الاثنين ٣٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٩
بقلم آمنة بريري

ربّما في ذات يوم

ربّما في ذات يوم
وأنت عابر في طريقك
قد تهبّ على وجهك نسمة رقيقة وناعمة
أو يلامس خدّك شعاع لطيف من الشمس الدافئة
وربّما في ذات يوم
يقع بصرك على عرف من شجرة الياسمين
يتهادى في بهائه وروعة بياض زهره الرقيق
ويصدُف أن ينشرح صدرك لقطرات من المطر تربّت على قماش معطفك
بحنان ورقّة مثل لمسة أمّ عطوف
أو يروقك منظر طفل بريء
يتأمّل في دهشة قطّا يسير على جدار
و تبهرك نظراته الحالمة وتتذكّر في غموض وشفافيّة
أيّاما خلت كنت فيها مثله
طفلا يأسر قلبك الاكتشاف الأوّل
لمشاهد الحياة يسوقها إليك القدر على مهل وبكلّ عذوبة
وربّما أيضا في ذات يوم وقفت تتأمّل بإعجاب
طفلة بظفائر جميلة أو شجرة ذات شكل غريب
أو سربا من العصافير يحلّق في بهجة و حماس
هذه وغيرها أمور بسيطة وعاديّة
تقع في كلّ وقت في حياتك وربّما أنت لا توليها بالا أو اهتماما
لكن هل تعلم من وراء هذه المشاهد التي تمنحك السرور بعفويّة وبشكل بسيط
ومن يدبّر ـ من أجل أن يفرح قلبك ـ هذه التفاصيل التي تطرّز بمحبّة نسيج حياتك؟
إنّه خالقك الذي لا تفتأ السلال المعبّأة بنعمه العظيمة عليك
تتدلّى كلّ حين نحوك حاملة إليك عطاياه المتحدّثة بعظمة كرمه ورحمته بك.
فوراء كلّ لمحة من جمال أسعد قلبك ذات يوم
توجد يد الله الذي منهُ ينبع كلّ جمال .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى