صلاة للقدس
البارحة ...
اقتربت من العقد السادس
ومضيت إليكِ
دون شموع أو صلوات
لم ألق وجهك!
كنتِ عارية كأشجار الخريف
والساحة باردة
مترامية الأطراف
ممتلئة بالغبار والدمار
كان ليلكِ متشحا بالسواد
وشعركِ الفاحم مسدل على ثدييك
ولم ألق يديكِ
على كتفي
فخلتكِ غادرتِ المكان
فعدت أدراجي
ألملم شعثي وأسفاري
ورحت أشرب نخبكِ
ونخب أيامي
واللهب الأزرق
في أحشائي
يحرق المريء مني
واللسان
وملت إلى ذكريات
عشّشت في دفتر أشعاري
أعلنت غضبي
وذكرتك منذ نعومة أظفاري
وطافت صورتك وصور أخرى
تزنرتها رائحة الورد والياسمين
في حاراتك
طفتْ صورتكِ العتيقة
وتعلقت أفكاري
على أسوارك
وها أنت مشبوحة
على أعواد المشانق
تصرخين:
أريد جدائلي
وثوب عرسي
أريد أساوري
وأريد عذاري!!
تكحلت بزيت الزيتون
وبكيت
يا رب البيت!
أين أنت؟
أتضور جوعا وأتقيّأ موتا
شفتاي صفراوان
وعيناي زائغتان
أين أنت؟
جرجرت أحزاني ومشيت
واستحضرت وصايا أجدادي
فعاد زيتوني إلى زيتوني
وأبصرت القدس تعدو نحوي
وقريتي تربت على كتفي
تعلن ميلادي
فهي قربي
تهدهد حلم العاشقة السمراء
فأين أنت يا شهيد؟
تمسح عن عيني غشاوتها
وتزيل غبار السنوات
لقد اقترب العقد السادس
ومضيت إليكِ
دون شموع أو صلوات
كان صوت المؤذن بعيدا
وأنا أتلمس مزامير كلماتي
والآن ...
سأمضي نحوكِ
اختصر المسافات
سآتيك يوما!
كالندى في يوم قائظ
يحدوني إليكِ
مستقبل وردة
وخلاصة عمري وصلاتي!!
الظهران في15\11\2003