الجمعة ١٠ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم أبو طالب

الشاعر حسن عبد الله الشرفي راوياً

فن السيرة الذاتية له الكثير من الصور والأشكال، ولعلّ كل كاتب يجسد صورا من حياته وتجاربه التي مر بها وعاشها بمختلف مراحلها في معظم أعماله –إن لم تكن جميعها- ولا يمكن للكاتب أن يكون موضوعيا مهما حاول ذلك، فالذات تلك الشاعرة المبدعة صانعة القول ومحركة الخيال وملهمة الحرف من علاماتها أنها تتشظى متوزعة كالروح في مفاصل كل الكتابات وجنبات كل الأنواع الأدبية شعريةً –كانت- أو روائية قصصية أو حتى مقالية فكرية، فلا شك أن مواقف من الحياة راسخة، ومعالم من التجارب الشخصية مؤثرة، وطرائف من المفارقات واضحة حين يجري القلم بالكتابة، فبوعي ولا وعي يستدعي المبدع المواقف من السيرة الذاتية التي كانت ذات أثر في وجدان الأديب، ومن هنا فلا غرابة أن نقول بأن الإنسان خلاصة ما يقرأ في الحياة من مكتوب /مقروء ومن ملموس معاش، يظهر كل ذلك ويتجلى في تجربته الإبداعية، فيميز ثراءها من عدمه، بل وعلى قدر تلك القراءات وعمق التجارب في المعيش بعين الذاكرة الدقيقة وحضور الماضي في الحاضر والمقروء في المكتوب في لحظة الكتابة يكون تميز المنتج الإبداعي وخلوده وتفرده.

ليس ببعيد عنا و لا مستغرب أن يكتب الروائي سيرته الذاتية، وظهورها عن عمد أو دون عمد في رواياته، بل المستغرب هو عدم فعله لذلك الأمر، فطه حسين الأديب عميد الأدب –مثلاً- نجده في (الأيام)، ومحمد شكري الأديب المغربي الكبير نجده في (الخبز الحافي)، وغيرهما كثير، ووجود أبطال يروون سيرتهم الذاتية بضمير الغائب أو حتى أنا المتحدث في هذه الروايات المعروفة والشهيرة أمرٌ متحقق مألوف، وقد يروي الأديب سيرته مجزءة في رواياته ومتفرقة هنا وهناك في بعض شخصيات تلك الروايات أو مواقف شخصياتها، كما نجد ذلك واضحا في "عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم، أو "موسم الهجرة للشمال" للطيب صالح وغيرها الكثير من الروايات، وقد يكون في تجربة الشعراء مثل ذلك بأن يكون خلاصة ديوان الشاعر ومجموعه هو ترجمة غير مباشرة لحياته، بما يُمكّن الدارس والقارئ من جمع تلك السيرة من خلال استقراء حياة الشاعر ومراحله من ثنايا شعره وثقافته وفلسفته في الحياة ونظرته للعالم وبخاصة مع الشاعر المجدد وغير التقليدي الذي تظهر عوالمه الخاصة بين سطور شعره ومنتجه المتمنّع عن البوح إلا بعد جهد من قارئه ودارسه، فيبدأ النص في تسليم مفاتيحه لمتأمل خيالاته المحلقة، ووجدانه المتشعب، ومداراته التجريبية، وما إلى ذلك ولكنها في مجموعها قد تضعنا -ولو بعد حين- أمام سيرة ذاتية أخرى لمبدعها، وإن كانت هذه السيرة –بلا شك- أكثر تعقيدا، وأبعد غورا في جهد المتابع الذي لا بد أن يكون على قدر من الخبرة والفطنة في القراءة لمتابعة مثل هذا المبدع المختلف.

ولكن ما يقودنا إلى ذكر ما سبق هو أنه من المتوفر وجود تلك التجارب من السيرية النثرية منها والشعرية في مجملها في تجارب الأدب ومنتج الأدباء ولكن القليل –وبخاصة لدى الشعراء- هو أن يعمد الشاعر إلى كتابة سيرته الذاتية شعراً، ويضمنها – عن قصدٍ- إحدى دواوينه الكبيرة والكثيرة ومن هذا القليل يأتي الشاعر الكبير حسن عبد الله الشرفي الذي يُعد صاحب تجربة شعرية ثرية وإنتاج كيفي وكمي غزير، منذ أن أصدر ديوانه الأول "من الغابة" عام 1978م، عن دار العودة ببيروت، مرورا بدواوينه التي تجاوزت العشرين ديواناً تقريباً، وقد جمع معظمها في أعماله الكاملة التي نيفت على التسعة مجلدات، فبعضها ذات موضوع واحد، كـ(ديوان الإمام، والبردوني، وبيروت، وعيون القصائد، والحمينيات، وغيرها) وبعضها الآخر موضوعها الشعر ولا سواه بعمقه وآفاقه الرحبة، وهي تجربة كبيرة لاقت اهتمام الباحثين برسائلهم للماجستير والدكتوراه ليس في اليمن وحده، بل وفي كثير من أقطارنا العربية كما لاقت اهتمام النقاد الكبار وأما المعجبين بشعره وقرّائه فأكثر من أن يحصوا، وأبعد من أن يروا، وما تزال بنات خرائده الشعرية وحوريات قصائده المكنونة بحاجة إلى همم الباحثين وجهد الدارسين ليروا أن بها ما لم يطمثهن أنسٌ قبلهم ولا جان، والهمة للسابقين، والجد والجديد في المدلجين إلى شعره البديع.

نقف في هذه القراءة عند واحد من دواوين شاعرنا الشرفي وهو المجلد الثامن (الصادر عن مركز عبادي)(#) وهو مدهش كمعظم شعره ولكن لعلّ ما استوقفنا فيه هو ما بدأنا الحديث عنه في مدخل البداية، وهي السيرة الذاتية للشاعر حسن عبد الله الشرفي، وتأتي هذه السيرة في التجربة الشرفية ذات قصدية تظهر ملامحها من مقدمة الشاعر لديوانه في قوله: " في البدء كان اللوح والقلم الحَلَّال، وكانت القصيدة بنشأتها الأولى في تلك الشعاب، وفي نشأتها الأولى في عشرها الأولى من الفجر، كيف لها أن تدري؟!.... تشكيلةٌ من الأحاسيس الملونة بحبات "الشدن" وريش العُقَب.. وبينها طفولة قلب عالق بجديلةِ إحداهن، هذه "الإحداهنَّ" كان وجهها كلّما لوحته شمس النهار في المرعى من كلّ يوم تحوّل إلى عجينة من الياقوت الرطب مطعّمة باللؤلؤ الراشح، عالم من اللغات المبهمة في المخيلة محمولة جواً على أجنحة الأسئلة، وكلها قاب نهدين أو أدنى من مراهقته المتربصة..."(#)

يا لهذه المقدمة المفعمة بالشعر رغم أسلوبها النثري إنه شاعر حتى النخاع هذا الحسن عبد الله الشرفي، نلاحظ من بداية تقديمه كيف يضعنا في جو السيرة التي يكتبها هنا نثرا وبإيجاز ويمضي في تحديد ملامحها ورسم خريطة ديوانه الذي سيكون مختلفاً عما سبقه من دواوين الشاعر لتميزه بكتابة هذه السيرة التي كان اللوح والقلم الحلّال فيها هما رفيقا القصيدة منذ البدء والنشأة الأولى المبكرة لشاعرية غزيرة متدفقة سترافقه أكثر من ستة عقود – بل وأكثر أطال الله في عمره-.

وللمكان حضوره ولنبضة القلب الأولى التي سببتها "إحداهن" فقدحت زناد الإحساس بالجمال، لكليهما وجوده من البدء حيث كانت الكلمة أولاً، في وجود الكون، "في البدء كانت الكلمة"، وكان اللوح والقلم الحلال أولاً في وجود شاعرية لن تكون بدونهما أي: (المكان، والملهمة) شيئاً مذكورا، ثم تأتي شقاوة البدايات البريئة، والمراهقة البازغة على جماليات الكون واكتشاف لذاته، ذلك الاكتشاف الذي ما يزال يرافق الشاعر مع كل نبضة شعر يُقْدِمُ عليها، ومع كل تجربة مع اللوح/الورقة والقلم بجمالهما الصادق في كتاباته المستمرة.

