رقيَّة جعفر حسن
ضيفتنا تحبُّ كتابة الخواطر، وشعر النَّثر، ولها ديوانان مطبوعان في مصر، وهُما:
(ثورة قيثارة)، و(سفر الأماني)
تقولُ رقيّة بأنَّ شغفها الأساسيّ هو الرَّسم.
وكانت لها مشاركة في معرض بيروت، وهي انطلاقتها الأولى عربيًّا.
وقد أُجريتْ معها عدَّة لقاءات تلفزيونيَّة للحديث عن إبداعاتها الجميلة.
تقولُ الفنَّانة رقيَّة معبّرة عن رأيها بما تبدعه من رسومات:
"مازلتُ أتعلَّمُ، وأنا في عمريَ السّتينيَ أسرارَ الرَسمِ، وسأحاولُ مستقبلًا أن أقيمَ معارضَ باسمي"
ورغمَ جمالِ ما ترسمهُ من لوحات، إلَّا أنَّ ضيفتنا تعدّ ما تكتبه من خواطر، وأشعار، وما ترسمه من لوحات
هو مجرّد "اجتهادات شخصيَّة" حسبَ تعبيرها.
تكتب رقيَّة في موضوعات إنسانَّيَة عديدة.
فقد كتبت عن الحبّ، الفقد، التَّغرّب، معاناة الإنسان، ومؤخّرًا باتت تكتب الرّثاء
بقلب فطَّره الوجع بعد رحيل ابنتها الشَّابَّة، فهي تجد في عالمها الشّعريّ المتنفَّس
لتعبّر عن لوعة الأمّ الثّكلى، فتبثّ أشواقها لابنتها، وهي في تلك السَموات مطمئنّة الرّوح، تقول الكاتبة رقيّة:
الكلّ حملوا جثامين موتاهم، إلّا أنا حملتُ جثمانَ ابنتي، وجثماني"
"الفقدان هو فقدان ذاتكَ، بفقد أحبّتكَ
ساعاتُ حُزني مقبرةٌ مفتوحةٌ لمْ يردمها الصّبرُ"
وللعروبة، وأهلنا في فلسطين الحبيبة نصيبٌ من قلمها المتألّم، فقد كتبت:
فلسطين يا جرحًا لا يندمل
بين ثنايا الروح نزفه مستمرّ
يا أبطال غزّة وجنين وكل شبر
قصيرةٌ يدي عنكم
وقلبي قصيدة
مازلت أكتبها بالدّمع
ماثلةً أمامي صوركم
وخرابُ دياركم
وا أسفاه على عربان لا يفقهون
غير لغة الخنوع
وساسةٍ تلوثت أيديهم
بتطبيع اليهود
وا أسفاه ألف مرّةٍ على كلّ شبرٍ
من أرض العرب تُباع
هي وأهلها بأبخس الأثمان
بسكوتٍ مخزٍ
ووصمة عارٍ على جبين البشر!
أمَّا عن رسوماتها، فمواضيعها أيضًا متنوّعة، وغنيَّة، فقد رسمت الطَّبيعة الخلَّابة، وتميَّزت برسم أشجار النَّخيل.
كما رسمت الأهوار، ومياه دجلة، وللبراءة حصّة من ريشتها، فرسمت الأطفال، وتجلَّت براعتها واضحة في رسم المرأة العراقيَّة، بخلفيَّات بيئة جميلة، تحيط بها مياه دجلة، وبعض شجيرات النَّخيل، وأبدعت في رسم الخيول.
وللرَّسَّامة لوحات جميلة، جُعلت أغلفة كتب، ومنها:
لوحة لديوان شاعرة مغربيَّة، وأخرى مصريَّة، واثنتين عراقيّتين.
ولها أيضًا تجارب فنّيّة جميلة في الرّسم على الزّجاج، والسّيراميك، والرّيزن إيبوكسي، وفنّ المانديلّا.
ختامًا: دعائي إلى الله أن يدوم إبداع الكاتبة، والرّسّامة رقيّة جعفر حسين
وأن يحمي عائلتها، وبلدها، ويلهمها الصّبر الجميل على ما فقدت.