الخميس ٢٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم
دَمْعَةٌ عارِيَةٌ تُغْضِبُ أفلاطون
خُذيها دَمْعَةً كُبْرىخُذي هَذا الوَداعَ اليَوْمَ وَارْتَحِليخُذي ما شِئْتِ لا تَسَليفَدَمْعي كُلُّهُ هِبَةٌ لأَحْبابيسَأَتْرُكُ فيكِ أُغْنِيَتي أُرَتِّلُها وَأَلْتَحِقُبِحَبْلِ شِراعِ مَأْساتيفَأُفْقي راحَ يَقْتَرِبُوَلا يَبْدو بِهِ مَنْجىوَقَدْ ضاعَتْ بِداياتيسَأَهْجُرُ دَمْعَتي العُظْمىإِلى وَطَني..إِلى بَلَدي..إِلى بَيْتي..إِلى قَلَمي..سَأَكْتُبُ آخِرَ الأَحْزانِ في عَصْرِ الْجِراحاتِسَأَرْسِمُ طَيْفَ مَقْصَلَتي عَلى قَبْرِ الأُلى ذَهَبواسَأَدْفِنْ كُلَّ دَمْعاتيصَرَخْتُ الصَّرْخَةَ الفُصْحىفَما ارْتَدَّ الصَّدى نَحْويمَكَثْتُ العُمْرَ أنْتَظِرُ المَراكِبَ عَلَّها تَأْتي بِهِ يَوْماًوَما لِصَدايَ مِنْ وَطَنٍ له يَلْجَأفَجاءَ النَّعْيُ في التّابوتِ يَسْتَرْخيبَحَثْتُ عَنِ الدُّموعِ لأَرْثِيَ الأَحْبابَ أَرْويهِمْوَما مِنْ دَمْعَةٍ في العَيْنِ تُحْييهِمْأَلاَ يا دَمْعَتي عُوديوَوَلَّتْ دَمْعَةٌ تَجْريإِلى فَرَحٍ يُغَطّي مَأْتَمي الفارِغْإلى قَوْمٍٍ تَداعَوا لِلنِّكاحِ بِحَرِّ تَمّوزٍوَصارَتْ دَمْعَةٌ كُبْرىتُغازِلُ أَقْصَرَ الشُّبّانِ في الدُّنْياتُراقِصُ أبْشَعَ العُرْيانِ في المَحْفِلتُدَغْدِغُ صَدْرَهُ الأجْرَدْتُداعِبُ شَعْرَهُ الأّجْعَدْتُقَبِّلُهُ عَلى مَرْأى مِنَ المَوْلىتُضاحِكُهُ..تُقَهْقِهُ ضَحْكَها العاليوَتُرْسِلُهُ لِيَسْبِرَ غَوْرِيَ الدّافِئْوَلَمْ تَشْبَعْ..وَلَمْ تَقْنَعْ..فَغارَتْ في ثَنايا اللَّيْلِ تَرْتَشِفُتُمَزِّقُ ثَوْبَها الأَبْيَضْوَراحَتْ تَصْطَلي عُرْياًعَساها تَرْتَوي فِسْقاًتُمَنّي النَّفْسَ بِالْعُشّاقِ وَالأَنْفاسُ تَغْمُرُهاوَذابَتْ في جَحيمِ الشَّهْوَةِ الأولىوَأَمْضَتْ لَيْلَها تَرْعىإلى أَنْ صاحَ أفْلاطونُ في غَضَبٍيُعيدُ إلى المَدينَةِ بَعْضَ عِفَّتِهايُحاكِمُ عُرْيَ حاميهايُعَدِّلُ حُكْمَهُ الأوَّلْبِِسَيْفٍ صارِمٍ فيها