الاثنين ٣ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

حماة الوطن:

الأمن هو سياج الحماية للفرد والمجتمع والدولة.. والعدل هو منطلق الأمن والأمان ومن ثم تحقيق التقدم والتعاون والحب والأخاء.. والقرآن الكريم أورد الكثير من الآيات عن الأمن والأمان ونذكر منها.. قوله تعالى فى سورة قريش:

( الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )

الآية 4

وقال تعالى فى سورة البقرة:

(وإذ قال إبراهيم رب إجعل هذا البلد آمنا)

الآية 126ِ

وقال تعالى فى سورة آل عمران:

(فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا)

الآية 97

وقال تعالى فى سورة الأنعام:

(الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم ِِالأمن)

الآية 82

وقال تعالى فى سورة النحل:

(وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان) الآية 112

وأكدت السنة النبوية المطهرة على الأمن وأهميتة للإنسان والوطن.. ومن الأحاديث الشريفة نذكر.. قال صلى الله عليه وسلم:

(من بات آمنا فى سربه معافا فى بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها) متفق عليه.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم عمل على توفير الأمن والأمان للمسلمين والدولة الإسلامية وصار على نهجه الطيب صحابته الكرام والسلف الصالح.. ويذكر التاريخ أن (عمر بن الخطاب) رضى الله عنه أول من عس فى عمله فكان يسير فى طرقات المدينة ليلا يتفقد أحوال الناس

ومن الرجالات الموكل لهم بحفظ الأمن.. رجال الشرطة.. وقد سجل التاريخ العديد من الصفحات المشرفة لهم ونذكر منها.. يوم الجمعة الخامس والعشرين من يناير عام 1952 ففى ذلك اليوم أقدم الإستعمار البريطانى على إرتكاب مجزرة وحشية حيث تحركت قوات بريطانية تعززها الدبابات والمدرعات والمدافع إلى شوارع الإسماعيلية ثم إتجهت إلى مبنى المحافظة للهجوم على أكثر من 850 من الجنود والضباط المصريين بثكناتهم المجاورة لمبنى محافظة الإسماعيلية.. وتمت محاصرة هؤلاء الأبطال ووجه إكسهام قائد القوات البريطانية إنذارا إلى البطل المقدم شريف العبد ضابط الإتصال المصرى ثم طلب منه تسليم الأسلحة إلى القوات البريطانية والرحيل فورا عن المنطقة وإلا فسوف تستخدم القوات البريطانية القوة.. وعلى الفور قام البطل اللواء أحمد رائف قائد البلوكات.. والبطل على حلمى وكيل المحافظة بالإتصال هاتفيا بوزير الداخلية البطل (فؤاد سراج الدين) وعرضا عليه الموقف.. فرفض الإنذار البريطانى وطالب بدفع القوة بالقوة والدفاع حتى آخر طلقة وآخر رجل.. و.. و... وبدأت المجزرة الوحشية حيث إنطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلا ومدافع السنتوريون الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى محافظة الإسماعيلية والثكنات والبلوكات.. وتهدمت الأبنية وسالت الدماء الطاهرة كالأنهار فأصدرإكسهام أوامره بوقف الضرب لمدة قصيرة ثم أعلن لرجال الشرطة الأبطال المحاصرين بتسليم أنفسهم وأسلحتهم وإلا سوف يستأنف الضرب.. وهنا قال له البطل نقيب شرطة مصطفى رفعت: (لن تتسلموا منا إلا جثثا هامدة) فأندهش إكسهام ثم واصلت القوات البريطانية المذبحة وظل أبطال الشرطة صامدين حتى نفذت ذخيرتهم واستشهد 50 شهيدا وجرح 80 جريحا.. وسقط من البريطانيين 13 قتيلا وجرح 12 جريحا.. هذا وقد تم أسر من بقى على قيد الحياة من رجال الشرطة ومنهم اللواء أحمد رائف.

فى شهر فبراير تم الإفراج عنهم وأثناء مرورهم أمام الجنرال إكسهام أمر فصيلة بريطانية بآداء التحية العسكرية (سلام سلاح) لرجال الشرطة البواسل إعجابا وتقديرا لبسالتهم.. ثم قال للمقدم شريف العبد:

(لقد قاتل رجال الشرطة بشرف وإستسلموا بشرف ولذا فإن من واجبنا إحترامهم جميعا ضباطا وجنودا)

وتقديرا لرجال الشرطة اتخذت الشرطة المصرية من يوم الخامس والعشرين من شهر يناير من كل عام عيدا لها تحتفل به ويشاركها الشعب والقيادات السياسية والشعبية.

نحن نعتز بعطاءات رجال الشرطة ونقدر درورهم وجهودهم فى الدفاع عن أمن وأمان الوطن وأمان مواطنيه فرجال الشرطة هم السند لمسيرة الوطن الحبيب فى أوقات الحرب والسلام.. فمن منا ينسى مشاركتهم الفعالة فى مقاومة الإحتلال قبل ثورة 23 يوليو 1952 والدفاع عن الثورة بعد قيامها ؟.

من منا ينسى أن رجال الشرطة كانوا حماة الجبهة الداخلية فى حرب السويس وسنوات النكسة.. ومعارك أكتوبر 1973 ؟؟.

تحية لحماة الجبهة الداخلية ورحمة وألف رحمة للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ليامن كل مواطن على حياته وعرضه وماله.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى