خافي من شغاف المتعبين
وزفي عشقك المنثور
في حضن السنابل
أَوجهك نابض يكسو الجنادل
وأنت مدينة
تبدو كما الشوق المخاتل؟
وقلبك طفلنا ذاك المدلل
قد غفا بين الجوى يرنو العنادل
أفي الأكوان أنتِ المنتهى؟
لا الرب أنت ولا الهوى دين العذارى
خبت شمس توارت للصبا
أين الجيوش وأين أشواق السرايا؟
فعودي يا منايا
ولكن مزقي كل الرسائل،
حطمي سمت المرايا
فعودي للمنى
لا كنت يوماً في سفينك راحلاً سهوا
ولا أخشى فراقك في مواقيت المواجع
ولا وسط المعارك قد سبينا
غير المواجيد التي تدمي الأضالع
ولا أنت الشموس على الربا
تشجي الجدائل
أليس لديك أودية؟
سترمح فوق أعشابي الأيائل
أليس لديك أفئدة
لتذوب في أفياء الخمائل؟
فعودي للمنى صهدا
فلا أنت الثريا
قد تحن إلى الهيام
ولا عيونك (عبلة)
تغري الفوارس
ولا صار التشبب
يستبيحك للرؤى بين المجالس
فعودي للمنى خدرا
فيأبى العشق إن يبتاع ذكرى العاشقين
ويأبى السهد
أن ينسل في الجرح الدفين
فخافي من شغاف المتعبين
فهاتفك الحبيس كما غرامك
ربما أخفى وراءك
كل شئ للحنين
فعودي للمنى
حلماً
سواقينا نمت ثم ارتمت
تحت الظلال
وتحت أقدام السنين
فعودي للمنى توقاً
حقولك لا تنام سوى
على عزف الغدائر
حين تهمي للعرين
فعودي للمنى
لا تغلقي كل النوافذ
هاتفي يهوى الرنين
فعودي للمنى
إني أحبك
فارحمي قلباً طواه البين
في الماضي الحزين