الخميس ٢ تموز (يوليو) ٢٠٢٠
بقلم غزالة الزهراء

سائق سيارة أجرة

يلتقي الأشرار الثمانية في كوخ مهجور بمنآى عن أنظار الملأ، هم عصبة متلبسة بالاعوجاج واللاحق، يوغلون باستمرار في أنفاق دامسة من الطيش والاندفاع، في هذا الكوخ العجوز يمارسون كل أشكال الانحراف من احتساء الخمور، وتعاطي المخدرات، لا غاية لهم سوى تدنيس أيديهم بالمال الحرام، وبدم أولئك الضحايا الذين يستدرجونهم إلى هذا الفخ، داخل الكوخ يقشعر بدنك لأدوات قتل مرعبة من سيوف بتارة وخناجر وحبال، هؤلاء الأشرار يشكلون بؤرة وباء خبيثة، وخطرا جسيما على أفراد المجتمع.

لقد دأبوا على اجترار ما ليس لهم حق فيه، فكم من عائلات تعرضت للسطو على ممتلكاتها في الليل والنهار، وكم من عائلات فقدت أعز الناس إليها بسببهم، لا رأفة تعتلج في ثنايا قلوبهم، منسلخون تماما من معالم إنسانية نظيفة، هم عصبة همجية منحلة دينا وخلقا، لا يردعهم سوى قانون صارم يزج بهم في غياهب السجون.
بين ليلة وضحاها سقط سائق سيارة أجرة بين أيديهم وهذا بعدما خططوا لذلك تخطيطا دقيقا.

قال كبيرهم ذو الشعر الأشعث والعينان الجاحظتان: أنت يا صاحب العين الواحدة اترك ما في يدك، وانضم إلى مجموعتنا لتشاركنا ما نحن فيه.

ما زال صاحبهم غارقا في استنشاق تلك المادة السامة دون أن يولي أي اهتمام لهم.
اغتاظ كبيرهم وصرخ في وجهه: ماذا قلت لك أيها السافل؟ ألا تسمعني؟ اترك ما في يدك وفي الحال.

ثم لطمه على خده لطمة قوية ارتج لها جسده، وأطارت ما كان بين يديه.

أضاف ثائرا كالزوبعة المريعة: أنت دوما هكذا، غافل عنا تماما، إن لم تأخذ أوامري على محمل الجد سأحرمك من نصيبك، أهذا مفهوم؟

قيدوا السائق من يديه ورجليه طالبين منه ألا ينبس ببنت شفة وإلا......

أخذوا يتهامسون فيما بينهم، وينظرون إليه نظرات مريبة من حين لآخر.

خرج الضحية عن دائرة الصمت وانبرى صارخا: فكوا وثاقي، واخلوا سبيلي، أرجوكم فكوا وثاقي.

صاح ذو الشفتين الغليظتين: ألا تصمت أيها الأحمق البائس، من قال لك أننا سنخلي سبيلك؟ أو تظن أننا أغبياء إلى هذه الدرجة؟

ـــ خذوا سيارتي التي هي مصدر رزقي، لا تلحقوا بي أي ضرر، أرجوكم.

وتتفاقم استغاثته مفتتة الحجر الأصم: ماذا تفعلون بشأني؟ لي أولاد وزوجة فمن يعيلهم؟ أنظروا إلي بعين الرأفة، أريد حريتي، أريد حريتي.

زأر كبيرهم كما وحش مفترس: اخرس وإلا اجتثثت لسانك اللعين من حلقك، أأنت راغب في أن نطلق سراحك دون أن تبلغ الشرطة عنا؟

ـــ لن أبلغ أحدا، صدقوني.

ـــ من يقع بين مخالبنا فلن يخرج سالما، سنمزق جلده، ونبتر أعضاءه، نهايتك ستكون هنا وأمام أعيننا.

تقدم العديد من المتضررين إلى مصالح الأمن ناقلين شكاويهم ضد أولئك الأشرار الذين يعيثون في الأرض فسادا، زوجة السائق كانت من ضمن المستغيثين حيث بلغت عناصر الشرطة عن اختفاء زوجها المباغت، وبعد تحريات مكثفة تمكنوا من الوصول إلى عين المكان، والايقاع بأفراد العصابة كما حرروا ذلك السائق من بين مخالبهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى