الأربعاء ١٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم محمد شاكر

في حضرة الصحراء

إلى مرزوكة، الحضن الوارف
أفْتحَ عيْني صَباحاً
على شمْس مُعلقة بغيْر حِبال
وَصٍف ِمن الظِلال
تصَوّب ظلمتها في اتجاه السماء،
وأوجاع شجيرة
تقبعُ عزلاء في وجه الريح
لا تبدي شوكا
لا تفشي عبقا.
وإذا تلفت صوْب روحي.
لمْ أجدْ حباتِ الندى
لمْ أسمعْ رفة الجناح في الأبهاء.....
تفك ريش الفرح البهي،
تحرر طائر الأشواق
مِنْ قفص الذكرى.
٭٭٭٭٭
أفتحُ عيني في حجْم الجرح
ولهيب الرغبة
وأمشي في صحارى الكلمات
مُجترحا واحات العمر،
مِما ترسّب في ذاكرة الخطو
مِن فيْء..
لم تجْرفه رياحُ العصر
يَاه.ٍ..
كم وَشْماً أخضر
غاض في سيرة الصحراء،
حبيبتي التي...
علمتني رحابة القلب
والإصغاءَ إلى نبْض الغيب
كيف أضيق بها
وهي موغــلة ٌ في سري..؟
٭٭٭٭٭
مُتسعٌ في الرُوح
وفجاجي..
شرقَ الرمل
غربَ الظل.
تركضُ عيناي أبعد من خطوي
أتلمسُ وحدي
هذا المزروعَ في سُرَة الأفياء
وأقولُ ازدحامي
بلُغات الصّمت.
كأن أمامي، وورائي الكائناتُ
التي تدلجُ في سري
وتسميني في كل شِبر من جراح الأرْض.
في كل نبتة قفر
تُشهر مَجدَ الحياة.
النهارُ شفيف ٌ
في حضرة الصحراء.
٭٭٭٭٭
تيه يتلمسُ أغوارهُ
في كل هبة ريح
تكتبُ التجاعيد...وغدَ المحو
تكسرُ زهوَ الكثبان التي....
تبني أهرامات الحُلم
تلبسُ أحزاني
كلما أسْررتُ ما لا يُخط على الرّمل.
وما لا يُدفن...
في هشاشة الحنايا....
تنْهارُ حريرا
يُْشبه دمْع الخد
جراحات ظمأى، تزهرُ
ليس تنز دما.
٭٭٭٭٭
أمشي خلف آثار راحلة
أخبط بالظن
وعجمة الأضواء،
أتفقد أسمائي،
موشومة فوق صدر حبيبتي
لعلي..
ببداهة الحب..أصيب
ما تشرد من ظباء العمر.
بعضها في الركاب
بعضها يسري في الليل....
إلى مضارب أحبابي
بَعضُها كلّم الصمْت
ثم توارى في لج الحِجاب
بعضُها بعضي
يَشوبُ حالي
وهو الآن دليلي.
٭٭٭٭٭
هِي الصحراءُ
كتابُ رمْل بلغات الصََّمتِ
كلُ حرف أبْجدية
تنضحُ بالضْوء
والنداء.
هي الصحراءُ
كتابُ وصل...
يَشردُ فيه النهارُ
قيسَ حنينٍ
والليلُ يضرمُ أحْشاءه الصفراء.
كلُ كثيب، فصل إغواء
يُكوِِّمُ بوْح العمر
ويخصف من حرير الرمل
على سر البلاء.
٭٭٭٭٭
هي الصّحراءُ بيتي
بأزيز..
لا يوصد بابا
ولا يُعلي عتبات.
السماء سقفهُ
والأفقُ، نوافذ مُشرعة
على توجُس العين،
وشساعة الضفاف.
والذي يسكُنه...
أثرٌ من رُوح، تطيفُ
وخطى لمعابر أحلام عتيقات
في الجرح، تلوحُ
٭٭٭٭٭
أنا هُْنا بعرْض الصّحراء
أضرمُ أسراري
نار قرى
وأرقب هبوب الشعراء.
كلما أقلعت ريح
أو أوجع خطوي
رسمَ دار
تلفت إلى قلب...يقلب النبض
كتاب أحبة
يتلو سالف البوْح
والأشعار.
كمْ ألْأمُ مِن جُرح
أهْمِز مِن بَوصلة
رابضة في نبض القلب،
لأرسم وجهتي
على ورق الرمل الفسيح
إذ تقلبهُ الأهواء
وتجْري به ريحٌ شعثاءُ
إلى ما لا ينْتهي
من أمْصار التيهِ
وكثبان رغبة تنداحُ
دوائرَ من فحيح...؟
والبلادُ التي أتقصّى تفاصيلَها
في سِيرة الخطو
هي سرْب أحلام القطا،
وشدوُ ريشٍ
وسماءٌ مرصعة بنبْض نُجوم،
وجهاتٌ...
تفضي لنبع أيام
لا أفق لها.....
سوى ما تزركشه نظراتُ طفل
تركب صَهوة الشرود
ويكبو خلفها
شيخ طاعن في البرود.
بين يدي سيدي الغياب
أطوي جهات رحبة
لتشملني العينُ،
عين الصحراء الغميسية في الصحو
عين الصحراء التي..
يرف هُذبها
ويحجب محوي.
عينُ الصحراء لِباسي
من عَراء الوقت
عينُ الصحراء إيواني
وفِناء الصرح
ما تمّرد من كثبان....
أنِِ اكشفْ يا قلبُ
عن نبض فرحة
وادخلْ حنايا الرمل
كما أوّل خطو، تلقف انكسارَه..ذراعُ أمي
كما أوّل تيهٍ..
صوْب محجوب الحياة
بريش طفلٍ
وغِوايةِ عين.
إقرع نشيدَك في ليْل
بغير سُمَّار...
رجما بالظن،
يأتيك على وهج الحب
أحبابٌ، نـِدامٌ
ينسلون من هدأة الأسحار.
إلى مرزوكة، الحضن الوارف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى