السبت ٥ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم صقر أبو عيدة

عَزفٌ على وَقْعِ خَطْوٍ

هُوَ شَعْبُهَا
نَحَرَ الدُّجَى
وَتَعَلَّقَتْ عَينَاهُ بِالنَّجْمِ احْتِفَالاً عِنْدَمَا هَدَمَ الظُّنُونْ
وَأَعَادَ لِلأَسْمَاءِ لَونَ حُقُولِهَا بَعْدَ التَّغَرُّبِ وَالْفُتُونْ
لِمَ تَكْرَهُونَ حَنِينَهُ الْمَنْحُوتَ في جُدُرِ الْفُؤَادِ؟..
وَقَدْ تَعَرَّشَ بِالْجُفُونْ
عَجَبٌ سُكُونُكِ يَا بِحَارُ..
أَلَمْ تَرَوا حَدَقَ الْحَيَارَى..
تَرْقُبُ الإِعْصَارَ يَسْكُبُ غِلَّهُ غَضَبَاً عَلى حَبَطِ النُّدُوبْ؟
فَدِمَاؤُهُمْ بَينَ الْمَوَاجِعِ قَبْلَ ظِلِّ الْيَاسَمِينِ تَحَوَّلَتْ زَيتَاً تَلَظَّى في الْعَوَاصِمِ..
فَارَ بِالشَّعْبِ الّذِي نَفَضَ الْغُبَارَ عَنِ الْبَيَارِقِ وَالدُّرُوبْ
وَرِقَابُهُمْ رَقَصَتْ كَمَا الأَعْلامُ بَينَ عُيُونِكِمْ وَتَنَسَّمَتْ عِطْرَ الْيَقِينْ
لا تَرْكَنُوا لِلَّونِ في وَهَجِ السَّرَابْ
أَوَلَمْ تَرَوا كَيفَ الْخُيُولُ تَسِيخُ في سَبَخِ الْحَقُودْ
وَالْجَمْعُ يُغْرِيهمْ رُكُونُ النَّفْسِ لِلْوَهنِ الّذِي لُقِمَتْ بِهِ حَنَكُ الشُّعُوبْ
مَنْ قَالَ إِنَّ لِبَحْرِنَا مَوجَاً يُلِمْلِمُ غَيظَهُ فَوقَ الشُّطُوطِ..
وَيَخْتَفِي مِنْ هَبَّةٍ عِنْدَ الْخُطُوبْ
قَالُوا وَمَا زَالُوا يُعَادُونَ الْبَسَاتِينَ الّتي يَبِسَتْ مَعَاطِفُهَا عَلى نَارِ التَّرَقُّبِ..
وَالْغُيُومُ تَفَرَّقَتْ لَمْ تَدْرِ أَينَ رِيَاحُهَا
أَوَلَيسَ جُرْمَاً أَنْ يَقُولُوا هَذِهِ خَلَجَاتُهُمْ لا تَكْتَسِي وَهَجَاً..
وَمَا في جَوفِهَا طَلْقُ اللَّهِيبْ؟
حَبَسَوا الْوَضُوءَ عَنِ التَّوَاصُلِ وَاقْتَفَوا أَثَرَ النَّبِيذْ
عَقَلُوا الْبَرَاءَةَ بَينَ بَسْمٍ وَالْوُعُودْ
وَالْمَوتُ تَحْتَ لُعَابِهَا
إِنْ تَفْلِتُوا رَسَنَ اللِّجَامِ فَلَنْ تَنَالُوا نَجْمَةً بَينَ النُّيُوبْ
لا تَتْرُكُوا خَيطَ النُّجُومِ..
فَهُمْ عَلى طَرَفٍ مِنَ اللَّيلِ الرَّبُوضِ..
وَيَرْقُبُونَ تَرَاخِيَ الأَيَّامِ حِينَ تَذُوبُ فَرْحَتُكُمْ عَلى كَتِفِ النَّحِيبْ
وَيَقُولُ أَطْوَلُهُمْ لِسَاناً..
مَا جَرَمْتُ بِخُبْزِكُمْ
تِلْكَ الْعَصَافيرُ الّتي تَغْدُو تُغَنِّي في صَباحِ بِلادِكِمْ قَدْ تَرْهَنُ الأَعْشَاشَ..
إِنْ لَمْ تَتْرُكِ النَّغَمَ الّذِي يَغْوِي الشُّعُوبْ
قَدْ نََخْلَعُ الأَنْفَاسَ مِنْ رِئَةِ الْبِلادِ..
فَذَاكَ تَدْوِيرٌ لأَوطَانٍ..
وَتَرْنِيماتُ شَعْبٍ قَدْ رَأَوا أَشْوَاقَهَمْ في الْيَاسَمِينْ
مَنْ قَالَ تِلْكَ جَرِيمَةُ؟
فَسُيسْأَلُونَ عَنِ الدِّمَاءِ وَيومَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ كَي تُجَادِلَ عَنْ شَقَاوَتِهَا..
فَلا تَسْتَعْجِلُوا
أَوَ مَنْ يُنَشَّأُ في زَخَارِفِهَا كَمَنْ رَبَطَ الأَثَافِيَ في الْبُطُونْ؟
لَمّا رَأَى طِفْلِي مَلاعِقَ ذُهِّبَتْ تَحْبُو عَلى أَفْوَاهِهِمْ..
وَتُرَاقِصُ الأَلْوَانَ في ثَغْرِ الْبَطِينْ
هَلاّ رَأَيتُمْ كَيفَ لَفَّ ثِيَابَهُ غَضَباً يُوَارِي دَمْعَهُ وَيَقُولُ..
أَينَ جَرِيمَتِي؟
مَنْ ذَا الّذِي عَلَفَ الْخُيُولَ حُبُوبَ ذُلٍّ وَانْكِسَارْ
وَنِعَالُهُمْ دَاسَتْ عَلى لُحُفِ الْجُدُودِ..
وَشَيخُنُا عَصَرَ الْجُفُونَ بِكُمِّهِ خَجَلاً مِنَ الأَحْفَادِ..
أَينَ خَطِيئَتِي؟
وَطَنٌ رَأَوهُ وِسَادَةً نَامَتْ عَلَيهَا ثُلَّةٌ جَاءَتْ مِنَ الْعَثَرَاتِ..
وَالْوَهَنِ الّذِي لَبِسَ الْغُرُوبْ
فَجِبَالُكُمْ قَدْ أَوَّبَتْ مَعْ نَارِكمْ
فَتَسَارَعَتْ دَقَّاتُ شَعْبٍ وَاحْتَفَتْ أَنْغَامُها غَدَقاً..
فَلا تَتَهَاوَنُوا
وَالْيَاسَمِينُ بِنَارِهِ انْفَرَجَتْ لَهُ حُجُبُ النَّهَارْ
هَلْ يَخْطِفُونَ غَزَالَةَ الشَّمْسِ الّتي جَاءَتْ مِن السَّغَبِ الْعَتِيقْ؟
وَتَزَيَّنَتْ بِالشَّعْبِ وَالْحُبِّ الّذِي غَنَّى إلى حُلُمٍ عَلى أَرْضٍ تَثُوبْ
عَضُّوا عَلَيهَا بِالنَّوَاجِذِ وَاصْبِرُوا
لَكُمُ السَّنابِلُ وَالْقَصَائِدُ وَالْمَذَارِفُ تَقْطُرُ
هِيَ سَاعَةٌ وَالْقَيدُ فِيهَا بَينَ أَيدِيكُمْ يَذُوبْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى