الخميس ٢٥ آذار (مارس) ٢٠١٠
مجموعة أشبه بمحارب

صرخة ولادة تنتصر للأحلام

أقام نادي أدب الدقي أمس الأربعاء ٢٤ مارس ٢٠١٠ ندوة لمناقشة مجموعة «أشبه بمحارب» قصص قصيرة جدًا، للقاص المصري زكريا صبح، وشارك في المناقشة الناقد ربيع مفتاح، والروائية ياسمين مجدي.

الناقد ربيع مفتاح

عن بداية نشأة القصة القصيرة جدًا ذكر الناقد ربيع مفتاح إن هناك خلافًا حول ذلك، فالبعض يرى أنها نشأت فقط منذ حوالي ربع قرن، أما الرأى الآخر فيقول إن القصة القصيرة جدًا ظهرت في تراثنا القصصي منذ الجاحظ. ويؤمن مفتاح بأن إيقاع العصر يؤيد فكرة القصر والتكثيف في عدد من الفنون، حتى إنه ظهرت المسرحيات القصيرة جدًا، إلى جوار القصة القصيرة جدًا التي تعتبر مثل الرصاصة أو صرخة الولادة. وعن مجموعة "أشبه بمحارب" قال مفتاح: "إن القاص زكريا صبح مغرم بقصة الفكرة، وذلك قاده إلى الـ"ق.ق.ج" أو القصة القصيرة جدًا. الراوي هنا حاضر وواعٍ يراقب ويعلق على الأحداث. وكثرة استعمال الجمل الفعلية في النصوص أعطى استمرارًا وديمومة وإحساس بالتأزم السريع. كما اعتمدت نهايات القصص على المفارقة". وخشى مفتاح أن يقع صبح في فخ التنميط، لأن أغلب القصص عبارة عن راوي حاضر وشخصية أخرى سواء إنسان أو حيوان بالإضافة إلى حدث.

الروائية ياسمين مجدي

أما الروائية ياسمين مجدي فرأت أن أبطال مجموعة "أشبه بمحارب" يشعرون بعدم تحققهم، وتردي قيمة ذواتهم، هذا على مستوى الهزائم الشخصية للأفراد وإحساسهم بالوحدة وعدم اهتمام الآخرين بهم، أو على مستوى القصص الراصدة لتدهور الأحوال المجتمعية والوطنية، ولحل هذه المشاكل لجأ الأبطال للأحلام، ليحققوا عبرها انتصاراتهم ورغباتهم أثناء النوم، كما يعترف أحد الأبطال عن أحلامه: "كنتُ فيهم الآمر الناهي، فهل بعد ذلك أتوق لليقظة". وأضافت ياسمين قائلة: "إن الموت ظهر في القصص بشكل رائع، فالموت لا يقطع الصلة النفسية بيننا وبين الموتي، لنجد راويًا يلمح باب مقبرة أبيه مواربًا، فيعيش كل يوم منتظرًا عودة أبيه. كما بان بوضوح إحساس كثير من الأبطال بالوحدة، فيبحث رجل عمن يتحدث معه، ولا أحد يرحب به عدا امرأة وحيدة، حين يجلس معها سيغلبها النعاس، فينصرف دون أن تشعر به. وقصة لرجل آخر يملأ حياته بصوت عصافير الزينة المعلقة في شرفة جاره. أما عن أسلوب الكاتب، فقد تأثر في بعض النصوص بقصيدة النثر، وظهر لديه حس ساخر، وتنوعت أشكال السرد ما بين الدعاء والنداء وأنواع أخرى". وأخذت ياسمين على المجموعة اتسام بعض النصوص بحس الخطابة والمباشرة.

في النهاية عقَّب القاص زكريا صبح، قائلاً:
 ليس لديَّ خطة محددة للكتابة، فأنا أكتب الفكرة حتى أحس أنها هنا انتهت ولم يعد لدى شيء آخر أكتبه، سواء ظهرت بذلك في شكل قصة قصيرة، أو قصة قصيرة جدًا، أو حتى طويلة. وهذه القصص كتبتها عبر فترات طويلة، وليس في مدة محددة.

ويذكر أن هذه هي المجموعة الرابعة لزكريا صبح، بعد مجموعة «رقصة الموت،» و«الولد العاشق»، و«منذ قليل». كما حصد زكريا جائزتين، واحدة من دار الأدباء، والثانية جائزة أدب العشق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى