حِينَ يَصيرُ الشَوقُ فِي جَسَدِي
قُنبُلةً مَوقُوتَة
وَيُصبحُ صَمَّامُ الأمَانِ لَدَيَّ
قُبْلَةً مِنَ الشّفَةِ المَهْرُوتَة
وأرَى حُرُوفَ أسمِي فَجْاةً
عَلى يَدَيكِ مَنحُوتَة
وتَتَسَابَقُ أصَابِعِي لِفَكّ الأسْرِ
عَنِ الكِلمَةِ المّكبُوتَة
***************
وَأغْرَقُ فِي دَوّامَةٍ
مِنَ الخُيُوطِ الهَارِبَة
مِنْ زُجَاجَةِ الخَمْرِ
وَنَرقُصُ دُونَمَا وَعيٍ
حَتّى تُبَاغِتُنا مَعَاً
قَصِيدَةَ الفَجْرِ
وَأنسَى كُلَّ مَاتَعَلمْتُهُ
عنِ العَفَافِ
وَعَنْ فَضِيلةِ الصَّبرِ
****************
وَيَدفَعُنِي فُضُولٌ قَاتِلٌ
لِسَبرِ خَفَايَا جِسمَكِ
وَرَفْعِ السّتَائِرْ
يُفَاجِئُنِي حَمَامٌ أبيضٌ
يَطِير فوق كَتِفَيكِ
يَبُثُّ البشَائِر
يُخَالِجُنِي جُنُونٌ عَاقِلٌ
فَأغرُسُ في لَحْمِ الهَوَى
بَنَانَ الخَنَاجِرْ
***************
ويَـقتُلنِي النُعَاسُ بَينَ يَدَيكِ
وَيَبلعُنِي نَومٌ عَمِيق
وَيُوقِظُنِي السُّؤالُ عَنْ شَفَتَيكِ
وَيُنشِدُنِي شَوقٌ عَتِيقْ
فَأسقُطُ تَحْتَ ظِلِكِ الوَارِف
وَأسبَحُ فِي مَاءِ الشّهِيقْ
****************
لاشيءَ أجْمَلُ مِنْ شَفَتَيكِ
حِينَ تَفرَغُ مِنْ نِزَاعٍ
مَعْ لسَانِي الفَاغِر
لا شَيءَ أشهَى مِنْ رِضَابِكِ
حِينَ يَمْشِي عَلَى خَدّيّ
مَشيَةَ البَاكِرْ
لاشَيءَ أحلَى مِنْ فَتَاةٍ
حِينَ تَجْتَاحُهَا كالسّيْلِ
دَفقَةُ الشّاعِرْ
لا شَيءَ أغْرَبُ مِن خَصْرِكِ الضّامِرْ
ولا مِنْ فَقَراتِ ظهْرِكِ
حِينَ تُخفيهَا الضَفائِرْ
*******************
حِينَ تُوقِظينَنِي مِنْ نَوْمِي
وَنَجلِسُ مَعَاً
كَألوفِ البُسَطَاءْ
وَتَرسُمِينَ عَلَى الأرضِ
جَلسَةَ القُرفُصَاءْ
وَتَلوِينَ رَأسَكِ
وَتَسدُلِينَ يَدَيكِ
كَالحَيَّةِ الرّقْطَاءْ
أقرَأ السَّطرَ فِي عَينيكِ
خَوفٌ مِنَ المَجهولْ
حِرصٌ على المَأمُولْ
ذُعرٌ مِنَ الظلماءْ
**************
تَزَوَّجتُكِ زَوَاجاً مُؤَقّتاً
يُسَمَّى زَوَاجَ المُتعَة
وَكُنتُ أظُنُهُ مَاضِياً
وَلِلظَمآنِ جُرعَة
وَمَدَّدْتُهُ حَتَى صَارَ أبَدِيّاً
وَنَمَى نُمُوّ المُضغَة
*************
لَيتَني لَمْ أزَلْ طِفلاً
لَيتَنِي لَمْ أبْلغْ سنَّ الرُشدْ
لَيتنِي أتَعَلمُ الزُهدْ
ليتَنِي أفهمُ أنَّ جَمِيعَكُنَّ
مِنْ عَظمٍ وَجِلدْ