لم تَعد تعنيني السياسةُ
بعُهرِها وعُريّها
بمُهَرّجيها ومُنافقيها
بتداعِياتها اللا تنتهي...
لم يعد يعنيني أصحابُ المنابر السافرة والحناجر الصّدِأة
فَضوا سكينةَ الكلمة بمِئذنة
ثم تباكو...
لم تعد تعنيني الثوراتُ المُبطنةُ بالجثث
والمطالبُ المُفخخة بالدم
و الأسلحةُ المحشوة بالموت حتى آخر شجرة..
لم يَعُد يعنيني شيء
حتى الوطن
البدعةُ الأحمقُ في التاريخ
الأرضُ التي رُسِمتْ حدودها بأحمرِ شِفاهِ عاهرةٍ بدينة
والله لم يَعدْ يعنيني...
أنا الرجل، الخَلَـقَـتْني امرأةٌ واحدة... أعظمُ من كل الأوطان
أنا الخائن حدّ الوفاء... حدّ السذاجة
أنا المتخلف ُعن ركب السعادة
الضليع ُبالهزائم الوطنية والنسائية
أنا اللاعربيُ بالفطرة
و المُرْتد عن كل الأديان بالفطرة
لم يعد يعنيني كل هؤلاء...
أقسمُ وأنا بكامل حزني أن لا أرض تمْتلكُني
أتنَقْلُ كسَربِ خيباتٍ
من حضنٍ إلى أخر
من حُلم إلى أخر
بلا استئذان
بلا وثيقةِ سفر تثُقل خطاي
أعبرُ كل مطارات الوحدة
بأصابعي
وما تيسّر من رائحة أمي...
كل ما يعنيني اليوم... بعد أحزان عينيكِ
أن أجْمَعَ أنا الهزيلُ
كل مخلفات الحروب والثورات والمجاعات والاعتداءات الوحشية والانتهاكات العائلية
أن أجْمَعَ جُثثهم كلهم
وأُطوّقهُم بياسمينِ الشام ودمعِ أمي
وأرسِلَهم رِّزماً رِّزما إلى الله
لينْظُرَ في أمر الحياةِ مرةً أخرى...!
مشاركة منتدى
14 كانون الثاني (يناير) 2013, 13:05, بقلم المصطفى المغربي
و أنا أقرأ مرورك الخاطف على نصي بأنفاس، قمت ببحث بسيط عنك أو صلني إلى هنا،ولأني سعيد بالوصول ،أحببت أن أترك هنا بضع كلمات خربشتها البارحة، كان الشام متغلغلا في حزني.
يخطر ببالي أن أمنح أجنحة للأطفال،
ليلعبوا بعيدا من مطرح القمامة هذا.
يخطر ببالي أن أبتكر سياجا للأشجار
شفافا و مضادا للديناميت ،
الأشجار أجذر مني بالحياة،
كيف ستكون يا شام بعدنا من غير أشجار؟
مع كل احترامي و تقديري أديبتنا الجميلة و أمنياتي للشام بتخطي المحنة بأقل الخسائر. و أقولها بمرارة بأقل الخسائر....