الثلاثاء ١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم
عيد الزنزانة
أُسْعِدْ تِ صباحاً يا أمّيما بالُ عيونُكِ قد غرقتْبسيولِِ الحزنِِ السّوداءْوالشيخُ يؤذّنُ للعيدْ؟ما بالُ لسانِكِ قد أضحىغُصَصاً في حلقِكِ كأْداءْ؟ولماذا فرّتْ أسرابُ الأمل ِ القزحيِّ من العينينْ؟ولماذا أنشبَ مخلبَهُ في قلبِكِ صقر الأحزان؟الحزن‘ طريقٌ وَرْدِ يَّةْستؤدي حتما للموتِوطريقُكِ أنتِ الأشراقُأنا أبصرُ حزنَكِ من سجنيعينايَ طيورُ عابرةُتجتازُ السجنَ، الأبراجَ، الدّوريّاتْتجتازٌ عيونَ الواشينَ الغرقى في آسن ِ مستنقعْوترفرفُ فوق الدّاليةِ المزروعةِ تذكاراًللثّورةِ يومَ ولادتِهاكَبُرَتْ يا أمي الدّاليةُ انتشرتْ كالسقفِ على الحيّطرحتْ أعناباً طازجة ًكأصابع ِ أطفال ِ الحيِّ المتمترس ِ خلفَ حجارتِهعينايَ طيورٌ يا أمّيفي الحارةِ تحضنُ أطفالاًفي عمرِِ النّحلةِ يا أمّيلحقوا الدّبّابةَ فانهزمتْما أجملَ أن تبقى طفلاً فتطاردَ ظهرَ الدّبّابة ْ !!!****في هذا الصّبح ِ أتى الزّنزانة َ شرطيٌّعربيا كان يهوديا ؟ لا أدريفالكلّ خيول ٌ مرهقة ٌ سَحَبَتْ عرباتِ الحكّاملما تتهاوى في قعرِ الوادي العرباتُوالخيلُ مع الحكّام ِ تموتُفسنبكي الخيلَ ولكنّاسنعمّر‘ عرساً يا "بِرتولتْ [1]جاء الشّرطيّ ُ كما قلتُْأعطانا من مِنَحِ الجمعيّاتِ الوطنيةِ علبة َ بقلاوةْلم نرفضها، لم نُتلفهاقمنا بالواجبِ كالآتيعلّقنا أوسمةََ الشّهداءِ على الجدرانْفنما الزّيتون‘ على الجدرانْووقفنا لحظةَ إجلالٍللشّهداء المنهمرين من (الأحراشِ) الى بيروتْومن (الرشراشِ) إلى سخنينْالموسم‘ خيرٌُ يا أمّيفي نفحة َ قالتْ نشرتُنا:منسوبُ الغيثِ شهيدانْقد يرتفعُ المنسوبُ الّليلة، لا ندري،بل لا نهتمُّ ولا نشكوافالغيثُ طريقُ الأثمارِوالثّورةُ بوصلة ُ الجَوعىوطريقُ العودةِ للدّارِ****في هذا الصّيحِ تعاهدنا،قرّرنا رفضَ زيارتِكمكي يثمرَ غيثُك يا " نفحةْ "وأكلنا الحلوى يا أمّيفلماذا أنتِ على العكس ِ؟ما دمنا ننشد إشراقا فلماذاسنشدّ الغيم إلى الشّمس ِ؟