فى كتاب «الإعداد لمعركة التحرير 1967-1970»
الفريق أول محمد فوزى هو أحد أباء العسكرية المصرية الحديثة، تولى منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية عقب حرب 5 يونيو 1967، بينما تولى السيد أمين هويدى منصب وزير الحربية، وفى يناير عام 1968 قرر الرئيس جمال عبد الناصر دمج المنصبين فى منصب واحد، واختار الفريق أول محمد فوزى لكى يصبح وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية.
شهدت تلك الفترة إعادة بناء القوات المسلحة المصرية، وشن حرب الاستنزاف ضد العدو الإسرائيلى، وبناء حائط الصواريخ على الحافة الغربية لشاطئ قناة السويس، ووضع خطط العبور وتحرير سيناء.
ظل الفريق أول محمد فوزى فى منصبه حتى أحداث مايو 1971، والتى انتهت بإلقاء القبض عليه والزج به فى السجن عقب استقالته من منصبه لرفضه توجهات الرئيس السادات السياسية، التى تمثل انقلاباً على كل مبادئ وسياسات ثورة 23 يوليو ونظام حكم الرئيس جمال عبد الناصر.
صاغ الفريق أول محمد فوزى مذكراته فى جزءين، الأول بعنوان حرب الثلاث سنوات 1967-1970، والثاني بعنوان استراتيجية المصالحة، كما أدلى الفريق أول محمد فوزى بشهادة مطولة للكاتب الصحفي عبد الله امام صدرت فى كتاب بعنوان " الفريق أول محمد فوزى.. النكسة.. الاستنزاف.. السجن".
فى يوليو 1999 وقبيل وفاته بحوالى 7 شهور، أصدر الفريق اول محمد فوزى أخر كتبه بعنوان " الإعداد لمعركة التحرير 1967-1970"، وقد نوه الفريق أول محمد فوزى فى بداية كتابه إلى اطلاعه على القوانين التى أقرتها الدولة بشأن المحافظة على الوثائق الرسمية وتنظيم أسلوب نشرها، كتب الفريق أول محمد فوزى هذا التنويه لأنه نشر فى الكتاب وللمرة الأولى مشروع الخطة الهجومية جرانيت لتحرير سيناء والتى تم وضعها خلال فترة توليه لمنصبه وأثناء حكم الرئيس جمال عبد الناصر، وتم التدريب عليها، وجرى استكمال كل متطلباتها العسكرية، وفى منتصف شهر سبتمبر 1970 قام الرئيس جمال عبد الناصر بالتصديق على تنفيذ المرحلة الأولى منها، وهى المرحلة التى تشمل عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس وتأمين العبور ثم التحرك نحو خط المضايق وتأمينه، وذكر الفريق أول محمد فوزى فى كتابه ان الرئيس عبد الناصر قام بإخطار وزير الخارجية محمود رياض بتصديقه النهائي على تنفيذ معركة التحرير فور انتهاء فترة وقف إطلاق النار فى 7 نوفمبر 1970، ولكن الوفاة المفاجئة للرئيس جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970 تسببت فى تأجيل قرار شن حرب تحرير سيناء.
فى صفحة 272 من الكتاب، قال الفريق أول محمد فوزي نصاً:
(ولا أبالغ إذا قلت إن الإعداد للقوات المسلحة ميدانياً قد اكتمل حتى الثمالة قبل حلول يوم 7 نوفمبر 1970).
شهادة الفريق أول محمد فوزى الموثقة بنشره للخطة جرانيت تتناقض مع شهادة الرئيس أنور السادات بعدم وجود خطة هجومية لتحرير سيناء قبل توليه رئاسة الجمهورية، كما انها تثبت ان سبب الخلاف بين الرئيس أنور السادات ومجموعة رجال مايو كان بسبب رفض الرئيس السادات إتخاذ قرار الحرب فى هذا التوقيت.
كان الفريق أول محمد فوزى قد كتب فى صفحة 374 من كتابه " حرب الثلاث سنوات 1967-1970":
"إن قياس قدرات قواتنا مع قوات العدو فى ذلك الوقت أواخر 1970 وأوائل 1971 كانت لصالح قواتنا عدداً وتسليحاً وكفاءة من قوات العدو فى كل أفرع القوات المسلحة، وان توقيت معركة التحرير وتنفيذ الخطط الموضوعة والتى تم التدريب عملياً عليها وهى الخطة جرانيت واستكمالها بالخطة 200 الشاملة كان توقيتاً مخططاً وسليماً".
وكتب الفريق أول محمد فوزي فى كتابه " استراتيجية المصالحة"، فى الفصل الثاني عشر منه بعنوان
(النصر فى المعركة للسادات فقط)، عن أسباب تأجيل الرئيس السادات لقرار شن حرب تحرير سيناء بعد اكتمال كل التجهيزات والخطط العسكرية لبدء المعركة فى الشهور الأولى من عام 1971، ويكشف فوزي تفاصيل لقاءه مع الرئيس السادات فى 26 أبريل 1971، واتفاقه مع السادات على تنفيذ الخطة جرانيت وهى خطة مرحلية لتحرير سيناء، كان الرئيس عبد الناصر قد وقع عليها فى سبتمبر 1970، وتقضي تلك الخطة فى المرحلة الأولى منها بعبور القناة وتدمير القوات الإسرائيلية والوصول إلى خط المضايق الاستراتيجية وتأمينه، ويقول فوزى ان السادات حدد يوم 20 مايو 1971 لبدء المعركة، ولكنه عاد فى يوم 9 مايو 1971 وقرر تأجيلها حتى 2 يونيو 1971 بسبب انشغاله بالصراع ضد خصومه فى قمة السلطة، ويضيف الفريق أول محمد فوزى انه عندما عرض الأمر على رئيس الأركان الفريق محمد صادق، تم تحرير مسودة بتوجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس أنور السادات عن بدء المعركة فى الأسبوع الأول من شهر يونيو 1971 وفقاً للخطة جرانيت، ثم يسرد فوزى تفاصيل تراجع الرئيس السادات عن قراره فى يومى 11 و12 مايو 1971.
ويقول الفريق أول محمد فوزى ان الرئيس السادات صارحه خلال لقاءه به فى يوم 12 مايو 1971 انه لن يحارب قبل أن يتخلص من خصومه فى قمة السلطة
وان الرئيس السادات قال له نصاً: " أظن عاوزنا لما ننتصر.. يقولوا إحنا اللي انتصرنا.. لا أبداً".
قدم الفريق أول محمد فوزي استقالته للرئيس السادات بعد هذ اللقاء بيوم واحد، وتم إلقاء القبض عليه ومحاكمته بتهمة محاولة قلب نظام الحكم.
– تنسف الشهادة الموثقة الفريق أول محمد فوزى كل الإدعاءات والأكاذيب المتعلقة بعدم وجود خطة هجومية لعبور قناة السويس وتحرير سيناء تم وضعها واستكمال كل تجهيزاتها والتدريب عليها فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
الصور المرفقة لغلاف كتاب " الإعداد لمعركة التحرير "1967-1970" – طبعة دار المستقبل العربي – يوليو 1999، ولتنويه الفريق أول محمد فوزى بعدم مخالفته لقانون نشر الوثائق الرسمية، ولفهرس الكتاب، وللصفحات من 133 حتى 141 عن الخطة جرانيت والاستعداد لتنفيذها، ولصفحتى 271 و272 عن نتائج حرب الاستنزاف وتغطية كل متطلبات الخطة الهجومية للعبور وتحرير سيناء قبل وفاة الرئيس جمال عبد الناصر.