الاثنين ١٩ شباط (فبراير) ٢٠٢٤
بقلم رحال امانوز

خاطرة: عزلة قاتلة!

قادتني خطواتي المتثاقلة إلى حينا الشعبي البيضاوي ... تجوّلت في ازقته الضيقة. الحي خال من ساكنته في هذا الوقت من الصباح الباكر... بناياته القديمة قدم الزمان. اعادتني الى عقود انصرمت... لدي فيك أيها الحي العتي! ذكريات لن تنسى أبد الدهر. أين الاصدقاء؟ واين الجيران؟... وجوه جديدة احتلت الفضاء! لا أعرفها... هي كذلك لاتعرفني...

انزويت وحيدا فريدا. في ركن من مقهى حديث العهد. اجتر ذكريات الماضي السحيق... يكتنفني شعور بوحدة قاتلة... و ... أكاد أصرخ. يصيبني دوار وغثيان. ثم اخال نفسي متدحرجا، على حافة الجنون... أو معلقا على اخدود العدم... أو تاءها في دوامة الوجود... عزلة قاتلة تلفني. تخنقني العبرات المنهمرة... أشتاق واشتاق واشتاق لمن يحدثني؟ لمن يصغي إلي؟ لترتطم روحي باللاشيء ...

استرجع بقايا صور من شريط حياتي... عمري الذي، قضيته بك أيها الحي العزيز!... اخال الزمن توقف من حولي! هل توقف؟ لا لم يتوقف! أم هو عقلي، يا ترى توقف عن الإدراك؟ ربما! ... لا اظن ذلك! نعم تغير الزمان و تغيرت الأمكنة و غاب الأحباب... لكن تستمر الحياة فيك ... أيها الحي الجميل. ربما ساعود لك كرة أخرى. وربما لن اعود أبدا!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى