صِفْ لي وجوهَ الخلق
صفْ لي وجوهَ الخلقِ يوماً إنْ بدَت
وبكُلِّ لونٍ شاحبٍ قد أقبَلَت
للناسِ أحوال_ٌ وليسَ يحُدُّها
حدٌّ -على كلِّ الخليقة أُرْسِلَتْ
ما صبرُ أوجاعِ الأنامِ على المدى
الا أنينُ الروحِ تحلمُ أنْ كَبَتْ
قل لي أماتحتاج روحي بلسماً
يشفي جراح الروح مما أُحزِنَت
رُسِمت على تلك الوجوه مواجعٌ
كُبِتَت بأعماق القلوب وَ فُجِّرَت
وأنينُها المجروح في صوت المدى
حزنٌ مُقيمٌ في جوانحَ أُوهِنَتْ
قُمْ للصلاةِ بليلةٍ محمودة ٍ
ليُجيبَ ربُّ العرشِ روحَكَ إن دَعَت
إن الحياةَ جميلةٌ بخيالِنا
لكنَّ بعضَ الناسِ فيها ما اكتفَت
بعضُ القلوبِ جروحُها في عمقِها
والروحُ شاكيةٌ ولكن ما بكَت
قد ترتوي دهراً بفيضِ حروفِها
وعيونُها بالدمع-يوماً_ماارتوت
ألمُ الليالي يستفزُّ سكونَها
تشكو الذي من هجرهِ قد أُنهِكَت
إنَّ الأنينَ لهُ رنينٌ رائعٌ
إن أخلصت تلك القلوبُ وأخبتَت
سأصوغ في هذي الدروب زنابقاً
من نبض آهات الضلوع تفتَّقَت
كلُّ القلوب العائداتِ شِغَافُها
أنفاسُ شوقٍ في اللهيبِ ترنّحَت
هذي الدروب ستعتلي جرحي فَما
يَنفكُّ عهدُ الحبِّ حتى أيقنت
تلك الوجوهُ أناتها ترنيمةٌ
غنّتْ بها الأحلامُ لمّا أزهَرَتْ
دعْ عنكَ جرحاً وابتسمْ بصَبابةٍ
ظلَّ الهوى يسري بها فتنفَّست
بيني وبينَك في الهوى وصلٌ ولا
ينفَكُّ يُغري الروحَ أينَ تلَفَّتَتْ