

شمس وقمر
كلما اشرقت شمس نهار جديد يتولاني العجب والذهول.. وأقف حيالها حائر الطرف في عقلي خواطر وفي قلبي شجون ويلفني إحساسي القديم بالحزن والوحشة والقلق الوبيل وأجد السؤال يطرق بابي بعنف و قوة لا قبل لي بهما:
رباه… كيف لشمس ان تشرق بعدما افلت شموس العمر كلها؟!
أقول لها مفتتنا:
– عيناك رائعتان..!
ثم وأنا أحدق في عينيها منبهرا:
– أنت قمر حياتي كلها..!
زاد بريق عينيها اكثر وزاد انبهاري به.. ولطمتني أمواج نزواتها بلا رحمة فهمت في بحرها شريدا حائرا.. لكن نالتني من اللذة سويعات.. ودارت بنا أيام كثيرة فتبدلت أحوال وحاقت أحوال وأنا لا أزال أحدق في البريق منبهرا.. هناك لا يزال بريق لكن غابت العينان.. لبثت احدق حائرا ابحث عن عينيها في لهفة الغريق.. لكن ذات ليلة سمعت نواحا غريبا آت من البعيد داخلتني كآبة موحشة ورنوت بطرف حزين الى قمر تشرين يتلاشى خلف قبر عظيم من الغمام…