روائع النحو
مهلاً قليلاً... قد لا تؤيدونني على مدى روعة الجملة التي اتخذتها عنواناً لمقالي هذا، لكن الحقيقة أن النحو يستحق أن يُسبق بكلمة أجمل وأفضل وأرقى من كلمة تصف مجرد محتواه بالرائع، حقيقة طالما تغنيت بها منذ سنوات، وخاصة بعد أن دققت وتمعنت في قواعده وأساسياته، ولا أقصد بذلك أن النحو من أبسط العلوم وأيسرها فهماً، وإنما قد يستطيع أي منا تيسيرها وفهمها إذا ما أراد ذلك، فلكل علم أسس وقواعد، إن فهمناها وحفظناها استطعنا أن نكمل بقية المشوار فيها ( ولاشك عندي بأننا قد نبدع فيه إذا ما أبصرنا ووعينا أساسه)، ومن حديثي هذا.. أعترف بأنه كثيراً ما يتبادر إلى ذهني أسباب ظلمنا لهذا العلم الممتع الجميل...؟
بل وأسباب نفور بعض طلبة المدارس من النحو وعدم تقبلهم له كجزء من مادة اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم والذي لو عرفنا ظروف الزمان والمكان.. ومن المخاطب في كل آية وعلى من يعود الضمير في تلك الآية لكان الفهم علينا أسرع وقعاً.. وأيسر حالاً، وهل إذا ما حُذف النحو بقواعده من المناهج العامة لكان ذلك في صالح طلابنا الأعزاء المتذمرين من النحو وملحقاته...؟ أتعجب كثيراً من نفور الجميع من هذا العلم الشيق والبديع، وإن كانوا صغاراً وطلاباً لوجدتهم - من الآن - وفي وسط إجازاتهم الصيفية يحملون هم منهج النحو للسنة الدراسية المقبلة، وكأنه كابوس يراودهم في يقظة أحلامهم...!
وفي الوقت ذاته يُحمّلون أنفسهم عناء دراسة تلك اللغات الأجنبية والتي باتت جزءاً لا يتجزأ من حاضرنا وحياتنا بل وأشخاصنا، فنراهم يبذلون كل المال والجهد لإتقان تلك اللغة بحذافيرها وقواعدها البحته بانتسابهم إلى تلك المعاهد والدورات...! وإن كانوا كباراً لسمعتهم يتجاهلون النحو رغم تفاقم الأخطاء اللغوية والإملائية – واللفظية- يوماً بعد يوم في حياتنا اليومية...!
لذا.. أظل أتسائل يومياً... هل النحو من ظلمنا بصعوبة أركانه وفصوله وأقسامه...؟ أم نحن من ظلمناه بنكرانه... واستخفافنا به... ونسيانه...؟