الأربعاء ٢٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم إبراهيم أبو طالب

في رحم الليل

«1»
ساعةَ تَنْتَحِرُ الأشجان
في عُري الحزنِ
تتلاقح في العين كآباتٌ
تمضي حاملةً
قبساً من عبثٍ مَكْسُور
زفراتُ الشَّوْقِ تُلاحِقُها
والعينُ تُراقِصُها
وهي تسافرُ في الثوب المغرور
والليل مُهانٌ
في شارعِنا المشغولِ
وجوهٌ تتصارعُ
أنفاسٌ...
صخبٌ يَعْرَقُ
أضواءٌ ونجومٌ مثقلةٌ بـخـواء
يحجبها شفقٌ من شبقٍ مذهول
يُطْفِئُ في الليلِ مصابيحَ الإنسان
يَغْرَقُ في غمضةِ حُزنٍ
في عَضَّةِ جَفْنٍ
ويفيقُ على الشارعِ
يقذفُه في سيلِ الآهاتِ/ الدنيا
حوريةٌ تَلْهو
وتعودُ بشعرٍ غجريِّ
بقميصٍ مغرورٍ
تَلْبَسُ نَظَّارتَها الزرقاء
تُخْفِي عَنِّـي رغبتها
تَحْجُبُ ما أقرأُه
في العينينِ
وفي الشفتينِ
وفي النهدينِ المشبوهينِ
لوحاتٌ تعصفُ صارخةً
إني أحترقُ الآنَ...
وتقولُ بصوتٍ غجري:
سَأُفَرِّغُ ما أملكُ من ألمٍ
في طينِ رجولتك الحائر
يا مسكين
ارحمني
من قسوةِ نفسي
وأغثني مني
سَأَرُوْغُ إلى حُلُمي المتناثرِ
منذُ زمان
منذُ مكانٍ
يبحث عَنْك وعَنِّي
سأروغُ إلى جَسَدي المتطاير
عَلّيِ حينَ أُلَمْلِمُ ما يتبقى
ألمحُ شيئاً يهديني
أو بذرةَ ضوءٍ أُرْسِلُها
في رحمِ الليلِ المسكون..!
«1»

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى