السبت ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم صالح يوسف أحمد

سلطنة على وتر الجراح

يا شِعرُ صَدِّق قَتيلَ الشَّوقِ مـا كَتَبـا تَنعى الحروفُ بريقًـا خانَـهُ وخَبـا
صَمتًـا يُـراوِدُ غَصّـاتٍ تُمَـزِّقُـهُ عَن جُرحِ ذاتٍ غَدَت أسـفارُها نَصَبا
ما أصعَبَ الجُرحَ إن أخطـا مَقاتِلَنـا لا يَرحَمُ الجرحُ شَهمًا في المَخاضِ كَبا
يا شِعرُ رَدِّد صدى أنّاتِ مَن سَـكَنوا ليـلا تَسَـربَلَهُم لا يَحضُـنُ الشُّـهُبا
ضاقَت مَذاهِـبُهُـم والدَّهـرُ ذو عِلَلٍ والوَهمُ يَخطِفُ مَن عَن ذاتِـهِ اغتَرَبا
ما أهوَنَ المَرءَ إن صارَ الفُؤادُ هَـوا هل يَرحَمُ الدَّهرُ مَن وِجدانُـهُ ذَهَبـا؟
لا تَبكِ يا شِـعرُ حَرفًـا لا يُعاقِرُني معنًى ولا نَغَمٌ في الوَجـدِ ما سُـكِبـا
يا شِـعرُ تكتُبُني الآهـاتُ مُرتَحِـلا القلبُ مَركَبَتي والبَحـرُ قَـد صَخَـبا
الشَّـوقُ يَقرِضُني ذاتَ اليَمينِ هَوًى والصَّبرُ يَحسَـبُني مـن آيِـهِ عَجَبـا
والحادِثاتُ مَضَت تَقتاتُ مِن جَلَـدي هَل كُنتُ مِشـعَلَها أو كُنتُهـا نَسَـبا؟
يا حُرقَةَ الـوَجدِ في حـالٍ يُوَزِّعُني نارًا على الضّيمِ أو تُرمى بهِ رَهَبـا
لا لونَ للفَزَعِ المنثـورِ في شَـفَقي والدّهرُ يَعجُمُني سَـهمًا وحَـدَّ ضُبـا
لا صِدقَ إلا الّـذي تحيـاهُ أورِدَتـي وكُـلُّ مـا خَبِـرَتْ مُـرًا ومُلتَهِبـا
الجـرحُ كـانَ لنـا وعـدًا نُعانِقُـهُ ما عاشَ مَن كانَ مِن أقـدارهِ هَـرَبا
يا شِعرُ لوِّن عَجيبَ الصّمتِ مِن ظُلَلي وانثُر بَقايايَ في الأوطانِ ريحَ صَبا
واذكُر نِداءاتِ مَـن فيهِـم مَرابِعُنـا عاشَت شُـموخًا كِفاحًـا نَهضَـةً وإبا
حُلمًا ومـا قـامَ للأحـلامِ مُنتَصِـبٌ جَلْـدٌ وعاشَ مدى الأزمـانِ مُغتَرِبا
نَكْباتُنـا لـم تَـكُـن إلا مَفازِعُـنـا لا يُكمِلُ الدَّربَ مَن يَمشـيهِ مُضطَرِبا
يا شِـعرُ بَلِّغ كلامي لِلأُلـى نَكَصـوا مَن مِن حِياضِ الرَّدى يا قَومُ ما شَرِبا؟
فاخلِصْ فُؤادَكَ لي واعزِفْ على وَتَري وَلْنَدفِنِ الخـوفَ والأوهـامَ والتَّعَبا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى