشكلة الفريدة لا يستطيع الدخول معه في صلب الموضوع لذا يسعی لإقامة تصور أولي فيرسم إطار المدينة: فدفد، أرض لا شيء فيها إلا الرمل وآثار السباع، و لن تجد الماء –إن وجدت– إلا و عليه ألف باع.فإذا أشاع في النفس هذه الصورة وأيقن أن القارئ دخل معه في بؤرتها قال له:
فَذاكَ هُوَ الكُوَيتُ وَ سَاكِنُوهُوَ لا تَتَصِّفُونَ البُومَ طَيرَاًهُنَاكَ تَرَی الجُمُوعَ عَلَی بُوَيمٍهُنَاكَ حَمَی الوَطِيسُ فَكُلُّ وَغدٍفَكَم مِن حُرَّةٍ غَرِقَت وَحُرٍّوَقَد ظَمِئَ الضَّعِيفُ فَكَادَيَقضِيإذا دُهِمُوا بِبُومٍ غَيرِ سَاعفَمَا هُوَ غَيرُ فُلكٍ ذِي شِرَاعبِهِ وَشَلٌ أقَلُّ مِنَ الذِّرَاعيُسَابِبُ صَاحِبَ الأمرِ المُطَاعرَمَاهُ لِمَائِهِ صَاعَاً بِصَاعوَ صَارَ المَاءُ لِلبَطَلِ الشُّجَاع»
[28]
وهناك مضامين تقليدية أخری تطرق إليها الشعراء الرواد كالمدح فالشاعر خالد الفرج يمدح في إحدی قصائده الملك عبدالعزيز ويعتقد الشاعر أن هذا الملك يمكنه أن يوحد الجزيرة العربية فيرفع إليه قصيدة «أيام قدومه إلی الأحساء في شهر رمضان عام 1350:
وَهَا قَد طَلَعتَ بِأفقِ العَلاءتُنِيرُ البِلادَ وَ تُحيِي العِبَادَوَرِثتَ الإمَامَةَ إرثَ الجُدُودِرَبَطتَ الحِسَاءَ بِأرضِ الحِجَازِعَلَی القُلزُمِ البَحرِ يُسرَی يَدَيكَوَمَا بَينَ هَذَا وَذَا مَوطِنٌفَوَحَّدتَ قَلبَ البِلادِ العَظِيمِوَ أمَّنتَ أرجَاءَهَا الشَّاسِعَاتِوَ أدخَلتَ فِيهَا ضُرُوبَ الرُّقِيـعَلَی العَالَمِينَ طُلُوعَ القَمَربِأحكَامِ سُنَّةِ خَيرِ البَشَروَ بِالمُلكِ تَوَّجتَهَا فَاشمَخَرّوَ أقصَی عَسِيرٍ بِجُوفِ العُمَروَ فَوقَ اليَمِينِ الخَلِيجُ استَقَرّبِقَحطَانَ مُمتَلِئٌ مَع مُضَروَ ألَّفتَ مَا بَينَ تِلكَ الزُّمَروَ حَضَّرتَ بَدوَانَهَا بِالمَدَرـيِ مِن كُلِّ مُستَحدَثٍ مُبتَكَر»
[29]
كما يتجه صقر الشبيب نحو المدح و«يختار من الشخصيات أصحاب التوجه الإصلاحي اجتماعيا وسياسيا و وطنيا فنلاحظ أن احتفاءه بها ينطلق من تقديره لهذه المواقف الخاصة في بعدها الوطني وتطلعها المستقبلي فعبدالعزيز الثعالبي مفكر وثائر تونسي مطارد ولم يكن أميرا يجلس علی كرسي الثروة والجاه لذا نری الشاعر في مدحه له لن يكتفي بموقف الإطراء وحده ولكنه جمع بين حالين حال المحتفي وحال المحتفي به فالشاعر المحتفي يقدم حاله وموقفه الرافض للواقع السيئ واعتزاله الناس:
أعمَی مُقِلٍّ جَرَّدَتهُ يَدُ القَضَاإنِّي اعتَزَلتُ النَّاسَ لَمَّا لَم أجِدفَإذا شَكَكتَ فَسُلَّ بِذَلِكَ مَلبَسِيحَظَّ الضَّعِيفِ سِوی شَمَاتِ الأليَسِ»
[30]
وهناك مضون آخر و هو الرثاء واتجه هؤلاء الشعراء نحوه كي لا ينقصهم من المضامين التقليدية مضمون «فالشاعر خالد الفرج الذي ولد في الكويت وتردد علی الهند والقطيف وأقام في البحرين يرثي أحد علماء القطيف وهو الشيخ منصور بن الزاير المتوفی سنة 1251هـ.ق في قصيدته الموسومة بقطرة الدمع:
مَاتَ بَحرُ العُلُومِ فَلنَمُت اليَومَاتَ مَن يَصدِمُ المَكارِهَ بِالصَّبـرَبِّ رُحمَاكَ ثَغرَةً بَعدَ أخرَیـمَ جِفَافَاً إذ مَاتَ بَحرُ العُلُومـرِ بِثَغرٍ لَدَی الشِّدَادِ بَسِيمتَتَوَالَی فِينَا بِلا تَرمِيم»
[31]
وأخيرا نذكر من تلك المضامين مضمون الوصف الذي يتصف بالطابع الوجداني والعاطفي فها هو فهد العسكر الذي يصف الخريف:
«هَا هُوَ الشَّاطِئُ فَاسمَعوَ صُرَاخَ المَوجِ فِي الظَّلـوَ عَوِيلَ الرِّيحِ إذ تَلـمَأتَمٌ ثَارَ بِهِ العَقـفَتَعَالَي فَزَئيرُ الرُّوَ اصطِخَابُ المَوجِ شَدوٌلا تَقُولِي نُسِيَ المَاأنتِ قِيثارِي وَ كأسِيأيُهَّا القَلبُ هَدِيرَهـمَاءِ طَورَاً وَ زَفِيرَهـطِمُ بِالمَوجِ صُخُورَهـلُ عَلَی الرُّوحِ الأسِيرَهوحِ بِالوَصلِ صُدَاحوَ دُمُوعُ المُزنِ رَاحضِي وَ فِي الحَيِّ مِلاحوَ سَمَائي وَ الجَنَاح»
[32]
مشاركة منتدى
31 كانون الثاني (يناير) 2016, 23:08, بقلم syed Jahangir اله
مقال يشكر عليه ، أرجو تزويدنا بالمواد الجم عن الشعرفى الخليج العربى ، حيث أننى أقوم بدراسة الأدب فى الخليج العربى لأول مرة فى الهند ، وقد حضر أكثر من 40 باحثا عن الأدب فى الخليج العربى.
16 شباط (فبراير) 2016, 19:26, بقلم عباس احمد محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
داولة الكويت هى الشجره المباركه التى تضلل على اخوانها العرب لان الكويت من يومها اصيله من ايام الصباح الى الان اصيله ادعوالله ان يحفظ الكويت ويرزقها من حيث لا تحتسب ويرزقها بمحبة الشعوب اليها وينصر امير الكويت الشيخ الاحمد الصباح ينصره على من يعاديه ونقرأ الفاتحه على الشيخ الصباح وعلى الشيخ جابر وعلى الشيخ سعد العبدالله الصباح ويحافظ على الشيخ الاحمد الصباح وتسمحولى ان القى شعر بسيط من تأليفى
يا كويت يا عروس الخليج ياكويت يا حبيب الخليج
وحياة ارضك مشوفتش اطيب منكى وانا من الذين عاشو فيكى
وفى يوم عيدك مصر تهنكى وانا من الذين عاشو فيكى
وشوفت الامير جابر يهنيكى وشوفت الشيخ سعد بيحتفل بيكى
والاحمد الصبح بيفتخر بيكى يا كويت يانور الامه العربيه
واهديكم ثلاث وردات الاولى من فمى لانه ناطق بذكراك
والثانيه من عينى لانها تريد رؤياكى والثالثه من قلبى لانه يهواكى
ملحوظه
انا عشت فى الكويت ثلث سنوات دخلت من طريق العراق سنه 77 وعشت الى سنة 80 وكنت شاب صغير واشتغلت فى بناء مستشفى مبارك
ومشفتش حدبيسألنى فين بطقتك وحسيت انى عايش فى مصر وكانت بلدى الثانى