السبت ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم
سلطنة على وتر الجراح
يا شِعرُ صَدِّق قَتيلَ الشَّوقِ مـا كَتَبـا | تَنعى الحروفُ بريقًـا خانَـهُ وخَبـا | |||
صَمتًـا يُـراوِدُ غَصّـاتٍ تُمَـزِّقُـهُ | عَن جُرحِ ذاتٍ غَدَت أسـفارُها نَصَبا | |||
ما أصعَبَ الجُرحَ إن أخطـا مَقاتِلَنـا | لا يَرحَمُ الجرحُ شَهمًا في المَخاضِ كَبا | |||
يا شِعرُ رَدِّد صدى أنّاتِ مَن سَـكَنوا | ليـلا تَسَـربَلَهُم لا يَحضُـنُ الشُّـهُبا | |||
ضاقَت مَذاهِـبُهُـم والدَّهـرُ ذو عِلَلٍ | والوَهمُ يَخطِفُ مَن عَن ذاتِـهِ اغتَرَبا | |||
ما أهوَنَ المَرءَ إن صارَ الفُؤادُ هَـوا | هل يَرحَمُ الدَّهرُ مَن وِجدانُـهُ ذَهَبـا؟ | |||
لا تَبكِ يا شِـعرُ حَرفًـا لا يُعاقِرُني | معنًى ولا نَغَمٌ في الوَجـدِ ما سُـكِبـا | |||
يا شِـعرُ تكتُبُني الآهـاتُ مُرتَحِـلا | القلبُ مَركَبَتي والبَحـرُ قَـد صَخَـبا | |||
الشَّـوقُ يَقرِضُني ذاتَ اليَمينِ هَوًى | والصَّبرُ يَحسَـبُني مـن آيِـهِ عَجَبـا | |||
والحادِثاتُ مَضَت تَقتاتُ مِن جَلَـدي | هَل كُنتُ مِشـعَلَها أو كُنتُهـا نَسَـبا؟ | |||
يا حُرقَةَ الـوَجدِ في حـالٍ يُوَزِّعُني | نارًا على الضّيمِ أو تُرمى بهِ رَهَبـا | |||
لا لونَ للفَزَعِ المنثـورِ في شَـفَقي | والدّهرُ يَعجُمُني سَـهمًا وحَـدَّ ضُبـا | |||
لا صِدقَ إلا الّـذي تحيـاهُ أورِدَتـي | وكُـلُّ مـا خَبِـرَتْ مُـرًا ومُلتَهِبـا | |||
الجـرحُ كـانَ لنـا وعـدًا نُعانِقُـهُ | ما عاشَ مَن كانَ مِن أقـدارهِ هَـرَبا | |||
يا شِعرُ لوِّن عَجيبَ الصّمتِ مِن ظُلَلي | وانثُر بَقايايَ في الأوطانِ ريحَ صَبا | |||
واذكُر نِداءاتِ مَـن فيهِـم مَرابِعُنـا | عاشَت شُـموخًا كِفاحًـا نَهضَـةً وإبا | |||
حُلمًا ومـا قـامَ للأحـلامِ مُنتَصِـبٌ | جَلْـدٌ وعاشَ مدى الأزمـانِ مُغتَرِبا | |||
نَكْباتُنـا لـم تَـكُـن إلا مَفازِعُـنـا | لا يُكمِلُ الدَّربَ مَن يَمشـيهِ مُضطَرِبا | |||
يا شِـعرُ بَلِّغ كلامي لِلأُلـى نَكَصـوا | مَن مِن حِياضِ الرَّدى يا قَومُ ما شَرِبا؟ | |||
فاخلِصْ فُؤادَكَ لي واعزِفْ على وَتَري | وَلْنَدفِنِ الخـوفَ والأوهـامَ والتَّعَبا |