الأربعاء ١٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٤
بقلم ميادة مهنا سليمان

الشّاعر السّعوديّ فريد النّمر في حوار مع ديوان العرب:

ديوان العرب الموقع الذي احتضن جمهوراً من الشعراء المغمورين عند انطلاقه

أهلًا بِضيفِنا: فقرة حوارات أسبوعيَّة لمجلَّة ديوان العرب العريقة.

فريد النّمر: "ديوان العرب الموقع الذي احتضن جمهوراً من الشعراء المغمورين عند انطلاقه، كان بوابة الزمن الشعري للكلمة الحرة والجميلة.."

موجز السيرة الذاتية للضيف:

ولدَ الشَاعر فريد النّمر في العوّاميّة

 درس في معهد شركة كهرباء الشّرقيّة، ودرس علوم الإلكترونيّات، والأجهزة الدّقيقة، والكهرباء، وحاز على شهادة الدّبلوم العالي لأجهزة المرحلات.

 نشرت له مقالات وقصائد في صحف عربيّة

اشترك في العديد من المهرجانات الأدبيّة.

له ثلاثة دواوين هي:

رعشة تحت الرّماد
على نمط الأسفار
عشق في زجاجة الشّعر

وله كتاب بعنوان:

النص الأدبيّ بين ثقافة النّصّ وبيئته.

- حبّذا لو تعطينا لمحة موجزة عن مكان ولادتك(العواميّة) في القطيف/ السّعوديّة، وتحدّثنا عن بداياتك الشّعريّة في أيّة مرحلة كانت؟

ج- ولدت ببلدة العوامية لحاضرة القطيف بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية وهي محافظة ساحلية وزراعية تطل على الخليج العربي وتعد العوامية هي البلدة الحديثة التي بنيت على أنقاض الزارة القديمة عاصمة الخط القديم لقبيلة عبد القيس والتي كانت سوقا في الجاهلية بالجزيرة العربية، تقرأ به المعلقات بعد سوق عكاظ وذلك لقربها من ميناء دارين التجاري القديم المشهور وجزيرة تاروت "عشتار "

في أبيات الشاعر الأموي الأحوص الأنصاري ذكر دارين قائلا:

"يمرون بالدهناء خفافا عيابهم
ويخرجن من دارين بجر الحقائب"

وقد ألّف حول بلدة العوامية عدة مؤلفات أشهرها كتاب (العوامية بين عراقة الأمس وإبداع) اليوم للأديب سعود الفرج

 من ديوانك رعشة تحت الرّماد:

"أدركتُ أنّ مدائن الملحِ في جوفي ضعيف
أيقنت أنّ مدائن البوحِ المسجّى فوق أرصفة السّؤال
لا شيء يمكن أن تضيف"

برأيك هل يمكن أن يصل الشّاعر لمرحلة، لا يستطيع أن يأتي بجديد، أم أنّ الحالة الإلهاميّة لا تخونُ الشّاعر؟

ج- الحالة الشعرية لدى الشاعر المرهف الحس والملهم هي كينونة متلبسة تلبس الدم في العروق والهواء في الرئة
والشاعر الرؤيوي شاعر بالفطرة فالإحساس بالقصيدة هو نوع من التماع الفكرة التي تقدح زنادها عن أول دفقة شعورية تمسك بأطراف اللغة نحو نصيتها العالية وقد تخبو جمرة هذا الدفق عند تعرضها لهزات نفسية لكنها تختمر لاحقا على شكل نص وقصيدة لا تخون شاعرها المسكون بالشعر والمطبوع بإحساسه

 تقول الكاتبة نظمية الدرويش في مقال لها ..فريد النمر: بين الضّبابيّة والانكشاف مصباح معرفيّ دقيق:

"يشدد النمر على أهمية الحرية في الكتابة، فهي تعد من أهم مفاتيح النص الشعري، لإشعال الجذوة فيه..."

كيف توفّق بين قول الكاتبة عنك، وبين ميلكَ للشّعر العموديّ، ألا ترى أنّ الأوزان تقييد للحالة الشّعريّة؟

ج-الشكل الشعري هو دورق نصي محتمل للغة الشعرية لا نملك أن نختاره ،ولكن القدرة على ولوج النص بعدة أشكال (عمودي، وتفعيل، وحر حداثي) بمدركات تعبيرية شعرية حرة فائقة ..ذاك يحتاج لدربة عالية على فهم العناصر المختلفة لكل شكل كتابي ومسطرته الزمنية ويتطلب لبداهة شعرية مكينة لدى الشاعر ومدى مسكه لخيط حرير القصيدة في أشكاله المختلفة ومن مصاديق النص في جميعها الحرية المطلقة للكتابة الابداعية نفسها

أما عن ضبابية والانكشاف في النص فلابد للشاعر من وضع مفاتيحه الخاصة التي يشرك بها المتلقي في تأملاته كقارئ مفترض يلمس منها دم القصيدة ودم الشاعر المبدع

 لديك قصيدة "نفحات في حضرة الحب" في مدح النّبيّ الكريم عليه الصّلاة والسّلام،

ماذا تختار لنا منها؟

ج- عـــادت فـعـادت لـلـهوى نـغـماتي
وتـسـلـلت لـلـحـب غــضُّ جـهـاتي
وإذا الـمعابر فـي ثـقوب قـصيدتي
ســكـرانـة الـلـحـظات والـحـركـات
وكــأن هــذا الـكـونَ لـمـسةُ شـاعر
صـيـغت بـحـرفٍ مـرهفِ الـكلمات
وكــأن هـذا الـكونَ سـبحةُ عـاشق
مــاسـت بـعـطر رائــع الـرشـافات
وكــأن هــذا الـكـونَ وجــهُ مـلائـكٍ
هـبطت مـن الـعرش المجيد الذاتي
ومـحـمدٌ مـعنى الـقصيدة أصـلها
بــتــكــامـل الأوزان والــحــلـقـات

ومن حسن طالعي أن مؤلف أكبر موسعة شعرية في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام موسوعة المدائح النبوية ٢٠ جزء هو ابن العوامية الحاج عبد القادر ابو المكارم وهو عمي بالنسب

- فزت بالمركز الثالث في مهرجان أبي تراب الشّعريّ في البحرين سنة 2009

حدّثنا عن مشاركتك في هذا المهرجان، وحبّذا لو اخترت لنا بعض أبيات من القصيدة الفائزة.

ج- المهرجان هو أحد مهرجانات الشعرية في مملكة البحرين في مدينة (سار) وهو مهرجان يحتفي وقتها بميلاد الإمام علي عليه السلام كأمة في رجل

فكتبت قصيدة بعنوان آمنت بالغدير (غدير خم) المعروفة قصته والأثر النبوي وفازت بالمركز الثالث يومَ ذاك وكان مطلعها:

آمـــنــتُ أنّـــــي طــيـنـةٌ تـحْـيـاكَـا
فـاعـبَثْ بـروحـي وابـعـثِ الأدراكــا
وأدرْ مَــــدارات الـيـقـيـنِ بـخـافـقي
فــــي كُــــلّ نـاحـيـة تــبُـثّ بَـهـاكـا
يــا أنـتَ يـا نـفَسَاً شـحَذتُ نـسيمَه
فـتـشـكـلّت رئــتــايَ نــفـحَ شـــذَاك
يــا أنــتَ يــا قَــدَرا تـمـلّكَ مُـهجتي
فـاسـتسْلمتْ لُـغـتي إلــى سِـيمَاكا
فـسـكـبـتـهـا لــلـشـاربـيـنَ أَجـــنّــةً
مــــن بَـــاردٍ أرواهُ فــيـضُ رَجــاكـا
إلى آخر القصيدة ..

- قدّمتَ برنامجين أدبيّين على شاشة قناة الأنوار الفضائيّة بعنوان: (نبض الحسين)، و(نوافذ أدبيّة) عام 2007 / 2008، ما سبب توقّف البرنامجين، وكيف ترى ظاهرة تقديم برامج تلفزيونيّة من قبل شعراء؟

ج- ليس من أسباب للتوقف وعن الظهور الإعلامي بقدر ما هو لم أجد هناك ما يرسم مدركات للحلقات الأدبية وقتها ومدى تبني القنوات لمشروع القصيدة كبناء أدبي وشعري يفتح أفق التطلع للحس الإنساني في رسالة الشعر العظيمة ومدى الاهتمام بها، ولعل برنامج نوافذ أدبية كان الأبرز في تسليط الضوء على قامات شعرية قطيفية وعربية عبر حواراته الجادة وانفتاحه الأدبي الرفيع على أزمنة الشعر وشعرائها

 تمّ اختيارك رئيسًا لمنتدى الكوثر الأدبيّ في القطيف، ما هي نشاطات هذا المنتدى، وما مدى الإقبال عليه؟
منتدى الكوثر الأدبي بالقطيف تأسس عام ٢٠٠٦ م وهو يُعنى بالقصيدة المناسباتية والدينية والعامة ولكن أبرز برامجه بعد الأمسيات العامة والخاصة مسابقة (رئة الوحي) الدولية في شخصية الرسول الأكرم (ص) والتي أخذت في الانتشار بمشاركة ٢٨ دولة عربية واسلامية على مدار ١٨ ثمانية عشر سنة ومن خلال سبع دورات للمسابقة واشتراك ما يربو على ١٠٠٠ شاعر وإصدار سبعة دواوين خاصة بها

- لديك كتاب (النصّ الأدبيّ بين ثقافة النصّ وبيئته)، باختصار كيف ترى العلاقة بين النصّ الأدبيّ، وبيئة كاتبه؟

ج- تعد بيئة النص الشعر المحرك الإبداعي الأول نحو الكتابة الشعرية حيث يعد تكون المفهوم ونموه في مرتكزا على خصوبة المعرفة في البيئة النصية كثقافة وموروث وتأمل طبيعي وإنساني من هذه اللمحة تم كتابة هذه الدراسة حول مرتكزات النص الشعري وبيئة النص المكانية والزمانية والمعرفية والتي يستسيقها الشاعر في كيانه لحظة انقداح القصيدة

- ماذا كتبت من شعر المقاومة لفلسطين؟

كتبت الكثير من القصائد لهذا الجرح الغائر في قلوبنا لهذا الوطن العزيز فلسطين على الفيس بوك والمجلات والحوائط الثقافية والشعرية كتبت قصيدة بعنوان «سلام لغزة من كربلا»

مطلعها قبل أكثر من عشر سنوات

غيبُ المسافة في أضلعي= وتطلعُ غزةُ في مطلعي

وآخر ما كتب هذه القصيدة الحرة
‏ (مروق الذئاب)
‏…..

‏في المكان الذي لا يظلل أحداً أراك حيث الشطح يرسم مكر الكلمات الفارة من أيدلوجيا القطيع وأنت تداهن أضواء الكلمات المتمردة كل حين

‏وفي الزمان الخادر ترقب بعض صوتك المتهدرج تفتح نافذة البؤس لتقنع المارة بالحدق المريب وبالموسيقى التي تكاد تخرق جرس المباح للامباح في خارطة الزمان الذبيح

‏أيها الغارق في بركة الوهم المتأرجحة بين الجحيم والجحيم والدم والدم
‏ولا مفر من فكرة بلهاء تحتال في شرنقة العمر الجافة والسنوات أبجديتك الشاحبة في صوت الجراح والعذاب

‏أيها المترع من أغصان الليل النائمة بالفلوات كيف لك أن تحرس النجمة وأنت تمزق قلب المصابيح النبيلة إرباً إرباً كلما عاودتك شراهة الذئب ورغبة العدو للفتك لحظة الإضطراب

‏وكيف لها الأرض أن تستريح من هذا الصخب المرير وها أنت أشرت للقلب الداكن المتشحط بالقتل وهو يحاول مسك الأشياء من منتصف المثول المميت لتهتز برائحة الأجساد أستار الخراب

‏أيها الناقع بين ضفتين لظفيرة واحدة كالنصل
‏هل آن لك أن تمسح عن عين الحياة غربتها القاسية وأنت تنظر لتاريخ التوابيت الذبيحة في المهد والحجر المقدس والمكدس بالألم في صوت الكتاب القديم

‏وهل ستوصد سلّم التطلع العالي عندما يفتح سقفك الرفيع منحدراً في نبوءة الغيب وتندكّ قبة الوهم بمنحدر الأقداس في حجر السقوط الأكيد

‏لحظة واحدة فقط تكفي
‏لمحو يليق كأن ترسل العبقرية أشعتها لتشرق الشمس
‏ فتحيل التراب حديقة غرّاء تنبت زهرة زهرة على كل قبر شهيد يدك بأغصانه النيرات حصن الظلام البغي اللقيط

- كيف كانت بدايات نشرك في موقع ديوان العرب، وما هي مقترحاتك لتطويره؟

ديوان العرب الموقع الذي احتضن جمهورا من الشعراء المغمورين عند انطلاقه كان بوابة الزمن الشعري للكلمة الحرة والجميلة والقصيدة الصاخبة والرشيقة والعتيدة والمراوغة والشفيفة حيث اشتد عود الكثير من الشعراء العرب من خلال التشجيع المستمر على النشر ومن ثم جعل لكل شاعر مدونة خاصة يطل بها على العالم وكل ما يقال عن هذا الموقع الثري والغني بالمواهب الشابة والمخضرمة وعن التنوع الكبير الذي شكل أطياف الأدب الواسع في مختلف حقول الأدب وكما كان للاتصال بشعرائه والاحتفاء بهم شخصا شخصا من قبل الأستاذ عادل سالم دور كبير في التواصل وجعله محل تقدير كبير لكل رواده من الكتاب والشعراء الأحرار العرب وغيرهم ممن حلقوا بابداعاتهم كانت بداياتنا خجولة اشتد عودها لاحقا مع توالي النصوص وكبر بين قصائد كبار الشعراء الجميلين والمبدعين أما اقتراحاتي عليكم أن يكون له تطبيق خاص للهاتف المحمول ليبقى على ذات النكهة والخواص الأدبية والشعرية كما هو وارسال نشرة
المستجدات للايميلات المشتركة (تنبيهات)

ديوان العرب الموقع الذي احتضن جمهوراً من الشعراء المغمورين عند انطلاقه

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى