الأحد ٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٤
بقلم لبنى محمود ياسين

صلاة احتراق لعينيه

جئني بامرأةٍ غيري
رهنتْ بك تِبر القصيدةِ
وتقوقعتْ بين كفيكَ
وبنتْ حولكَ سوراً من الكلمات
ونحتتْ لك من غرورِ القوافي عرشاً
زينتْ أطرافه بدهشةِ الفواصل
وطرزتهُ بسيقانِ علاماتِ التعجب
فصيرتك نصفَ إلهٍ عاشق
 
جئني بامرأةٍ غيري
أحالتْ دروبكَ إلى روابيَ قمحٍ
وقيدتْ الشمسَ إلى جبينكَ
وألبستكَ قميصاً من رائحةِ الياسمين
قدّته من أمام عند حافةِ القافيةِ المشتهاة
وتوجتكَ وطناً
وجعلتْ من قلبها عاصمةً
لوطنٍ يقسمها ولا يقتسمها
ويعيدُ ترتيبَ شظاياها
ويلصقها على مدى حروفه جيداً
لتكون لوحته الفريدة ..أحجيةً عصيةً
تبلّـلُ صوتَ الهواءِ العابثِ
ويوكلُ بها سرايا أعرافه القبلية
فلا يخترقُ مداها صوتٌ ولا ضوء
 
جئني بامرأة
تنسى جميع خطاياكَ غائبها وحاضرها
حين تحيطُ أوجاعها بذراعيك
وتتحولُ إلى طفلةٍ يعتريها جموحُ الشعر
تلفكَ بجدائلِ دهشتها
وتتأرجحُ بين أناملَ صمتك
وعندما تخشى السقوط
تلوذُ بقلبكَ قبلةً لصلاةِ احتراق
 
جئني بامرأةٍ غيري
كسرتْ ساعدَ الأعرافِ كلها
ولوتْ أذرعَ السطورِ المستقيمة
وأعادتْ صياغة الهوامش
ونقشتْ حكايا العجائز وأساطيرهن
لتنحتَ لك ممراً من قمرٍ وحكايات
لا يفضي إلا إلى حيثُ يكون قلبها
محراباً لرياحكَ العاتية
 
جئني بامرأة تتقنُ الحبَّ وتجهله
تقتحمُ الأشواقَ..وتنتهكها
وتقفُ في منتصفِ الوجد
على رصيفِ عشقٍ جامح
تتدلى اللوعةُ من معصمِ خوفها
تنتظرُ رائحة أصابعك
لتقود شظايا قلبها إذ تاهت
إلى حيث تغفو بين أهدابك

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى