

فصل مِن كتاب الشدة
لَقَدْ سَجَمَتْ مَنْ دَمْعِ عَيْـنِـيَ عَبْرَةٌ
وَحُـقَّ لِعَيْنِي أَنْ تَـفيضَ عَلَى صَحْبي
وُقوفاً بَغارِ حِراءَ الْمُعَذَّبِ،صَحْبي، لَعَلَّ بِهِ أَثَراً لِلأَحِِبَّهْ.
هُمُ دَخَلوا. رَكَعوا رَكْعَتَيْنِ. وَفي السِّجْنِ أَنْهَوْا تَشَهُّدَهُمْ. ثُمَّ قالوا: السَّلامُ عَلَيْكمْ. فَرَدَّ السَّلامَ مَلائِكَةٌ تَتَلأْلأُ بَيْنَ شِفَاهِهِمُ سورَةُ الْفَتْحِ. إِنّا فَتَحْنا طَريقاً إِلى الْفَجْرِ بِالرَّاحِلينَ مَعَ الْفَجْرِ. لا تَعْجَبوا إنْ سَمِعْتُم زَغَاريدَ أُمّي. فَأُمِّيَ قَدْ أَلِفَتْ اِخْتِطافَ بَنيها. وَلَكِنْ تُصِرُّ عَلَى أَنْ تَظَلَّ وَلُودا.
وُقوفاً فَعَيْنِي أَنْفَدَتْ دَمْعَها سَكْباتُبَكِّي عَلَى صَحْبٍ. وَمَا إِنْ تَرى صَحْبا.أَلا إِنَّ صَحْبا في السُّجونِ تَكَاثَروا.فَيا لَيْتَ شِعْري هَلْ أَرى لَهُمو قُرْبا؟هُمُو نازَلوا الدُّنْيا. فَما اسْتَسْلَموا لَها.وَمَا عَرَفُوا خَوْفاً وَمَا اجْتَرَحُوا ذَنْباسِوَى أَنَّهُمْ قَدْ هَاجَروا في حَياتِهِمْإلى جُزُرِ الْعُشَّاقِ ثُمَّ اكْتَوَوْا حُبّـــا.نِبيتُ عَلى مَعارِيَ فاخِراتٍبِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ الْعِبَاطِوَهُمْ يَقْضُونَ لَيْلَتَهُمْ بِقَبْوٍعَلَى جَمْرِ الْغَضَا. وَعَلَى السِّيَاطِأَلِفْنا الدِّفْءَ في هَذَا الْفِرَاشِوَنَحْنُ أَجْسَادٌ مُغَطّاةٌ بِأَشْجارِ النِّمَاطِ.كَأَنّا نَحْنُ لَنْ نُدْعى إِلى الْجُلّىكَأَنَّ ثَيَابَنا الْبَيْضاءَ لَنْ تَنْدى.وَنَحْنُ نَخوضُ أَمْواجَ الْبِحارِ الْهُوجِ.يا نَفْسي الرَّقيقَةَ خَلِّصينِي مِنْ سَكَاكِينِي.خُذينِي. ثُمَّ رُشِّينِي بِأَحْلامِ الرَّياحينِ.خُذينِي زَلْزِلِي ذاتي بِآياتٍ مِنَ الأَنْفالِ وَالرَّعْدِ.دَعي لَهَبَ الثُّلوجِ يَحُطُّ في جَسَدي.لَعَلَّ الثَّلْجَ يَحْمينِيإِذَا ضَيْفاً نَزَلْتُ عَلَى صَحَابَتِيَ الْمَسَاكِينِ
[1]