الجمعة ٢٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم فيصل سليم التلاوي

سلامٌ على رملةٍ هجرت شَطّها

سلامٌ على قمرٍ يتدثر بالغيم آنًا
ويسطعُ آونةً
ينثر الضوء فوق جبين الهضابِ
وعبر التواء حنايا الدروبْ
 
سلامٌ على شفقٍ نازفٍ ضرّجته دماء الغروب
على وجهه المُتغضِّنِ
قد عفَّرته السوافي التي بعثرتها رياح الجنوب
 
سلامٌ على جدول يترقرقُ
فوق جباه الصخور الصِلابْ
يُوشوشُ نرجسة ً قد حنت رأسها
فيُقبل منها الذي قد تيسرَ من ساقها أو بديع الإهابْ
وداعب مرج الزنا بقِ
دغدغ سيقانها بأناملهِ
ومضى نغمًا حالمًا
ليُشنّفَ آذانها بالحكايا العِذاب.
 
سلامي إلى قريةٍ هجعتْ تحت إبط الجبلْ
وأغفت طويلاً طويلاً بطول الأزلْ
فأحنى عليها، وأودعها قلبه و رموش المُقَلْ
وضفَّرها زعترًا وأقاحًا
وزين أجواءها بطيور الحَجلْ
وأهدى لها ما تقاطر من دمعهِ ورحيقِ القبلْ
وأسمعها " ميجنا وعتابا "
وما شاق آذانها من بديع الغزل.
 
سلامٌ على نخلةٍ جنحت عند شط الفراتْ
على دجلة الخير يدفق باليُمنِ يُحيي المَوات
فتغسل بغداد أدرانها ثم تشمخ منها الجباه
ومن فيض أمواههِ تتوضأُ
تقنت خاشعةً في صلاةْ
 
سلامٌ على بردى
يتحدر من سفح حرمون بردًا سلامًا
يعيد لتموز صَبوته وبهاهْ
فتسعدُ عشتارُ
تَدفقُ خصبًا وطيبًا
وتحنو عليها عيون الإلهْ
 
سلامٌ على ضفةٍ ودّعت نهرها
غيّرَ النهر مجراهُ قسرًا
وغاضت عيون المياهْ
 
سلامٌ على رملةٍ هجرت شطها
ثم هامت على وجهها في الفلاه
 
سلامٌ على عطر ليمونةٍ ودعت بحرها
واستكانت إلى السفح
تحت سنابك خيلِ الغُزاه
 
سلامٌ يطير إلى الغورِ ثم البحيرةِ
ثم أبي الطيب المتنبي
على ضفة الغيبِ ينشد شعرًا
يخُصّ به " طبريا "
إذا جمح الموج مندفعًا في مَداه
وأحشاؤها تتفتق، تنشق
عن طيف حوريةٍ إثر حوريةٍ من بنات الحياه
 
سلامي لبستان عائشةٍ زهرةً زهرةً
ولعطر جداوله قطرة ًقطرةً
ولغدرانه حين تدفق دفئًا وعطرًا
فتغدو شرايين نابضة بالحياهْ
 
لنيسانَ يلتفُ بالنهر والزهرِ
منتشيًا إذ تُشنف آذانه أغنيات الرُعاه
لقيثارةٍ صدحت بين لمس الأناملِ
أو وشوشاتِ الشفاهْ
 
سلامٌ على زمن ضاع في لُجّة الغيبِ
أغفى على زورق الوهمِ
خاض المحيط إلى مُنتهاهْ
مضى مبحرًا غير أني أظلُ أراه
وتسكنُ في مُقلتيَّ رُؤاه
سلامٌ على زمنٍ مُوغلٍ في صباهْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى