

دخانٌ أحمرُ
أنا لستُ يوسفَ يا أبي،
وأنتَ لستَ يعقوبَ الجريحَ،
استبدّلتُ اسميَ بالغريبِ،
كتبتهُ باللغةِ الخجلى،
مازالَ اسمكَ يا أبي متأبطاً أسفارَهُ،
يستعجلُ التاريخَ كي تلدَ النساءُ،
يعلقُ الألقابَ على حبلِ المشيمةِ
ويلوّنُ الراياتَ للطقسِ الشهي.
أنا الطارئُ على اللعبةِ الخاسرةِ،
أصعدُ سلّمَ العزلةِ المزدحمةِ،
أمضغُ الحسرةَ على مرأى الرفاقِ
أقايضُ الحزنَ بأخبارِ النساءِ.
أنتَ القابضُ على الفراغِ السحيقِ،
تملأ الريشةَ من محبرةِ العدمِ،
تكتبُ وصيةَ هذي الأرضِ السائغةِ.
كلانا ضحيةُ هذا الدهاءِ،
ننفضُ عنّا غبارَ الكهولةِ.
أخوتي مشغولونَ بعرسِ الرغيفِ،
والذئبُ يحرسُ البئرَ،
الغابةُ تفتحُ أعبابَها للنّارِ،
في فمِها ماءٌ حامضٌ،
وتحتَ إبطيها تشتعلُ الدسائسُ.
ثمةَ خريفٌ يخجلُ من عُريهِ،
يغطّي سيقانَهُ بالعماءِ.
ثمةَ قصّةٌ تختبئُ تحتَ حجرٍ،
سيفشي بسرِّها القمرُ.
ألسنةُ العرافينَ تلوكُ سيرةَ الأرحامِ،
تستشرفُ الخلاصَ منَ نوايا الرعاةِ.
عيونُ النهارِ تفتتحُ مزادَ الهراءِ،
أفرغَ الرواةُ أحمالَهمْ
أنا الراوي الأخيرُ،
لمْ أسردْ حكايتي بعدُ،
أحتاجُ إلى زليخةٍ لأكتبَها قصيدةً،
وتحتاجُني لتمزعَ قميصي.