الجمعة ٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
الجنة الآن
بقلم مليحة مسلماني

دعوةٌ للفردوس في جحيم السينما الفلسطينية

السينما الفلسطينية بمخرجيها وكتاب سيناريواتها، وتجاوزا نقادها، والمهتمين بها وقعت في الجحيم نفسه الذي تتراقص فيه بقية أصناف الإبداع الفلسطيني، الهوية والقضية والصراع، أسئلة كثيرة تفتح أبواب الجدل، والذي يصل أحيانا حد الاتهام والتشويه، على مصاريعها، ما هو دور السينما عامة والفن خاصة في قضية الصراع؟ أهو ملزم أصلا بهذا الدور؟ وهل يستطيع التخلي عنه والتحليق في فضاءات أخرى؟ وهل حدّت مضامين الصراع من الإمكانيات الجمالية للإبداع الفلسطيني أم قدمت لها الفرصة لترسم ملامح هوية تميزها على المستويين العربي والعالمي؟ وبما أن تلك الأسئلة لم تلق إجاباتها حتى الآن، ولا ضرورة أراها لإيجاد إجابات، وبما أن الغالبية العظمى من الأفلام الفلسطينية التي تم إنتاجها تناولت ولو بتفاوت نسبي انعكاسات الصراع على الإنسان الفلسطيني من مسائل كالهوية والمقاومة والمعاناة …، فإني أميل إلى وجهة النظر التي قد يكون أحسن من عبر عنها الشاعر محمود درويش في إحدى المقابلات معه " طالما أن فلسطين محتلة فهي ستبقى تحتلني".

في الآونة الأخيرة، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقعت السينما الفلسطينية بشكل خاص والعربية بشكل عام ، في دائرة مغلقة يدور في فلكها مصطلح "الإرهاب" كسيناريو غربي يضع الآخر العربي، وخاصة الفلسطيني، في هكذا سياق، فأخذت السينما الفلسطينية على عاتقها دورا يتجلى في ما يمكن أن نسميه تغيير النظرة من قبل الآخر الغربي للعربي والفلسطيني، بعد ما شُملت المقاومة الفلسطينية، وبالتالي الشعب الفلسطيني، في قوائم الإرهاب السوداء، فشكل هذا المصطلح الخلفية التي يرسم الآخر الغربي عليها صورة الفلسطيني والعربي.

إلى حد ما، كنتُ من أصحاب وجهة النظر القائلة بعدم مسؤوليتنا كفلسطينيين، سواء كشعب أو كفنانين ومثقفين، عن الكيفية التي ينظر بها الآخر إلينا، خاصة وأن تلك الكيفية ليست بريئة وهي مبرمج لها أصلا من قبل السياسات الغربية والإعلام الغربي، ثم إن الصورة هنا حقيقية وواضحة وأيا كان يستطيع فهم أبعادها، كصورة محمد الدرة على شاشات التلفزة في كل بيوت العالم، مثلا.

طبعا لن نقول لا لفيلم يأخذ على عاتقه هذا الدور الصعب والخطير، فيقدمه بجمالية سينمائية ذات قيمة، ويوصل رسالة إلى هذا الآخر، هي نفسها الرسالة التي تعبر عني كإنسان فلسطيني. بعد "الجنة الآن، أستطيع أن أنادي السينمائيين الفلسطينيين بالمزيد من "الجنان الآن".
لا اقصد فيلما شبيها بموضوع أو محتوى أو طريقة فيلم "الجنة الآن" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، بل المطلوب هو شيء مختلف كـ "الجنة الآن" عما هو سائد، مزيدا من جنان تطفئ جحيم السينما الفلسطينية التي تتخبط ما بين فلسفة غير واضحة الملامح سببها في أغلب الأحيان مواقف تنافسية تصل حد "الشخصانية" بين أطراف السينما الفلسطينية، ناهيك عن الكوادر غير المدربة سواء على مستوى الإخراج أو التمثيل أو الإنتاج، أو حتى في اتجاهاتها للحصول على التمويل، والتي بالتأكيد ستنعكس على الفيلم المراد إنتاجه بدءا من أول جملة في السيناريو وحتى آخر لمسة يضعها المخرج على الفيلم في مشهده الأخير.

لست معنية هما بفتح هذا الجدل الذي لا نتوقف عنه يوميا سواء بعد الخروج من قاعات عروض الأفلام الفلسطينية أو في المقاهي والندوات. لكن يهمني أن أشير إلى أن موضوع التمويل والعلاقة بين أطرافه لهو أمر أكثر تعقيدا وتركيبا من مجرد خضوع الفيلم الفلسطيني لأجندة الممول الغربي وفلسفته وسياساته. ذلك أن هذا الخضوع، ومصطلح الخضوع قد لا يكون ملائما، أولا نسبي وثانيا ليس بالضرورة أن تكون أجندة هذا الممول ترتكز على أسس سياسية أو أيديولوجية، فالسينما هي صناعة فن أولا وأخيرا. مع الإشارة أيضا إلى وجود بعض الأفلام الفلسطينية اللا فلسطينية أبدا، والتي لم تخضع فحسب إلى أجندة الممول السياسية، بل تواطأت معها أيضا إلى حد وصل إلى مزيد من تشويه صورتنا لدى الآخر.
بعد عرض فيلم "الجنة الآن" ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي التاسع والعشرين، خرجت من قاعة مسرح الإبداع في دار الأوبرا في القاهرة، وبي شعور بالفخر يصل حد الفرح، وبصراحة قليل جدا ما ينتابني هذا الشعور بعد مشاهدة فيلم فلسطيني، بل أن ما يحدث في أغلب الأحيان هو العكس، وخاصة بعد عروض تلك الأفلام التي تبالغ في تصوير الواقع الفلسطيني المأساوي وتعرضه أيضا بصورة مأساوية مباشرة تقضي على الإمكانيات الجمالية الني من الممكن أن تحدثها قصة الفيلم، حتى أنك تشعر أن لا فرق بين مقدار الهم الذي يصيبك بعد مشاهدة تلك الأفلام أو بين ذاك الهم الذي تحمله بعد خروجك من الحاجز حيث أمضى الجنود الإسرائيليون معك وقتا ممتعا في حفلة من الإهانة والذل. وهذا بالضبط ما هو ليس مطلوب من السينما الفلسطينية، فالفيلم السينمائي وظيفته ليست كوظيفة الخبر أو التقرير الصحفي الساخن والمباشر، المطلوب رسالة تصيبني فأعيد تفكيك رموزها، والمطلوب أيضا فن وجمالية دائما وأبدا.

للمتأمل في عنوان الفيلم قبل مشاهدته أن يحار، إلا أن هذا العنوان "الجنّة الآن" يردد ذبذبات من جمالية تنشأ من علاقة بين طرفين متناقضين تماما، أحدهما هو
"الجّنة" وهي ذلك المفهوم المستقبلي، لتَحقّقه ما بعد الموت، عدا أنه مفهوم آت من عالم آخر لا ندركه ولا نحسه طالما نحن في هذا العالم وهنا يتدخل الطرف الآخر من العنوان "الآن" وهو مفهوم اللحظة التي نعيش وندرك ونحس تماما، إذا نجح واضع هذا العنوان ولا أدري إن كان المخرج نفسه أم أحد غيره، في لمس أشد أوتار الفيلم حساسية، بل هو الفيلم نفسه بشخوصه وأحداثه ونهايته، كله كان بالفعل "الجنة الآن" وهذا ما سيتضح بعد قرائتنا للفيلم.

قد يقول قائل: ببساطة "الجنة الآن" كعنوان للفيلم ومضمونا له، هو قصة شابين من نابلس حيث اشتد ظلم الاحتلال الذي نشر رائحة الموت في المدينة منذ سنوات، فقرر هذان الشابان الانتحار في "عملية استشهادية" ليحققا "الجنة" و"الآن".