إذاً شاعرنا في نثره الشعري (المقدمة) وضعنا على عتبات مشروع الديوان وجوّه الفني بالدلالات النفسية والوجدانية، ثم ليس أصدق على تجربة السيرة من العنوان المعبر عن تجربة الحياة في مسمى مبتكر أطلقه الشاعر على كتابته هذه وهي كلمة (متن السيرة) وقد اختصرت الكثير من تجربة القول، فما سيرة الشاعر إلا المتن في كل تجربة شعرية، وما دونها هو الهامش المحيط بها، ولعله المتمم لها سواء كان موضحا لغامض أو مفسرا لتجربة نفسية، أو معلقاً على مظهر من مظاهر الحياة، أو متفاعلا مع إنسان مدحاً أو رثاء أو عتابا، إذاً فنحن الآن مباشرة إزاء المتن كما يريد شاعرنا أن نقرأه، وها هو ذا يضعنا في المتن مع تجربة صادقة كمن يطلعنا على سرٍّ أو يقف بنا على كنز مُدَّخرٍ لم يفتح صندوقه من قبل على كثير، بل إنه ربما أخرجه في هذا التوقيت ليدل على أنه يراجع فيما يراجع مدخرات عمر عذب، وخلاصة حياة يعتزُّ بها، وهو بروحه الشفافة وصداقته المتدفقة يدعونا ليطلعنا على ما اكتنزه طوال مشوار طويل ويبوح لنا بمعزوفة عذبة تدلّ على عرض لعازف ماهر خَبِرَ القولَ وخبره، وأجاد البيان وأتقنه، وها هو ذا يدهش ويسحر، ويقول هذا أنا وهذا متن العمر، فلنستمع إلى هذا الحكّاء الراوي الذي يستخدم أسلوب الـ (فلاش باك) كما يطلق عليه السرديون ونقادهم لكي يحكي للقارئ حكاية ستين عاما يعود فيها إلى الوراء وإلى البدايات من لحظة الآن (الحاضر) في أسلوب ندر استخدامه في الشعر –بهذه الطريقة – إلا قليلا، وهذه خاصية من خصيصات الشاعر الشرفي:

ستون من تعب الأرقام في عمري
ما كنت فيها محيطاتي ولا جزري
بدأتها غير مشغول بغير فمي
ومعدتي وبما في البيت من ضَجَرِ
في قرية من قرى الحرمان تأكلها
مباغتات عروق الماء والجدري
للجوع والعري ممساها ومصبحها
وللجراد وبخل السحب بالمطرِ
لا الناس فيها من الدنيا فتعرفهم
وإن بدوا في الأسامي من بني البشر(#)

إنها بداية سردية واضحة بتحديد الزمان والمكان، وكأنما نحن أمام حكاية مطلعها "كان يا ما كان" قبل ستين تعبا، ولاحظ عبارة (ستون من تعب الأرقام) كيف حُمّلتْ بصورة دلالية جديدة الابتكار مختزلة للكثير من التفاصيل التي ستأتي حول قرية الحرمان، وحول حياة الشاعر ذاته في تعبها ونضالها الحياتي، ثم هذا الوصف الشارح لخلفية الظروف التي رافقت بدايات النشأة في زمن الجدري، وعروق الماء وهما المرضان المتفشيان في ذلك الزمن، واللذان أصابا حياة اليمنيين في العقد الرابع من القرن العشرين، وتأتي العبارات واضحة ومعرية للحياة في ذلك التوقيت الذي سيطر فيه العري والجوع مدعوما بآفتي الجراد والجفاف، مما آحال الناس إلى شيء غير البشر، وما لهم من عالم البشر سوى الأسامي، ثم يمضي بنا الشاعر حاكيا تفاصيل أكثر لسيرة ذاتية بائسة المطلع والمبتدأ، وقد أثار فينا سؤال الدهشة الحكائية في (وماذا بعد؟!):

وحين قالوا: بلغت السبع، مطّ أبي
أذني لأقرأ في لوحٍ من الحجرِ
اقرأْ هنا أبجديات معذبة
وما بصوتي سوى المخبوء من قدري
وحين أبدأُ (إنكس إن) برهبتها
أهزُّ رأسي، ورأسي أصهب الشعر
وفي عيوني ازرقاق الغيم مكتنزاً
بدندنات الورود البيض في السحر
لقد كبرتُ إذن لكنَّ سوط أبي
إذا تلعثمتُ يبقيني على حذر(#)

بلوغ السبع من العمر هو بدء سن التعليم وفق ثقافتنا الإسلامية الموروثة (علموهم لسبع) أي الصلاة والفرائض، وكذا يحيل إلى قول النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- "سبع تلاعبه، وسبع تؤدبه، وسبع تصاحبه" أو ما معناه، فالسبع الثانية هي سبع التعليم والتأديب، ولكنها هنا مقرونة بمط الأب للأذن، وهي تحيل إلى أسلوب التربية الريفية العامة في اليمن في تلك الفترة كعادة زجر عند الآباء قديما، ثم تأتي الإحالات النفسية والوجدانية المستقرة في ذهن الشاعر بأدوات التعليم وطرائقه: كلوح الحجر، والأبجديات التي تبدو مُعَذّبةً للطفل –وهنا صعوبة البدايات-، ثم "إنكس ان" وهي مرحلة التهجي التي تلحق بمعرفة الأبجدية (الألفباء) حيثُ ينتقل الطفل إلى جمع الحروف في كلمات مُشكّلة تمهيدا لحفظ القرآن الكريم مُشَكّلاً بحركاته وسكونه.

