حالاتٌ فيسبوكية
هذه عباراتٌ خطرتْ لي، على «الفيس بوك» في أوقاتٍ متباعدة، وحالاتٍ متباينة، يسرُّني أن أضعَها بين يدي القارىء الكريم، وفي مرأى بصره.
في مرأى الذاكرةِ والبصر، وطنٌ تباعدَ خلفَ غِلالة الوهم الباقيوزمنٌ تكثف، من المقبل المنطوي في وجع اللحظة الراهنةوخيطٌ من التداعي لا يكفُّ، وسطورٌ من الشجروأسرابٌ من حمامٍ، تهبط، ثم تصعد،...في مرأى البصر والذاكرة...
قدماهُ تمشيان بلا تنسيق، وعيناه تحسُّ كلُّ واحدةٍ منهما أنها عوراءُ، أمَّا شعْرُ رأسه؛ فلكلِّ شعرةٍ رغبةٌ مُلِحَّة في لقاء جارتها... ومع ذلك، في قرارة نفسه: أنه الأكثر انسجاما بين السائرين.
التقى بها في ممر ٍضيِّق، ابتعدَ إلى اليمين؛ فانساقتْ إلى اليمين، ولمَّا ابتعدَ نحو اليسار وجَدَها قُبالتَه مباشرة... مرةً أخرى التقى بها، بعد عشرينَ عاما، كانتْ قد تزوجتْ، كما هو، وأنجبا، ولمْ يعلما أنهما ضحيةُ الفِراق الأول، ولكنهما اللقاءُ الأبدي.
ما العمرُ إلا ما تبقَّى من ضَحِكاتٍ ترنُّ،وخطواتٍ وئيدة ٍغير مبالية،وكسلٍ في الظهيرة،وزيارةِ صديق أليفةٍ في صباحٍ أليف،وسر ٍ أودِعْتَه ،وسفرٍ مباغتٍ بلا هدف،ونظرةِ ودٍ صادقةٍ لمن لا تعرفُه ولا يعرفُك.
يحبُّ أن يعترضَ سِرْبَ النَّمل المُثَابِر، بِعُودٍ تتسلقُهُ نَمْلَةٌ؛ فتضلُّ عن سِرْبِها، ويَنْقَطِعُ السِّرب،
هلْ كانَ يستفزُّه انتظامُ النَّملِ، ودَأَبُه؟
صِغَرُ حجمِ النَّمْلةِ، ومَضاؤُها المُتعالي مُثير، ماذا يدورُ في خَلِدها؟ كيف لا ترى مَنْ حَوْلَها؟
كيفَ لا تتضاءلُ أمامَ هذا العالمِ المُثْقَلِ بالدَّهشِةِ والاختراق؟ إنَّهُ عالَمُها هُوَ مَا يَهمُّها...
كمَنْ يتنفسُ من خُروم، تضيقُ أحيانا، وأحيانا تتسع.
تضيء، كبرقٍ مباغت، وتطبق بالغيوم...
فما أجملَ تغيرَّها الخارجَ عن التَّوقُّع!
وقدْ يؤلمُ ترقُّبُها!
سوفَ أطوفُ على مشارفِ العُمْر، وبدايةِ الضَّوْءِ، سوف أُطِلُّ على الحلم، ونهاياتِ الموج،
سأقول لها إني أراها، برغم مراوغةِ التَّشكُّل، إني أراها في ضِحْكة الطِّفْل، وفي الشَّمسِ
التي تعودُ لي من كهف الذكريات، جامحةً، كيوم وُلدتْ.
رذاذُهم ندى الصباح، وآمالُهم قوسُ قزحٍ، في إِثْر غبارٍ ، مُنْسِحب.
والشرفاتُ مطلِّةٌ على ربيعٍ أرحب...
وأطيارٍ لا تَمَلُّ من الماء، والسُّطوع؛ إنها في عزِّ الموتِ مُغرِّدة.
– كنَسْمَة هواءٍ خجولٍ تكونُ حياتُها، لا تبالي بالدَّويِّ، إلا أنَّها تتوقُ لأعلى الحُلُم، ولا ترى ذاتَها، لكنَّها تبصرُها، كلَّما توسعتْ حَدَقاتُها؛ لطيِّ الوجود، والظلال.
فراغٌ أنا، وأهوائي معلَّقةٌ، بينَ البعيدِ, وبينَ الأرْحبِ القاسي.
– لو اشْتُفَّ مِنْ كلِّ جميلٍ جمالُه لكانَ الحاصلُ أنتْ.
لا بيئة واحدة بلا جمالٍ، وسحرٍ خاص، ولكني أرى الشام تقطرُ حياة...
– كلما ارتقى الإنسانُ صار أكثرَ طبيعيةً، وأبسطَ تعبيرا، وبعضُ الناسِ ليس له من الثقافةِ والبلاغة إلا الحركات المسرحية، والمصطلحات، والتشدق والتعقيد!
في أغلبِ الحالات تكونُ الرؤيةُ غريزيةً، بغلافِ الفكر، وحشيةً؛ في لباسِ التَّحضر؛ فيا ليتها ،على قبحِها، أسفرتْ هذه الصراعاتُ عن وجهها!
نِفْسِي) -وعزيزةٌ هذه الأمنية- : أنْ لا يكونَ النطقُ السليمُ للعربيةِ من أبنائها، في ندرةِ
الكبريتِ الأحمر، (الرؤساء) و(الوزراء) والقضاة ورؤساءُ الجامعات، وحتى متخصصون في
تدريس العربية، ومشتغلون بها...
إذا تكلموا فضعْ يديَك على رأسِك؛ ففي الطريقِ حجارةٌ من الأغلاط تتوالى عليه، وعلى أذنيك!!!
إلى الكتاب والمبدعين، والقائمين على قناة (فلسطين) الفضائية: «وطن على وتر» يمكن وصف حلقات منه، وقد ينسحب على غيرها، بالخواء والارتجالية والهبوط؛ فهل جفَّت الأقلام عن قصص ذات قيمة؟! ولمَ لا يستعينُ القائمون عليه بمن يكتب لهم؟
فالمسئولية مشتركة.
لعلَّ من أدلِّ أمارات الرقي، أو الانحطاط ،طريقةَ الردِّ، على من يخالفك الرأي، فالإنسانُ الإنسانُ هو مَنْ لا يخرجُه غضبُه عن الحق.
ماذا يبقى من الحقيقة، إذا خضعتْ للمجاملات، والتملق، للذات، أو للآخر؟!