صوتكِ في جيبِ قميصي
شعر: قوبادي جليزادة
1
أنتِ كسنبلةِ قمحٍ
قد غدتْ رغيفاً من الحقلِ
2
ليس العينين، بل أوليَ إهتمامي بيدي
لأنها تُمسكُ بيدكِ دوماً
3
لا أجرؤ أن أتلمّسُكِ
لأن تيجان الورود الرقيقةِ تتساقط عند لمسها
4
أستفدتُ من رحيلكِ
كنتُ أراكِ في حضني فيما مضى
أما الآن فأراكِ في كلّ مكان
5
لن يهطلَ المطرُ
تستلقي المناجلُ حزينةً
جنبَ الحقولِ
6
حينَ أناديكِ تتجمعُ الفراشاتُ حولي
ظانةً إنني أناديها
7
رافقيني للحديقةِ
لتعرفَ الفراشاتُ
أن هناكَ زهرةً تعيشُ خارجَ أسوار الحديقةِ
8
إن قهوة كافة المقاهي قهوائي اللون
أرى عينيكِ في كافة الفناجينِ
9
لقد أضعتُكِ في الغابة الكثيفة
رجاني عصفور يتبعُ الأثرَ أن أتبعَهُ
10
كلّما أخبرتُكِ كم هو جسدكِ بيضاء ورقيقاً
هطلتِ الثلوجُ
11
كان الوقتُ ربيعاً حينَ أخبرتكِ إن شعركِ شقراء
ليحل الخريف وتساقُطِ أوراقِ الشجرِ
فلمْ أجرؤ تكرارَ ذلكَ
12
لنقومَ برحلةٍ بعيدةٍ معاً
أن أسافرَ إليكِ
وأن تسافرينَ إليّ
13
أتعجبُ منكِ أنكِ تزورينَ البستانَ يومياً
يجبُ أن يقوم البستانُ بزيارتكِ
إن بيتكِ جنبَ بيتِ الفراشةِ
14
وقتما أقوم بإنزال ثيابكِ
يغضبُ الحبلُ مني
يبدو أنه لم يرتويَ من عبقِ جسدكِ
15
لا أرى من خلال النافذةِ
سوى ذلك البائعُ المتجولُ الذي يُروجُ لسلالَ تفاحه
دون أن أرى رّماناتُ صدركِ
16
لا داعي أن تذهبي إلى الحربِ
فجّري قنابلَ صدركِ
بين أناملي
17
الطحّانُ يبدو أبيضاً
جراء ثلوج سنابل القمحِ
18
أنتِ جرّةُ شرابٍ
دون أن تحمِلي أي صفةٍ من صفاتِ الأعنابِ
19
بعدَ كلّ موعدٍ معكِ، أحملُ شيئاً منكِ إلى المنزلِ
كانَ صوتكِ هذه المرّة حيثُ سقطَ في جيبِ قميصي
20
اليوم وقبلَ أن أدلفَ البيت نفضتُ نفسيَ عند عتبة الباب
فسقط منيّ بعضاً من عبقِ جيدكِ،
حيث تجمع حوله أسرابُ النملِ