

حوار مع الأديب حسن حجازى
الكاتب (حسن حجازى) يجمع بين اكثر من موهبة.. فهو يكتب الشعر والنثر والخواطر كما يقوم وبمهارة وعلم بترجمة الاعمال الادبية الشاملة.. ويعد من المبدعين اصحاب النشاط الرائع فى مجال النشر الورقى والاكترونى وفاز باكثر من جائزة كما كرمته الاوساط الثقافية.. ومن هنا كان لنا معه هذا الحوار:
المبدع المترجم (حسن حجازى) في البداية حدثنا عن المولد و النشأة و شهاداتك العلمية؟
– ولدت فى مدينة (ههيا) بمحافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية فى عام 1960 لاسرة متوسطة الحال.. الوالد احد رجالات الشرطة فى قسم السواري أي..الخيالة.. والوالدة ربة بيت وهى نبع الحنان ومصدر الحب....مكافحة وصابرة وحنونة التحقت بالكتاب فى طفولتى وتعلمت فى المدارس وقد تربينا على القرآن وتعلمنا الخط على اللوح الصفيح.. نشات وسط الفلاحين وجانب كبير من طفولتي شاهد الحقول والمزارع... والدى فى الأصل فلاح لكنه بعد الخدمة العسكرية فضل الوظيفة وترك الأرض وزراعتها ليزرعونها ويأخذونها!.. كان الجميع لديهم ثقة بانني سأحقق شيئاً هاما ولكن عندما ألتحقت بكلية التربية جامعة الزقازيق قسم اللغة الإنجليزية خاب بعض ظنهم رغم حصولى على مجموع كبير فى الثانوية وحصولى على المركز الأول على المدرسة والإدارة التعليمية بههيا والإبراهيمية وقتئذ
عشت بين أحضان المكتبة سواء فى مكتبة النادى الرياضى بههيا والتى كانت تابعة للثقافة الإقليمية فنهلت الكثير من المعرفة والثقافة.. وعند اولاد خالتي بمدينة الزقازيق نهلت ايضا من العلم والثقافة فقد كانت لديهم مكتبة عامرة بالقصص المترجمة و كتب الهلال والقصص البوليسية والشعر والقصص..وألف ليلة وليلة.. ورباعيات الخيام.. و قرأت ايضا الجريمة والعقاب..والأخوة كرامازوف وتعرفت على الأدب الروسى.. وشاعرنا الكبير الأستاذ على الجارم وشعره وقصصه التاريخيه..هاتف من الأندلس فارس بني حمدان عنترة بن شداد.. كما قرات كل ما كتب صلاح عبد الصبور وتوفيق الحكيم.. ونجيب محفوظ..كما استهوانى شعر فاروق جويدةوهذا على سبيل المثال.
حصلت على ليسانس ا لآداب والتربية تخصص لغة إنجليزية ودبلوم عام فى التربية
بمن تاثر المبدع حسن حجازى خلال هذه المرحلة؟
– تاثرت بالادب الإنجليزي شعرا ونثرا ومسرحا ورواية من شاسر لبيرون لشكسبير لإليوت إذرا باوند مرورا بجاين اوستين فريجينيا وولف...مسرح ابسن مسرح شكسبير قصص شارلز ديكنز دانيال ديفو والادب العالمى و لوركا.. لبودلير
من الذي يعد الكشاف الاول لموهبتك؟
– أكيد فى المدرسة والإذاعة المدرسية وخاصة مدرسة ههيا الثانوية ثم كلية التربية جامعة الزقازيق..
عرفنا علي اصداراتك الادبية وهل النشر الالكتروني يساعد علي انتشار اكثر من النشر الورقي؟
– أصدرت عام 1981 مجموعتي الأولى بعنوان (عندما غاب القمر) وفى عام 2003 (فى انتظار الفجر) وفى عام 2007 (حواء وأنا)
والنشر الورقي بالتاكيد ساعدني فى البداية لكن النشر الإلكتروني ساعدنى كثيرا حيث يتم التفاعل مباشرة مع ما يتم نشره لكن لا ننكر أهمية النشر الورقي لكننى شبه متاكد أن النشر الورقى في طريقه للتراجع....ليحل محله النشر الاكترونى
انت قمت بترجمة الكثير من الابداعات فهل قمت بترجمة اعمالك؟
– نعم ترجمت بعض اعمالى الشعرية وخاصة أثناء تعاونى لإصدار أنطولوجيا الشعر المعاصر حيث كانت بدايتى الحقيقية فى عالم الترجمة الأدبية..حيث ترجمت عدة اعمال ذات قيمة أدبية لنخبة من المبدعين.
ما هي مقومات من يقوم بالترجمة الادبية؟
– ضرورة إجادة اللغتين.. لغة النص ولغة الترجمة و يكون لدي المترجم ملكة الشعر..والقدرة على التذوق وإيجاد المقابل والصور المناسبة.
هل الترجمة الادبية تعد من اصعب الترجمات؟
– نعم تعد الترجمة الادبية من اصعب الترجمات
هل كانت الترجمة هي طريق حصول الاديب نجيب محفوظ علي جائزة نوبل؟
– بالطبع كانت للترجمة دورها المؤثر لكن إبداعات المبدع (نجيب محفوظ) ونقلت ادبه الى العالمية... ومحلية الكاتب والروائى المبدع النجيب (نجيب محفوظ) كانت منطلقه الى العالمية
ما هي شهادتك حول الترجمة في هذا العصر وهل تقوم برسالتها نحو تعريف ادبنا الي الدول و الشعوب الاخرى؟
– ليس بعد.. الترجمة هى مجرد جهود فردية وسط هيمنة البعض على المؤسسات الكبرى وتفشى الكثير من.......
ما هو العمل الادبي الذي ترجمته و هزك اثناء ترجمته؟و لماذا؟
– قصيدة (بغداد) للشاعر الرومانى الكبير ماريو كلاريو... حيث تعرفت على وجهة نظر محايدة للحرب فى العراق ومعاناة الشعبين العراقي والأمريكى على حد ٍ سواء وهزتنى معرفة الشاعر الروماني بتاريخنا وديننا وأخلاقنا وغيرته وحبه لوطننا العربى.. ثم قصيدة (وشاية الغربة) للشاعر السعودى الصديق (أحمد قران الزهرانى) واثناء ترجمتها بترجمتها استشعرت أننى اقرا للشاعر الانجليزى الكبير ت س إليوت وباللغة العربية فقد ابدع الصديق الشاعر (أحمد قران الزهرانى) وبجرأة فى الإقتباس وحرفية توظيفه عندما قال:
وغنوا للصبايا الفاتنات وأوجزوا..(على جسر اللوزية.. تحت أوراق الفي.. هب الغربي.. وطاب النوم..و أخذتني الغفوية)عزفوا على وجع القصيدة غربة المعنىتقاسيم الحروفوكذلك:مروا على باب المدينةأوقفوا سرب الحمامورتلوا شعراوغنوا للصغار الغافلين عن الهوى..(شخبط شخابيط.. لخبط لخابيط، مسك الألوان ورسم ع الحيط)وهادنوا الحراس..مروا عابرين إلى فضاء مشرع للغيبلا معنى ولا كلمات.
وايضا هزتنى خاطرة الصديق المبدع الاديب والكاتب والباحث (ابراهيم خليل ابراهيم) التى كتبها بعنوان (طيفك) فقد شعرت انه كتبها بكل احساسه الجميل.. وتقول كلماتها :
اجوب المدنوالقرىوالنجوعالمح طيفكفتسبقنى الدموع!
عرفنا علي الجوائز و التكريمات التي حصلت عليها؟
– فى عام 1981 شرفت بالفوز بالمركز الأول في الشعر فى المسابقة التى اقامها اتحاد طلاب جامعة الزقازيق وحصلت على شهادة تقدير من الأستاذ الدكتور (محمود ذهنى) بالاضافة الى جائزة مالية كما حصلت على شهادة تقدير من جمعية اللغويين والمترجمين العرب وشهادة تقدير من جمعية اللغويين والمترجمين المصريين والتي أتشرف بعضويتها..
ايها اقرب الي قلبك.. الترجمة ام الشعر؟ولماذا؟
– بالتاكيد الاقرب هو الشعر ولكن الترجمة تجعلنا دوما في حالة تواصل مع أبداع المبدعين
هل الترجمة للاخرين الهمت الشاعر بداخلك فكتبت؟
– نع.. نعم.. واشكرك على هذا اللماح فعندما ترجمت قصيدة (شمس) لوليام شيكسبير والتى تقول كلماتها :
حبيبتى عيناها جميلتان ولكن الشمس َ أجملشفتاها فى حمرةِ المرجان ِ لكنَ المرجانَ أنضرصدرها أبيضُ كالثلج ِ لكن بياضَ الثلج ِ أفضلإن كانَ الَشَعرُ كاسلاك ِ الحرير ِأينمو برأسها سلك ُ أسمر؟!رأيت ُ الوردَ مبتهجاً أحمر وأبيض ,لكن هل ينمو مثل هذا الورد بخدهاوإن كانَ بعض ُ العطرِ أطيبفحين تتكلم ُ أينبعث ُ دخان ٌ من أنفها؟!أحبُ سمعاها تتكلم ُ ولكنى أعلم ُ جيداًأن الموسيقى أكثر عذوبة ً من صوتهاأقسمُ أنى لم أر ملاكاً على الأرض ِ ماشيا ًفهي حين تمشى تتعثر ُ فى خطوها.رغم َ ذلكَ , أقسمُ أنَ حبى لها نادر ُكتلكَ المقارنةِ الظالمة ِ لها وأنا أكابرُ
وجدت نفسي أكتب فقلت:أحبك ِ أكثرأحبك ِ اكثر!لا يهمنى أن يكونَ شَعرَك ِأسود أو اصفرلا يهمنى أن يكونَ جبينكِأسمر أو أشقرلا يهمنى أن يكونَ عطرك ِمن مسك ٍ أو عنبرلا يهمنى أن يكونَ جيدك ِغصن ُ بان ٍأو مرمرلا يهمني أن تكوني أميرةفى دنيا العز ِتتبخترلا يهمني أن تكوني فقيرةمن أعين ِ الناسِتتسترما يهمني حقاًهو أنك أنت ِِ ليو أنني أحبكِ أكثرفإن َ هواك ِكان َ فى الغيب ِمُقدر!والله ِ أحبك ِ أكثرأحبك ِ أكثرأحبك ِ أكثر!!لو كانََ لى!لو كان َ لي كالطير ِجناحانلو كانَ لي عطرٌكشقائق ِ النعمانلو كان َ لي شهدٌكحب ِ الرمانلو كان َ لى مُلكٌكمُلك ِ سليمانلو كنتُ أملكُ العالم َ وحديأو أملكُ جنة َ رضوانلوضعتُ نساءَ العالم ِفى كفةووضعتكِ فى كفةوقلبي معك ِلرجحت كفتكِ بالميزان!فقولي ما شئت ِوتيهي على العالمِكما شئتِفسيخلدُ اسمكِفى شعريعلى مر الأزمان
لمن تقرأ من الشعراء و الكتاب؟ومن من المطربين و المطربات يهزك؟
– أقرا لكل الكتاب والمبدعين.. ويطربنى صوت كوكب الشرق (ام كلثوم) و (محمد عبد الوهاب) و (فيروز)
اذا حدثتنا عن موطنك (ههيا) بمحافظة الشرقية فماذا تقول عنها؟
– ههيا كغيرها.. اغتالتها المدنية..لكن من المتعارف عليه أن أهلها من أطيب الناس في مصر.
من هم اقرب الاصدقاء الي قلبك؟وهل الصداقة المخلصة توارت في زمن الماديات؟
– أقرب الأصدقاء لقلبى الكاتب الباحث المبدع (ابراهيم خليل ابراهيم) ومجموعة من الدول الشقيقة
ما هي الدولة التي تتمنى زيارتها؟و لماذا؟
– المملكة العربية السعودية وذلك لتأدية فريضة الحج للمرة الثالثة والتنعم بالأراضي الحجازية المقدسة وزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم
ماذا تمثل لك هذه الكلمات.. الطفولة، الترجمة، ههيا، الشرق ، مصر، النشر الالكتروني، النشر الورقي، الحب، السلام، المال؟
الطفولة: احاول أن أعيشها مرة أخرى مع ابنتي الصغرى ُيمنة حسن حجازيالترجمة: هى الهواء الذي أتنفسهههيا: أتمنى أن أفعل لها شيئاً..الشرقية: مستقبل أولادنامصر: حبى الأوحد وغرامي الذي لا نهاية لهالنشر الالكتروني: نافذتنا لكل العالم..النشر الورقي: ما زلنا نحتاجه..الحب: وجع لا ينته وبحث عنه لكن بمعاني جديدةالسلام: نحتاج سلام الأقوياءالمال: لا غنى عنه..
في ذاكرة كل انسان بعض المواقف الخالدة سواء كانت سعيدة او حزينة.. فماذا تحمل ذاكرتك من تلك المواقف؟
– يخلد بذاكرتى حتى هذه اللحظة..زيارتي الأولى للمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية حيث وقفتى فى خشية وتضرع وسكينة وطمانينة فى الروضة الشريفة.. فقد تكحلت العين بالكعبة المشرفة
هل نتعرف على احدث ماكتبته؟
احدث ما كتبته.. تحية لأرواح الشهداء الأبرار:
الشهداءهُم من علمناالوفاءهم من فرشَواعلى الدربِ الضياءهم من رفعوا هاماتناللسماءهم من علمنامعنى القدوةمعنى النخوةومن علمناالنقاء!هم من سكنوافي الضميرهم الأصالةهم الشهامةهم لأرواحنا العبيرهم حلقوافي السماءِوما زلناعلى الأرض ِ نسير!هم جنودٌ مجندةملكوا منا الأفئدةدمائهم الذكيةكانت لنا الفداهم في كنف ِ الرحمنفي جنة رضوانفي قصورٍ مشيدة!هم زرعوافى الدربِالوردهم غرسوافي الظلمة الغدهم ضحوابأمانيالعمرهم ذهبوالنبقى نحن!هم الأبرارهم الأخيار.هم الأطهار..هم عاشوافى الخلدِومتنا نحن!
قبل ختام حوارنا هل لك من كلمة؟ ولمن؟
– فى ختام الحوار لابد أن أتوجه بخالص الشكر والعرفان لزوجتي العزيزة التي تحملت الكثير.. وما زالت.. من أجلي وفى سبيل توفير المناخ المناسب لي.. واشكرها ايضا لصبرها على الغنان الفوضوي والطفل الكبير الذي ما زال بحاجة لترويض وما زال يثابر ويكافح لبلوغ آمال واحلام كبيرة على درب الحياة.