ولو كان الأمر كذلك، إذا ما الداعي لإنتاج فيلم ضخم إذا؟ نستطيع أن نترجم الفقرة الصغيرة السابقة إلى كل لغات العالم وننشرها بخط عريض وملون في كل وسائل الإعلام ونوصل رسالتنا وينتهي الأمر وكفى‍.
من جماليات "الجنة الآن" أنه وبالرغم ن أنه فيلم سياسي، سواء كانت سياسيته تلك مباشرة أو غير مباشرة، وهو ما لا يعنينا نقاشه، أي سياسي أم لا، هنا، وهو كذلك طالما أنه يتناول قضية أصبحت مسيطرة على مستوى عالمي وهي قضية "الاستشهاديين" أو "العمليات الانتحارية"، إلا انه تناول القضية من زوايا أخرى مختلفة ومتنوعة تتراوح ألوانها ما بين إنسانية ونفسية وعاطفية وجدلية، جماليته بالضبط تكمن في أنه قدم هذا التركيب والخليط المعقد ما بين تلك الأمور اللا سياسية على الإطلاق بأبسط الطرق الممكنة، وهنا يحضرنا هذا المصطلح المحير "الفن" الذي يسعى دائما لتبسيط ما هو معقد، من حيث التفاعل مع الواقع ومن ثم تفكيكه وإعادة بناءه عالما آخر يحاور الواقع مرة أخرى والذي بدوره يتناول هذا العالم الإبداعي ويعيد تفكيك رموزه ومن ثم يتفاعل معه وهكذا.

لشخصيتي الفيلم اللتين تقررا تنفيذ عملية استشهادية أبعاد مختلفة وأدوار مختلفة خدمت الفيلم، وسنتحدث لاحقا عن سبب وجود شخصيتين في الفيلم وليس شخصية واحدة، "خالد" شخصية بسيطة بشكل عام، مرحة ومحبة للحياة، وللوهلة الأولى قد يكون محيرا قرار تلك الشخصية "المرحة والمحبة للحياة" بتنفيذ عملية اشتشهادية، خاصة أنه، أي خالد، ليس بالشخص المتدين أو المتزمت أيديولوجيا، لكن قرار خالد بتنفيذ العملية ليس منفصلا عن صديقه سعيد وهو الشخصية الأكثر جدلا في الفيلم، ابتداء باسمها الذي لا يدل بالمرة على حياتها، فسعيد الذي يعاني من عقدة لازمته منذ الطفولة مذ تم تصفية أبيه المتعاون مع قوات الاحتلال الإسرائيلي من قبل التنظيمات الفلسطينية، فظل هذا "العار" ملازما له حتى شكل دافعا قويا لاتخاذه قرار تنفيذ العملية، ويتضح هنا أن قرار سعيد هو اكثر استقلالية وأقل ارتباطا بقرار خالد والعكس غير صحيح، أي أن خالد كان قراره متعلقا بسعيد وهو ما يتضح جليا في المشاهد الأخيرة من الفيلم. نعود إلى سعيد الذي قرر أن يتخلص من عقدة أبيه أمام نفسه وأمام مجتمعه، وقد يكون هذا التحليل منطقيا وواقعيا إذا نظرنا إلى الواقع الفلسطيني ورأينا أن كثيرا من الشهداء والاستشهاديين الفلسطينيين هم بالفعل أناس عانوا من عقدة تعاون أحد أقاربهم، وعادة الأب، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

إذا ليس صحيحا ما وصفه أحد المخرجين الفلسطينيين للفيلم بأنه يقوم بـ "تبسيط شخصية الاستشهادي"، ولمَ نفترض أصلا ان شخصية الاستشهادي شخصية معقدة أو مركبة، بل لدي افتراض بأن تلك الشخصية ربما تكون من أبسط النماذج الإنسانية وأكثرها حبا للحياة، ولا أريد في قولي هذا تأييد أو معارضة "الاستشهادية" أو "الانتحارية"، وهذا ينقلنا إلى شخصية أساسية أخرى في الفيلم وهي "سها" الفلسطينية التي عاشت وتعلمت في أوروبا وعادت إلى فلسطين لتقيم في بلد أبيها الشهيد في نابلس، تنبع أهمية دور سها من حيث دورها سواء كحبيبة محتملة لسعيد أو سواء بدورها في زحزحة قراره وخالد في قضية تنفيذ العملية، سها هي الشخصية الوحيدة في الفيلم التي تظهر رأيها المضاد لتنفيذ تلك العملية، وهي نقطة الاعتراض الأساسية وربما الوحيدة التي أسجلها على الفيلم، لماذا لم تظهر شخصية أخرى في الفيلم معارضة "للانتحارية" أو "الاستشهادية"؟ أو لِمَ لمْ تكن سها فتاة فلسطينية عاشت وتعلمت، أو لم تتعلم، في نابلس؟ هل لو كانت سها فلسطينية "خالصة" لما كانت ضد العمل الاستشهادي أو الانتحاري؟ أم لأنها ما يمكن أن نطلق عليه "نصف أوروبية" فكانت هي الوحيدة المعارضة؟ مثلا لمَ لمْ يكن هناك دور لأم سعيد في الفيلم في هذا الموضوع بالذات، وهي بالفعل من أروع شخصيات الفيلم التي يمكن كما لو أدخلت فعلا في الصراع على تنفيذ العملية لكانت عكست نموذجا حقيقيا وحساسا للمرأة الفلسطينية، وهذا مطلوب جدا في ظل حملة التشويه الذي تعرضت لها الأم الفلسطينية على مستوى الإعلام الغربي مع بداية الانتفاضة الثانية، وتصويره لها على أنها إمرأه "ترقص وتزغرد" حال سماعها خبر استشهاد ابنها ، وأنها ترسل أبناءها الى الموت.

ما أود أن أؤكد عليه هنا وبمطلق الصراحة، وبالرغم من إعجابي الشديد بالفيلم، إلا أني أكاد لا أغفر له تلك النقطة بالذات، فجميعنا يعلم أن الشعب الفلسطيني بأفراده وشرائحه المختلفة، متعلمين مغير متعلمين وفقراء وأغنياء وكبار وصغار، والذين لم يعيشوا في الخارج ولم يتلقوا تعليما غربيا، كلهم واقعين في الجدل نفسه فيما بين أنفسهم وما بينهم حول "العمليات الاستشهادية" أو "الانتحارية"، ذاك جدل طالما دار بيني وبين أمي وبيني وبين ونفسي وبيني وبين صديقتي وحتى بين أطفال المدارس في مخيمات اللجوء. ولكي أكون معارضة لتلك العمليات فليس بالضرورة أن أكون قد عشت في الخارج أو تلقيت تعليما أوروبيا.
نعود لشخصية أم سعيد التي أعطى دورها الصغير بالمقارنة مع الشخصيات الأخرى بعدا آخر للفيلم يدور حول قضية حساسة أخرى، وهي قضية العمالة والتعاون مع الاحتلال ، وهي قضية طالما سكتنا عليها ولم نتجرأ على طرقها لأن مجرد النقاش والجدل فيها قد يوقعنا في الاتهام، الفيلم بأم سعيد وبابنها سعيد يطرق تلك القضية وبجرأة غير معهودة، ويتجلى هذا بعد أن يفتح سعيد موضوع أبيه مجددا فقالت له الأم وبعد صمت غريب وجميل، أن أبوه قد فعل هذا من أجلهم، من أجل أطفاله. إن جملتها تلك تعكس أفكار وأحاسيس شتى للإنسان الفلسطيني متجليا في شخصية الزوجة والأم الفلسطينية، فزلزلت بجملتها وأحاسيسها أركان تلك القضية المتحجرة والحساسة في المجتمع الفلسطيني والتي آن لأوان لطرقها وفتح باب النقاش فيها، ثم في مشهد آخر لاحق فإن شخصية الابن "سعيد"، والتي على ما يبدو فكرت مليا بجملة الأم، تقدم تحليلا وتفسيرا لموضوع العمالة وأن العميل هو ضحية أيضا، ضحية الاحتلال الذي يعمل على هزم الفلسطينيين على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، ولعلها أخطر هزيمة ممكن أن يلحقنا بها الاحتلال بتحطيم الداخل فينا، هذا ما صرحت به شخصية سعيد بأكثر من طريقة وأسلوب، قولا تارة وصمتا تارة أخرى، ورغم هذا فهو يقرر "الانتحار"، لعلمه المسبق بأن هذا سيبقى "عارا" لن يمحوه إلا نقيض يوازيه أو يفوقه قوة وهو أن يقوم سعيد بتصفية نفسه بنفسه.

إذا فالفيلم يطرح ما هو أعقد من مجرد شابين قررا فجأة وبعبثية "الانتحار"، هو يبحث في دوافع تلك الشخصيات ويعرضها من أكثر من جانب ، ويذهب عميقا في نفوسها التي تنضح بأحاسيس وأفكار ما بين حب وألم طويل ومعاناة وفي نفس الوقت أحلام للمستقبل، المستقبل الذي لن يتحقق نوره والهزيمة مستفحلة ورائحة الموت تملأ المدينة.

إن تقديم الفيلم لشخصيتين إستشهاديتين وليس لواحدة لهو أمر له دلالات أخرى، حيث أن عنصر العلاقة ما بين تلك الشخصيتين يعطي لكل منهما بعدا آخر مهما في النفسية، فخالد يقرر أن لا يستشهد، بل ويلح على سعيد ان لا يفعل هذا، ويتجلى ذلك بصورة كبيرة في المشهد الذي يكون فيه سعيد يتحدث مع "أبو كارم" في غرفة مغلقة، وخالد ينتظر في قلق متأجج في الخارج، إن تراجع خالد عن قراره ليس بسبب حديث سها معه فقط، وربما هذا شكل أساسا لدافع أقوى من مجرد نقاش عصبي أجرته معه سها في السيارة، بل أيضا في جزء كبير منه من أجل صديقه سعيد، أما سعيد فيقوم بأمر غير متوقع في المشهد قبل الأخير في الفيلم، ولكنه منطقي جدا في خضم علاقته مع خالد، إذ بعد وصوله وخالد إلى تل أبيب، يقوم بالاتصال بالسائق الإسرائيلي ويطلب منه الحضور لأخذهما لأنهما تراجعا عن قرارهما، ثم يزج بخالد في السيارة تنطلق بسرعة بخالد وسعيد يبقى ويذهب لتنفيذ مهمته.

البياض الأخير في الفيلم قد يستطيع أن يفهم منه أنه البياض المعتاد الذي نراه في الافلام بعد موت الشخصية، فيصور الفيلم لنا الموت بما تراه الشخصية من بياض. بياض "الجنة الآن" لم يسبقه صورة أو حتى صوت انفجار، أي لم يسبقه سبب مؤكد وصريح للموت وبياضه، وهذا يتيح للمتلقي أن يرى ألوانا أخرى في بياض "الجنة الآن"، فهو من ناحية بياض يعلن حسم أمر سعيد، الشخصية الأساسية في الفيلم، وإنهاء معاناتها، وهو البياض الحيادي ذاته الذي لا يُنظّر لأي شيء أو شكل أو لون أو اتجاه، وتلك هي رسالة الفيلم بالضبط، يجعلنا، سواء كنا متلقين عرب أو غربيين، أن نرى تلك القضية الحساسة دون تحيز و "على بياض".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى