السبت ٢٠ تموز (يوليو) ٢٠١٣
بقلم
فراغات العمر
مرّ الزمن عنها لألف عام وعام وهي تجلس أمام نافذة صدئة تنطر غيّابها ... كثيرون هم الغائبون ... فكم من الأبواب طرقت لتجد أحدهم وما وجدت سوى فراغات العمر هناك... بغربة تهوي بجسدها في قاع يخوي بكل حلم وكل أفق...
ومضت من الأعوام الكثير وهي ترسم بالأبجديات حزنها وفرحها المصلوب والجدران تتأمل والزمن يحمل أنين الحروف ويتناثر كالرماد هنا وهناك..
تأملت خطى اغترابها ... المكان الذي شاخ ... الآمال التي بقيت رهينة ... الحبيب الذي أعطى الوعود... النوافذ التي ترقب غيّابها... بعثرة الريح... البحر الذي ماج بسرها ... كل شيء هناك .... صمتت طويلاً بعمر زمن مرّ على كل الجسور...
حضنت صدى دمعها ورتلت قصيدها الذي أشجى الصخور... ورحلت مع آخر خطى الزمان ليبقى رماد ذكراها يصخب وينادي بأن كفى غربة واغتراب.