الأحد ٢ آذار (مارس) ٢٠٢٥
بقلم ميادة مهنا سليمان

حوار مع الرّسّامة والكاتبة الأردنيّة أماني البابا بركات

أماني بركات:

" الاحتلال لا يسرق الأرض فقط، بل يمحو الرموز التي تعيد الفلسطيني إلى جذوره".

*موجز السّيرة الذّاتيّة:

 عضو بيت الفنّ في صنعاء.
 لديها العديد من المشاركات في المعارض.
-مشرفة مؤسّسة مبادرة (كتابي كتابك) سابقًا في اليمن.

كيف كانت البدايات، وهل كان احترافك الفنّ عن دراسة أم هو هواية فقط؟*

البدايات كانت خليطًا بين الشغف الفطري والاكتشاف التدريجي منذ الطفولة، حيث كنتُ أعبر عن نفسي بالرسم والكتابة، درست بكلوريوس أدب فرنسي و كنت أقيم معارض شخصية في الجامعة، و المركز الثقافي الفرنسي في صنعاء وانضممت لمنظمة ديا الفرنسية كمتدربة على الفنون.

درستُ الفنون البصرية بشكل ذاتي، لكنني أعتبر نفسي ابنة التجربة العملية أيضًا.

الفن بالنسبة لي حوارٌ بين التعلم الرسمي والبحث الذاتي، ولا سيما أنني أعمل أيضاً في مجال قصص الأطفال التي تتطلب مزيجًا من البراءة والحكمة.

.. هناك مدارس فنّيّة كثيرة، فإلى أيّ مدرسة تنتمين؟*

أجد نفسي قريبة من المدرسة التعبيرية برمزيةٍ سردية.

أحبُّ أن أدمج الواقع بتفاصيله الإنسانية مع رموز تعكس الهوية والتراث، ولا سيما في أعمالي الموجهة للأطفال. ربما لأنني أرى الفن وسيلةً لحفظ الذاكرة الجمعية، دون أن أُغفل التجريب في التقنيات والألوان، كاستخدام أنواع مختلفة من الألوان.

هل تفضّلين العمل مع فريق أم وحدكِ، وما هي إيجابيّات وسلبيّات كلّ اختيار؟*

العمل الفردي يمنحني حرية التعبير دون قيود الفنان يواجه المساحات البيضاء باللون، لكن العمل الجماعي يثري المشروع بتنوع الآراء، مثلاً:

في مسرح الدمى، التعاون مع كتّاب وممثلين يفتح آفاقًا جديدة، بينما قد تؤدي الاختلافات أحيانًا إلى إبطاء الإنتاج. في النهاية، كل مشروع يحدد شكله:

بعض الأعمال تحتاج إلى صوتٍ واحد، وأخرى تُبنى بالتشارك.

تقولين في حوار سابق لموقع إيلاف:*

أبحث عن جهة تؤمن بفكرتي كقضية لا كتجارة..." هل وجدتِ هذه الجهة، ولا سيَما أنَّنا في زمن اللهاث وراء المال والشَهرة؟

الحقيقة أنني الآن لا أبحث عن أي جهة، فقد صرت مؤمنة أن مشروعك الفني سيطرح نفسه بنفسه، و أن أغلب الجهات تطلب أن يدعمها المبدعون، أي أن الموقف صار معاكسا لما كنت أعتقد.

و القضية هي مسألة لا ترتبط بالمناسبات أو الحدث الحالي، بل هي قضية مستمرة و حكايات يجب أن تروى عبر الفن..

هل من مواضيع تستهويكِ أكثر من غيرِها؟*

القضايا الإنسانية المرتبطة بالهوية والمقاومة الثقافية في أعمالي البصرية، لا سيما في فلسطين، و هناك أيضًا، عالم ملون جميل هو عالم الطفل ببراءته وأسئلته الوجودية يستهويني كثيرً، أحاول دائمًا أن أخلق حكاياتٍ تمنح الأمل و الجمال ..

ما أهمية الحفاظ على التّراث الفلسطينيّ في ظلّ ما يعيشه الفلسطينيون من ظروف احتلال؟

التراث هو ذاكرة الشعب وسلاحه ضد التهجير الثقافي، الاحتلال لا يسرق الأرض فقط، بل يمحو الرموز التي تُعيد الفلسطيني إلى جذوره، أنا كفنانة أحاول توثيق التفاصيل:

البيوت، الحكايات الشعبية، حتى رائحة الزيتون.

هذه التفاصيل تُذكّر الأجيال بأنهم جزء من سردية أكبر من القمع الحكاية ستبقى، و الأرض ستبقى، و هم زائلون.

*. هل من تقليد فلسطينيّ عالقٍ في ذاكرتك منذ الطّفولة من تقاليد وعادات الشَعب الفلسطينيّ؟

تطريز الثوب الفلسطيني كان دائمًا ساحرًا بالنسبة لي، أمي كانت تروي لي حكايات عن اللد في فلسطين بعضها يعبّر عن مدن بعيدة عني جغرافياً مرسومة في ذاكرتي، وأخرى عن المناسبات.

أيضًا، شجرة الزيتون و البرتقال و التي زرعتها جدتي في بهو دارهم في اللد.

*ما مضمون قصّتك (اثنا عشر زيتونة وزيتونة) الصّادرة في الجزائر عن دار أطفالنا؟

القصة تحكي عن شجرة زيتون تتحدى الزمن والاحتلال، تحيط بها 12 شجرة صغيرة، كل منها تمثل جيلًا من العائلة عبر الحكاية، نرى كيف يورث الفلسطينيون الحب للأرض كإرثٍ غير ملموس.

صدرت القصة في الجزائر لأنها تحمل رسالةً عابرةً للحدود:

الشجرة التي تُقتلع تعود دائمًا من جذورها.

*.حدّثينا عن عملك تجربتك كمدرّبة للسّيناريو والدّيكور لمسرح الدمى، وهل هو في عمَان فقط؟

هذه التجربة بدأت في اليمن كجزء من عمل قمت به لمؤسسة (إبحار) للأطفال حيث دربت في مشروع يتبع ليونيسيف الأطفال واليافعين في ظروف صعبة، و في عدة مدن يمنية على تحويل قصصهم إلى عروض مسرحية، من كتابة السيناريو إلى صناعة الدمى كانت تجربة غنية جداا.

*شاركتِ في تدريب أطفال عرب على الرسم للتّعبير عن العنف والحرب، ولا سيّما في فلسطين:

حدّثينا عن: المكان والزّمان، وعن تعاون الأطفال معك.

عملتُ كثيراً مع الأطفال و للأطفال.

الفن و الرسم حاجة مهمة في الظروف الصعبة لأن الأطفال يبحثون عن اللعب، والأمل، والجمال

و ينقذهم خيالهم من مآسي و أوضاعٍ صعبة، جمعتُ الأطفال و رسمنا بيوتا و العاباً وأمنيات، وأقمنا معرضاً لهم .

هذا عالم جميل يستحق الفرح و النمو كزهرة جميلة و هم أمنيات المستقبل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى