حجارة و ورود
تلم شعث عواطفك، تلفعها بين ذراعيك، تخاف عليها من الصقيع!... تضيئ السراج، تبحث عن صداك في عتمة الغربة... تصرخ بصوت مترجرج: هل من أحد...؟! ويأتي رجع الصدى فراغا شاحبا!
لم تسمع نصحي يا صديقي! كم قلت لك مرارا... العواطف بلا وطن شهب ضائعة شاردة... أنسيت ما فعلت بك الأشواق عندما أتيتني باكيا تشكو عواطفك المهدورة! يومها قلت لك:
– لا تتعجل بنشر أعلام حبك...!! أجبتني بصوت واثق:
– هل تُسأل البراكين قبل انفجارها؟! هل تستأذن الزلازل قبل اهتزازها!!... أمسكتُ بأطراف حبك المحلق:
– إهدأ ... إنها فقاعة ماء وتنتهي!! غيمة مسافرة بلا مطر!!
حينها لم تسمع من كلامي غير الصوت والصدى!!
وها أنت ذا اليوم تطرق بابي من جديد، تتوسل وتطلب نصحي! ...
– حسنا يا صديق العمر...ما الذي أقلق طيور حبك هذه المرة؟!
– كلَّمتها، جعلت من جسدها قيثارة...ومن أناملها اوتارا تغرد، وعلى رأسها وضعت شمسا تضيء، جعلتها رخاما ناصعا بعد أن كانت هي! استزرعت أرضها ورودا وأزهارا بعد أن كانت هي...!
– هل أمطرت سحب عواطفك؟! (أعرف إجابتك لكنني كالعادة أجاملك احترما لمشاعرك!)
– حجارة وجمود...(ردد الكلمتين بأسى)... حاصرَتْها الكلمات، طوقتها، لم تترك لها منفذا للهروب!! عصرتها لعلي أشرب بعضا من ماء حبها!! لكنها جامدة يا صديقي، أصبت بانتكاسة! اخترتها من بين كل سيدات الأرض، حللتها... ركبتها... أبدعتها من جديد... ولكنه ظلت كماهي...!!
– أتحبها؟! (أعرف انه يعيشها ويحلمها حبا)
– عصفتني بنارها، قيدتني، حررتني، أربكتني، أقنعتني...! (أعي تماما أنه يهذي الآن بحبها)
– لا تعش حبك كلماتٍ... فالحب يا صديقي ثمنه فادح، ولهيبه مؤلم...
– الحب كلمة ، وما تبقى تفاصيل...
– البعد يفقد الكلمة سحرها... تشعرك بتكرار معناك!
يخيم سكوت حاد لوهلة، ما يلبث أن يتحول إلى صوت كاظمي يغرد "متمردة"... تنتهي الأغنية، تحمل أشياءك وتغادر بصمت ...