"عندما تنهض من استيطان القربان فيك"
على حافة الشباك رسمت يداه الحروف على الهواء عله يرى ظل وجهها ، لربما صوتها قد تلصص عليه وكشف حرقته، أيراها وقد أرخت قميصها الشفاف وكشفت كلماتها الليلكية؟
هنااااااك. يجلس على حافة الشك رانيا النجاة، مفتت الذاكرة، يفتش عن الحقيقة في الظلام هاربا من حدة الشمس.
" أراك وأنت تمشطين شعرك قبل أن تنزفين لهاث المساء في عروقي، لماذا عيناك تغمضان القمر عني، لماذا هذا الغياب، صوت الظنون يخرجني منك. لماذا لا تجيبين"؟
– ...........
أراك تغتسلين بنهرك الدامي. تذوبين حتى اختلاق الرؤى، ونورك يمتد جبال مسكونة براكين العبق في مخيلتي. يكاد صدري يضيق بالأفق وأنت على مرمى صوت مني، على مرمى كلام. أقرأك كل يوم ، تقرئيني كل يوم ولا أستطيعك. يا طفلتي ، يا طفلة الزيت والتراب ما أكاد الوصول للثم زيتك حتى تسيلين إلى الأرض. متى تنتفضين بزيتك على أمواجي ؟
لماذا لا تجيبين؟
أتصمتين وأنت وحدك القادرة على تخليصي من الحبال السرية التي غلت خاصرتي وجعلتني ذيل سمكة؟
وحدك من ضمدت جراح الآلهة قبل أن أتيك وتكفين عن رتق أحزاني؟ وحدك من تمردت على المعرفة بالاحتراق، يا من شرعت فخذيك لمرور الآلهة في معبدك، وفتت ترابهم وشعلة الوهج فيهم. واحدا بعد الآخر غرق في مياهك، لماذا الآن تتيحين لك أن تميتيك؟ يا من خلقت الآلهة كلها، لماذا تغفلين الآن عن حبي؟.
قاسي القلب أنا، يا طفلتي ، اشفعي بي من قسوتي، من جنوني، ومن منْ صلبوني على مدى الأزمان. ما هذا التراجع الذي أصابك يا من تغمست بتمر الشرق وجذبت كل نشوان إليك. ماذا أحالك للصمت أيتها الإلهة؟
"لميني من دروب حكمتي العارية" ، يا من لممت الشعر الطويل. يا كلمة تتأوه في ليلة قمر على صدري.
تذكرين آخر مرة كنا والبحر واحد، وكان البحر يمر على أجسادنا لينبت النرجس فينا. لم نكن حيتها نتقن الألم، ولم تكوني قد كبرت بعد، كان الكلام ينفلت من عنقك ليصب في أودية النهر، سالت الكلمات لتعلم الأمم القراءة. يا من علمت المدن كلها الكتابة!!!
هل جف حبرك فجأة. هل جف ريقك فجأة أم أن شعرك الذي غزلته على مدار الأزمان قد التف حول عنقك؟
لقد تفتق ثوبي وجردني عاريا دون شهوة شدتني للعراء، فهل ترتقي ما فلت من خيوط وتستعيدني في ثوبك ؟
مزعت موجي وليلي وعلوت برغوة بحري. فكي أزرار الليل وتلفعي بجلدي، اسحبيني إلى رغوة الزعتر لتنفحني وتسحبني من دم تخثر بالنسيان.
خذيني فككيني وعودي بي كما تشائين لأكون فيك ولك. أدخليني كما تريدين. دقي بخناقي على أن لا انفك أطارد الحلم بك، لا تدعيني أبحث في دروب ليست لي، فأنت مثواي وبعثي. اسحبيني من هدبي ، رمشا رمشا، ووريدا وريدا، نطفة إلى جنب نطفة وامزجيني بسائل زيتك، برطبك، فلن أكونني دونك. آه يا من علمت المدن أن لا تنام، ، لماذا كففت عن الحلم؟
"عندما تنهض من استيطان القربان فيك" قالت جملتها الأخيرة ونامت