الأحد ٨ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم سامر مسعود

نزهة

يصرخ منبه جوَّالك كطفل جائع، تفتح عينيك بتكاسل، تهمس: إذن هو يوم جديد آخر يضاف إلى كتاب حياتي... تحاول النهوض لكن النوم فتاة تأبى إلا أن تبقيك بين ذراعيها... لعبة الحياة الأبدية...!

تمارس طقوسك الصباحية المعتادة، تستمتع بتفاصيلها كالعادة؛ تستحم على عجل بينما يشاركك الموقد بفرح ونشاط في تسخين ماء قهوتك العربية، فيروز تملأ مسامعك بصوتها الندي الذي يزين دوما صباحاتك بالحنين، اللحن الفيروزي يلغي حدود الزمان والمكان في ذاكرتك المثقلة بذكريات وذكريات!

أعرف أنَّك طائر مهاجر (لا يشدك إلى بلد هاجرت إليه إياب)، ولكن تدهشك المعرفة كغيمة ماطرة فوق صحراء عقلك المتعطش دائما. تردد عبارتك المفضلة التي تعبر عن خيبة من نوع ما "إن كنتَ تجهل فتلك مصيبة،وإن كنت تعلم فالمصيبة أعظم".

تترشف قهوتك بنكهة التذكُّر، تجهِّز أشياءك على مهل، تحاول أن تخدع نفسك أن الزمن من بين أمتعتك ولك الغلبة في توقيفه أو تسريعه... لا فرق!!

تقودك سيارتك على مهل، إلى تلة قريبة عالية، تحب هذا المكان كثيرا؛ ففيه يجتمع ثالوث الجمال منذ أن رفّ جفن البدوي في صحرائه، وخفق قلبه بحب الحياة: الماء والخضراء والوجه الحسن.

هاهو وجه حبيبتك يشرق من بين أشجار متطاولة، تهتز غصونها احتفاء بحضورها، تجللها أشعة شمس صباحية عانقت صفحة الماء القريبة. أكاد أسمع دقات قلبك، خرير الفرح بين مسام روحك، تغمرك السعادة، أراك بدرا يكتمل باكتمال حضورها، تنجح بإثارتي، ترغمني على التساؤل:

ذاكرتك مثقلة، والحب صفاء وميلاد...؟

ذاكرتي تموز، يبعث الحياة بعد المخاض، والخصب بعد الجفاف. (يهمس وهو يقبل حبيبته)

كلماتك غامضة...! (بكلمات بسيطة يكشف عري جهلي)

لا تريد أن تفهم...(ويحلق مع حبيبته نورسين على صفحة ماء زرقاء)
تواصل الحياة بمفردات حبيبتك، وتتركني أراقب عُريي أمام مرآة باتساع السماء...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى