

في انتظاركِ
في انتظاركِ ألتقي بالليلِ وَحدي
زاهِـداً في الشوقِ،
أرتَـجِـلُ انغماسي في خِـضَــمِّ الذكرياتِ
أعانقُ العِطرَ المعشِّقَ في مكانِـكِ
أنّهُ ... رفضَ الرحيلا
في انتظاركِ لا أُبالي بالمكانِ
و ما يهمُّ هو الزمانُ
فريثما، يمضي ثقيلاً
ما يهمُّ هوَ العبورُ
و كيفما، يمضي جميلا
في انتظاركِ كيفَ أحمِلُ عِـبءَ قلبي
كان يخفقُ في حضوركِ دونَ وزنٍ
حينَ يُمسي في غيابكِ ساكناً
غَـثَّــاً ثـقـيـلا
في غيابكِ من سيوقظني صباحاً
من سيسألني:
متى استسلمتَ لِلنومِ المُجَافي؟
"هل شرِبتَ الفجرَ خمراً؟"
هل كتبتَ قصيدةً؟
ماذا قرأتَ؟
وَ هلْ درستَ؟
و هلْ حلمتَ كما حلمتُ بأنّـنا
كنّا معاً في جَــنّـةٍ
تؤتى ثِمَارُ العاشقينَ
تَـحِـيّـةً فيها، أصيلا ؟
و الجوابُ (أحِـبّها)
من بعدهِ، تتلعثمُ الكلماتُ في فمِهَا
يمُورُ الشوقُ في مرسى لواعِجِها
كما من بعدهِ، يَـقَـعُ المكانُ بدهشةٍ
و النطقُ يصبحُ مستحيلا
في انتظاركِ يعتريني الشكُّ
في كينونتي
فأصيرُ كَـلّاً حولَ روحي
تارةً
و أصيرُ مِلحاً في جُروحِي
تارةً أخرى،
أصيرُ كزائرٍ عنّي غريباً
أو على قلبي دخيلا
في انتظاركِ كيفَ أسطيعُ الثباتَ
لِمَنْ أبرهِنُ قوّتي؟
أنتِ الكثيرُ
و كلُّ شيءٍ في غيابكِ
يستحيلُ إلى هباءٍ
يمتطي ظِلّاً ظليلا
في انتظاركِ ليتَ شعري
في حنينٍ كالـدُّجى سقطَ الفؤادُ
و إن غَـفَـا قلبُ امْرِئٍ
فالكونُ كلُّ ضيائهِ
عـتْـمٌ، ولا يُـجْـدي فتيلا