الخميس ١ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم
حالة حب
حين تمرُ أمامك السماء كلها بهدوءٍ شهيوتبحثُ أنت بفضولٍ،عن غيمةِ الرعد والبرق والصعقات العاطفية...حين يرقصُ لكَ الصباح برضوخٍ كحوريات بحرٍ مفعمات بالرغبةفلا تنتشي أنتَ إلا بحضور الليل،بسرمدهِ وحزنه وغروره...حين تغمُركَ برفقٍ ياسمينةٌ صيفيةفتتجاهلُها،وتحفرُ بأظافركَ الرثةَ لتَجْتَثّ صبّارةَ الألم...حين ترنوا العصافيرُ الصفراء والخضراءوأسراب الحمام الأبيض إلى كفيّكَ، لتحّيى،فتصطادُ أنت نسراً نهماً، لتخلق من أضلعهِ الموت...حين تعتليكَ ببهجةٍ الحقولُ الخضراءوالغابات الظليلة،وتقطنُ وحدكَ الصحراء،بسعيرها، وسرابها، وخياناتها اللاتنتهي...حين يُحْكِمُ البحرُ ربطَ أمواجه إلى صخورِ الشاطئحين يُخدّرُ المدَ والجزر ، ويَلتهِمُ نفسه،فتنتظرُ أنت ولادة العاصفة، لتُبْحر...حين تتساقطُ النجومُ والكواكب شرائطَ ملونة على ليلٍّك،فلا ترى أنتَ إلا القمر بتشوهاته وثقوبه وعتمته المريبة...حين تكون في الوطن،وتلهثُ كجائعٍ إلى أرصفة الغربة...حين تكون في الجنة،وتسيرُ بمحض خيبتك إلى النار...حينها فقط، اعلم أنّكَتمر بحالة حبٍ مزمن!