ضائعون ..
أمر عليه كل صباح فأراه يلبس العفريتة
ويتحرك مثل الديدبان فى كل مكان
يناديه الاسطى بأقذع الألفاظ
فيرد عليه فى الحال ويقوم بأعباء ثقال
هو طفل مثل مئات الألوف من الأطفال
ولكنه محروم من لذة الطفولة ويتم معاملته بطريقة غير مقبولة
يعمل عملاً شديد الشقاء ويعانى فيه اشد العناء
وهو لم يتخط سن العاشرة والبراءة فى عينيه ظاهرة
يعمل كثيراً ويأكل قليلاً
حتى صار مثل االشبح ولا يسمع من الكلام إلا ما قبح
وقليلة جدا تلك القلوب التى تلفتت إليه وتحن عليه وتربت على كتفيه
فكأن قلوب الناس قد تحجرت وعقولهم قد تبلدت وعيونهم قد عميت وآذانهم قم صمت
العجيب أن له اباً حشاشاً ومقامر ،وأماً مطلقة من أبيه ومتزوجة من رجل آخر
هذا الطفل المسكين المتشرد قد جنوا عليه وحولوه لكائن معربد
ينام ليلاً على الأرصفة ويقضى يومه ببعض الأرغفة
وفى الشتاء يحطمه البرد بلا غطاء أو الحفة
وفى الصيف يعذبه الحر ويتعرض للكثير من الشر
فتارة يحاصره المجرمون وتارة أخرى يقع فريسة الشواذ والمجانين
فى أى وقت يعتدون عليه دون رادع ولا يستطيع عن نفسه أن يدافع
فيسقط بين ايديهم فريسة يسيرة ويصنعون منه كينونة مجرمة خطيرة
وهى قصة دامية ومكررة آلاف المرات فى كل الحوارى والطرقات
لآلاف الضحايا والابرياء من الأطفال المساكين الأذلاء
الذين يدفعون ثمن خلافات الآباء والأمهات الغير أسوياء
فلا قانون يحمى هؤلاء الأطفال من جرائم المجرمين ،
ولا قلوب تحتويهم وتحفظهم من أيادى المعتدين.
أطفال ضعفاء يرمى بهم أهلهم إلى أحضان الضياع والدمار والفناء
تتقاذفهم أمواج الليالى السوداء فلا الصيف يرحمهم ولا الشتاء
محطمون يتسولون رحيق الحنان ولا يذوقون طعم المحبة ولا الأمان
ترى عيونهم مكسورة ووجوههم شاحبة محسورة
وأجسامهم نحيلة معصورة
منهم من يعمل عملاً شاقاً مثل العبيد ، ومنهم من يعتمد على التسول بدخل زهيد
ومنهم يعمل لصاً تحت إمرة رئيس عصابة
عديم الضمير ،يسخر الأطفال للسرقات ويتمرغ هو فى المال والحرير
أطفال الشوارع قنابل موقوته توشك أن تنفجر فى وجه الجميع
إذا لم ينتبه المجتمع ويقدم حلاً لوضعهم الفظيع
ويسن القوانين ويضع البرامج الشجاعة
بدلاً من التصريحات المزيفة المليئة بالكذب والنطاعة.