هكذا تبدو هذه الأبيات القليلة اختزانا لتجربة جيل كامل، واختزالا لمرحلة عمرية من حياة الشاعر التي هي بلا شك حياة مرحلة تعليمية وثقافية عامة في مجتمع اليمن في ذلك الزمان من القرن العشرين، وقد أوجزها الشاعر في هذه العُجالة الذكية، والشعر اختزالٌ وتكثيفٌ، ولعل أبلغه ما كان هكذا قائماً على الإيحاء والرمز أكثر من التفصيل، وأجمل اختصار للزمن هو في قوله: "لقد كبرت إذن" هكذا يسرقنا الزمن ويباغتنا، وهو مصحوب بشعور المعرفة التي تحققت بعد التهجية ( إنكس أن)، ولكن تظل سلطة الأب وهيبته الرهيبة واضحة، وطعمها لم يفارق لسان هذا الشاعر البليغ رغم أنه غدا أكثر الناس فصاحة وبيانا، إنما التلعثم أمام سوط الأب ما يزال ماثلا، ولعلّ سببه هو العادة التربوية البسيطة المصحوبة بالشدة المطلوبة وهي شدة حنان وأمل في أخذ الكتاب بقوة وجدية، فالسوط الذي قد يحيل أيضا إلى مط الأذن كلاهما ما زالا ماثلين في وعي الشاعر كعلامة هيبة ولازمة تربية كانت عادة وتقليدا في كل أسرة يمنية سواء كانت تعيش في الريف أو تقطن في المدينة.

هذا الأسلوب الحكائي يحيلنا إلى جماليات السرد وفتنة الحكاية المتمثلة في طلب الزيادة فماذا بعد؟!، ولعل الشاعر قد أدرك سؤالنا فمضى يقول:

وأدخل المكتب العاري كخاصرتي
والزهو يلمعُ في سمعي وفي بصري

والمكتب هو مكان التعليم الجديد بعد ما تعلّم الطفل/الشاعر الأبجديات، وفي المكتب ستبدأ مرحلة تعليمية أرقى وأكبر تدعو إلى الزهو في السمع والبصر -منافذ التعليم الشاهدة الواعية- وقد حقق هذا التقدم، ولكن ما صفات هذا المكتب؟ إنه عارٍ، وليس وحده من يفتقد إلى تطور الحياة بحسب الرؤية الذهنية المتطورة لدى الشاعر، وهي رؤية لاحقة بعد أن عرف التطور أما حينها فهي مألوفة وغير مستغربة لا كراسي، لا بلاط، ولا طلاء، ولا أثاث للمكتب. وما أبلغ تماهي المكان بالإنسان وتداخلهما فالعري لم يكن للمكان وحده بل انسحب إلى الخاصرة، وكشفها أيضا فكلاهما عار، وكأنما هما ذات واحدة، ثم يمضي الشاعر في رسم صورة فوتوغرافية لهذا الطالب ومحيطه في هذه المرحلة العمرية وكأنما نحن أمام شريط سينمائي وثائقي، يستخدم فيه الشاعر تقنية التصوير (بعين الطائر) كما يصفه السرديون:

ثوبي إلى ركبتي، رأسي بكوفية
شعثاء، عيناي ما أخفيه من خبري
ووجه "سَيِّدِنا" يرخي مهابتهُ
بداخلي فأراه لاذع النظر
انهضْ، وقامته القرعاء تسألني
من أنت؟، إني أنا في لافت القِصَرِ
ما كان سيدنا فظاً، وإن برزتْ
عصاهُ في الركن كالصمصامة الذَّكرِ (#)

هنا يبدو السرد واضحا يتخلله الحوار وكلاهما من خواص الحكاية وعناصرها، لذا فنحن أمام قصة حياة تبدأ منذ الطفولة، ولكنها تصاغ شعرا بلغة متمكنة مكثفة بأسلوب فيه الكثير من تداخل الأنواع الأدبية بحيث تبدو الحكاية في ثوب القصيدة مع إيجاز شديد هو من خواص الشعر وممكناته، ليحكي لنا الشاعر/الراوي فترة من حياته يؤرخ لها في نهاية هذا المقطع من المتن بتحديد الزمان والمكان هكذا (الشاهل-المفتاح 1944- 1951م).

ثم ينتقل بوزن وقافية مختلفين مع بدء الترقيم لفصل جديد بالرقم (2) وهي خاصية تجديدية سردية غالباً، وشعرية أحيانا، وهنا يضع عنوان (المعلامة) وهذا العنوان هو الوحيد بعد العنوان الرئيسي (متن السيرة) الذي مرّ بنا في البداية، ثم سيسرد لنا الشاعر الكثير من الأحداث في هذا المتن السيري المليء بمواقف الحياة مع الناس ليصل أحيانا إلى خلاصات معرفية ووجدانية على قدر كبير من الأهمية والدقة التوصيفية، يعرضها في عشرين فصلا –إن جاز التوصيف- هي مجموع فصول المتن الروائي الشعري المتنوع أوزانا وقوافيَ باختلاف المرحلة، وهذه الفصول الشعرية من حيث الشكل تتنوع بين قصيدة عمودية -وهي الأكثر- وقصيدة تفعيلة –اثنتلن فقط-، ولا ينسى الشاعر اثبات التاريخ في نهاية كل فصل من فصول هذه السيرة الشعرية.

ومن الملاحظ أن البناء الأساس لهذه السيرة بمتنها المتعدد يظهر في تيمة المكان، والمكان كما يرى النقاد: "مدلولٌ يتمثل في أن لكلّ حدث يقع في وقت ما مجالاً لا بد أن يجري فيه، وهذا المجال الذي تكثر تسميته مكانا لا يظهر في الرواية أو القصة ظهوراً عشوائياً، وإنما يتم اختياره بعناية، وله دوره في إضفاء الصنعة المتقنة على النصّ"(#) وهو مفتاح مهم عند الولوج إلى عالم القصيدة الشرفية، حيث يظهر المكان بخصوصيته الطاغية وتأثيره النفسي على الشاعر واضحا، ويبرع الشاعر في وصفه كما هي خاصية السرد تماماً، والسارد ذكي بطبعه متأمل لَمَّاح يلتقط توصيفات المكان، وما كان للسرد (روائيا أو قصصيا) أن يحقق وجوده لولا المكان وأثره وتأمله وإيحاءاته كأفق واسع، ووعاء سردي، ومن هنا ندرك علامة أخرى في سرد الشاعر لسيرته وهي تأكيده على المكان، وها هو ذا ينبئ عن قدرات مكتشف ماهر لا ينسى لذة الدهشة الأولى في تعامله وحضوره داخل المكان، فكأنما هو إنسان يتعرف عليه، يحاوره، يترك أثره في نفسه، ابتداء بالمعلامة:

أين أنت الآن؟ قالت شرفةٌ
باتجاه الشمس إني في "الجبيل"
المجارين بها شابعةٌ
والمزاريب تغني "لسهيل"
وأنا أدري بأني معها
جئتُ كابن الجهم في نهر "دُجيل"
غير أني بعد حين قادمٌ
سوف أدري أنه "وادي نزيل"(#)

إنها عناصر سردية تظهر كجواب على سؤال: "أين أنت الآن" ثم نجد حضور المكان: (الجبيل) بما يحتويه من المجارين، والمزاريب –الممتلئة والتي عبر عنها بشابعة-، ووادي نزيل، وحتى المكان البعيد من التراث العربي نراه حاضرا في وجدان الشاعر المثقف – نهر دُجيل- من خلال عيني الشاعر الطفل، وفيها نبوءة المعتدّ بذاته والمدرك أنه مختلف ليس كالآخرين من أقرانه نزلاء الحرف وصعوبته في البدايات، وكذا المعلامة بصعوبتها وعقبتها في نظرهم، ولكنه على العكس من ذلك يحب العلم وتحصيله، وهاهو حين يبلغ العشر من عمره يعد نفسه للتشبه بالأعلام الكبار في تاريخ الأمة من العلماء والأدباء بما يمتلكه من حفظ للمصحف الشريف:

قلتُ للعشر التي ودّعتها
هاأنا مثل الفقيه "ابن عجيل"
قد حفظتُ المصحف الغالي ولا
بدَّ أن أحذو حذو "ابن طُفيل"
عالمًا أصبحتُ في "معلامتي"
أحفظ النهج، وأدري مَنْ "كُميل"(#)

ولكنه كغيره من أبناء ريفنا الواسع حين يشتدّ عوده، ويقوى عموده وقد أخذ من العلم نصيباً كافياً- ولو حتى في نظر الأهل- عليه أن يبدأ بالإحساس بحاجتهم، ويسهم في المساعدة في شؤون الحياة، وليس إلا الرعي الذي يعد سبيل المشاركة، وإن كان لا يرغب فيه، وسيأتيه عنوة، ولكنها ظروف العيش التي كان قد مهد للحديث عنها من قبل وشكا حالها، من خلال سؤاله الوجودي المقلق لوالديه، وهو السؤال المعبر عن ضيق ذات اليد:

وأنا أسأل أمي وأبي

قلةٌ في الرزق، أم قلة حيل؟!

وحين لا يأتيه الجواب الشافي واضحا، يأتيه الأمر بالرعي مرغماً له دون رغبة فيه، ولكنه المتطلع المحب للمكان والمتأمل لبراءته ودهشته سيجد فيه لذة المسعى، وكأنما هو بروحه المعطاء سيسيل حبا يروي الحقول، وينبت الحياة فيما يمر به وعليه:

لكنه المرعى أتاني عنوةً
فأنا بعض صعاليك "هُذيل"
سيداتي سادتي هذا أنا
ومعي "هوشي" وغيلي أيّ غيل!
إن يكن أفق حياتي مجدباً
فبنفسي للتجلي ألف سيل(#)

هكذا يكون الشاعر المتطلع وهو في خطابه بـ"سيداتي سادتي" كأنما يضعنا من جديد في خاصية السرد الحكائية أمام مسرح متخيل يحكي فيه سيرة شاعر من طفولته حتى الصبا.

ثم يأتي الشباب بإحساساته ومغامراته البريئة المبكرة، مع رصد للنبضة الاولى لقلبٍ خال يحسب كلّ نبضة هي الحب الذي لا حبَّ بعده.

وللصبوات في المرعى شعابٌ
مراهقة كموال الصبايا
أهشُّ بها إلى بصري وسمعي
وألقي في نزاغتها عصايا(#)

ما أجمل توصيف مفردة (نزاغتها) المنقوعة بروح الريف، ودلالات ظلالها اللهجية الشقية البريئة، ثم هو فوق ذلك كله يبرهن عن قارئ مطّلع في استدعاء الموروث والتناص معه من خلال كلمتي:"أهش، وعصايا" ولكنه يوظفهما في غير ما جاء به النص الأول، وهو القرآن الكريم :وَمَا تِلْكَ بِيَمِيْنكَ يَا مُوسَى، قَالَ هِيَ عَصايَ أَتَوكَّأُ عَليْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَليْ فيْهَا مَآربُ أُخْرَى(#)، وإن كان الجامع للدلالتين هو المرعى والغنم، وهما اللذان اشتغل بعالمهما الأنبياء ليعلمهم الله الصبر والقيادة، إذاً فهل موسانا يناجي الحب ويهش بعصاه في واديه المقدس طائشات الدرايا اللائي يستعجلن الحبَّ في زنابقه ولمّا تستوي؟!:

وقلبي ما يزال بغير قلبٍ
وهنَّ أشفُّ من ضحك المرايا
وما في دندنات البوح إلا
صغير الحسّ مرتبك النوايا#

لم يعترف بحبه لعامٍ ونصف، وهو يكتّمُ حباً قد برى جسمه الصغير، ثم تأتي لحظة المكاشفة والندم على فوات الأوان –ولا أدري أي فوات هذا في العقد الأول من العمر؟!- ولِمَ لَمْ يخبرْ من يحب؟ وهو يبكي ما فات بكاء عصفور حبيس محاوراً من يهوى في مقام العتاب يقول:

لماذا لم تقل لي قبل هذا
وقلبي منك ملتهب الحشايا ؟!
بكيت بكاء عصفور حبيس
وودعت التحافة والتحايا (#)

هنا نهاية فصل سابق مؤرخ بـ (المفتاح من 1952 إلى 1957م) ليبدأ الشاعر السارد الحديث عن فصل جديد من تطور حياته مع العلم وتحوله بمناهج علمية ومتون التعليم في عصره كسبل السلام، وكتاب الأزهار، والغيث المدرار، ويلتقي بسيبويه ونحوه وصرفه، وكل متون العلم التي تقترن بمتون متاعب الشاعر، وما أعذب هذه المزاوجة والتماس بينهما التي ستلخصُ تجربةً شاعرية موجزة بسؤال المتعلم للمتعلم زميله وللعالم أستاذه، ويأتي الجواب:

ماذا قرأتَ ؟! قرأتُ متن متاعبي
وحفظتُ شرح السائد المنهار
ويدور همسٌ في المكان مبشراً
بغدٍ بديع العزف والأوتار (#)

وكما نلاحظ عودة المكان وسيطرته، ولكن إلى أي مكان الآن، وما هي المرحلة ؟ وأين طموح النظرة البعيدة ؟ إنها صنعاء:

وتجول صنعاء السؤال بخاطري
ويكون غمدان المتاعب جاري

ولا شك أن هاجس المكان يرتبط بالمتاعب، ولكن هيهات أن تكون عائقا أمام همة الشاعر وطموحه التواق، فلا بد من صنعاء، غاية كل ذي همة:

وهتفت يا صنعاء أنت محجتي
ويخيفني ما فيك من أسرارِ
صنعاء حتى هبّ ماردها معي
سنتان من عزم ومن إصرار (#)

فريدٌ هذا التماهي مع المكان، ومع الأحداث، فمارد صنعاء، والمقصود به مارد الثورة كناية عن قيام ثورة 26 سبتمبر التي شُبّهت بالمارد الذي خرج من قمقمه معلناً نهاية عهد وبداية عهدٍ جديد، يهبّ مع مارد آخر يتدفق من أعماق الشاعر، ويستخدم الشاعر الزمن كخلفية ذكية لرسم الأحداث التي عاشها، بما يعتمل داخل المكان من أحداث تلتقط من زاوية رؤية الشاعر، وتطوى المرحلة في صفحة الشاعر مؤرخة بـ (1958م إلى 1962م).

في الفصل الثاني سيلخص لنا الشاعر ثمان سنوات من عمره هي ما بين (1963م-1970م) ماذا جرى له فيها ؟، و كيف يتأملها ؟ وما هو أثرها النفسي والمعيشي على حياته؟، وهي مليئة بالرؤى والتأملات الخاصة والعامة ولا أظن أحداً من الأدباء ورجال الفكر قد شخصها بهذا الوصف المتميز النابض ذكاءً و معرفة في مرحلة حرجة من حياة اليمن.

مع من أكون ؟ هنا مزايدةٌ
قبليّةٌ وهنالك الذَّهبُ
سبتمبر ما عاد من أحد
يُرجى، وكل رجاله ذهبوا
وأتى عفاريت الريال كما
يأتي الجرادُ، ويطفح الجربُ
وبقريتي الأولى سكنتُ إلى
نفسي وفيها القاتُ والعنبُ(#)

إنه قرار الاعتزال وقت الاضطرابات السياسية، ولزوم البيت في الوقت الذي لا يجد المرءُ ذاته ونفسه، وهنالك وجد القات مهرباً وعبّر بالعنب مذاقاً للحياة، وفيهما دلالة الرضا بالقليل والوئام مع النفس، ولا ينسى وهو البارع في الحكي أن يخبرنا أنه اشتغل بمهارات ومهن مختلفة، فقد غدا فلاحاً، وطبيباً، وخياطاً، وغيرها، وهو بكل ذلك إنما يريد أن يكون إنساناً بكل معنى الكلمة، بل ولعله أكثر من ذلك قد تماهى مع البيئة وغدا سنبلة في واحات الحياة وهو في جميع ذلك إنما هو مجربٌ ماهر، ومتنقلٌ مكتشف يصنع ذاته ويقوّي أدواته التي يأخذها من ميدان الحياة ومن تأملات أعمالها وإنسانها، ففي حين كان الناس ينشغلون بالحرب كان ينشغل بالحياة وبالناس، وبالسلم مع نفسه ومع الآخرين، ولكنّه لم يكن منفصلاً عن واقعه بل كان متأملاً متابعاً حتى تنتهي هذه المرحلة والضائقة ويعود الناس إلى صوابهم وتعود لصنعاء عافيتها.

سبعٌ يقول الناس: كيف أتت ؟
وأنا أقول علام نحترب ؟
في السجن ثورتنا ودولتنا
والشعب خلف جداره لُعبُ

إنه أبلغ توصيف لما حدث، وأرق تعبير في أوجز بيت يختصر الكثير من المذكرات والكتابات التاريخية التي أجتهد فيها الكثير ممن كتب عن الثورة وأرّخ أحداثها، فالثورة والدولة في السجن والشعب خلف الجدار ليسوا سوى لعب للآخر المُعادي، تلخيص موفق وتشبيه غير مسبوق، ثم تنتصر صنعاء وبانتصارها تعود الحياة لليمن كما يعود الأمل للشاعر، وتنتعش الذاكرة لديه، ويتدفق الأدب.

وتقول صنعا للحصار أنا
أقوى وخاب الذيلُ والذَّنَبُ
وتعيد لي صنعاء ذاكرتي
معها فأدري ما هو الأدبُ.
(من عام 1963م إلى 1970م)

ثم يأتي أهم فصل في حياة الشعر، وهو تدفقه ونبوغه في حياة السارد للحكاية؛ حيث تبدأ مرحلة الشعر "قل هو الشعر

فأدخل مدائنه
بالسلام على أهله
إنكَ الآن في الزيدية" (#).

وهذه من أخصب مراحل الشاعر النفسية وفيها الغناء، (وا طائر امغرب) التي حلقتْ بعيداً في الآفاق بصوت "أيوب طارش"، وأعلنت نبوغاً وشاعرية لدى شاعرنا، وما كان من تجليها هو أكثر؛ حيث غدا الشعر سدرة المنتهى وجنة الشاعر عند بابه، وقد تحقق ودخل هذا الميدان وتقلب في جناته الوارفة.

وفي هذه المرحلة تمضي حياة الشاعر في تنقله خلال المكان ما بين الزيدية، والمفتاح، والعوجاء، وجلسات القات وأسرار المحاجن في حقول المحابشة، وكحلان الشرف، وأفلح اليمن، وقد استمرت عشرين عاماً (من عام 1974- 1993م) وعلى الرغم من طول الفترة في عقدين إلا أن الشاعر لم يفرد لها إلا فصلين من قصائده هما: الـ (7) و(8). ثم ماذا بعد أيها الراوي؟

ثم تأتي بخصبها صنعاءُ
ولصنعاء قصة عصماءُ
في تفاصيلها العذارى محبٌ
قلبه والنسيمُ فيها سواءُ(#).

ويمضي شاعرنا الشرفي في حديثه عن مواجيد صنعاء، وأشجانها وحكايته مع حواء فيها، وكيف كان يدري كيف يغزي الفضاء قبل خمسين عاماً، وها هو الشعر رفيقهُ وجناحه، والحياة تمضي معه بعسرها ويسرها، ولكنه ذلك الشامخ عزيز النفس:

ملء نفسي أنا وعزة نفسي
ورفاق قلوبهم بيضاء
ثم ستون ما رآها صباح
تتشكي ولا رءاها مساء
قل لهم إنني هنا عامريٌّ
قلبه كله كؤُوس ملاءُ (#)

إنه الحب المتدفق والقلب النابض المليء بكؤوس التصميم والإصرار والحيوية وليس للستين سوى الأرقام، فالنفس شابةٌ مليئة بالحياة، والشباب المتطلع. ولعلّ هذا الاختزال في الزمن دليل ثبات في الظروف وفي العيش مع اقتناع بما حققته الذات في صنعاء، ومعها من حضور وشعر وحياة هانئة وليس أدل عليه من هذا التوقيع التالي المعبر في نهاية المقطع (صنعاء من 20 أغسطس 1993م إلى 2007م ).

ولكنه فيما سيأتي من فصول سيقوم بنوع من الاسترجاع للحديث عن أشجان إنسانية، ومواقف اجتماعية تظل فيها صنعاء مُجاورةً منافستها القرية في وجدان الشاعر، وهو يتحدث ويروي عن يوميات ظريفة في صنعاء ترتبط بحياة الشاعر مع الأصدقاء والأحداث وفرن الكدم الطازج، وشقاوة النظر وإحساس الحب والرغبة فيه، كما تبدو تنقلات الشاعر داخل حارات صنعاء القديمة وأروقتها وسوقها العتيق، تراقبه في وجدانه قانصات الطرف والقلب الأخضر النابض بالحب والجمال والشعر بحبره الملون.

ثم تأتي نهاية هذه الرواية الشعرية السيرية وفيها قدر كبير من الحكمة في خلاصات السرد، ولعل ما يدهش فيها هو ما ذهبنا إليه بدايةً في أن المكان هو الموضوع الرئيسي والتيمة المهيمنة في عمل الشاعر، يظهر ذلك في عموم القصيدة/الرواية التي بلغت (408) بيتاً وسطرا شعريا، وفي عشرين فصلاً. إضافة إلى تأكيده بمفردة المكان نفسها التي توجّه السرد توجيها ذهنيا وفنيا واضحا:

إذا أنت واجهت المكان بحجمه
فلا شيء مما في الحكايات يمنعك
وإن أنت قابلت الزمان بثوبه
صنعت به ما راح في الناس يصنعك #

خلاصة من الشعر الواضح البناء والخبرة العالية الأداء بعنصري السرد اللذين وصلنا بهما مع الشاعر إلى هذا الختام، وهما: المكان –وهو الغالب-، والزمان، وواضحٌ مقصد الشاعر من خلال قوله عن الحكايات التي مرت بنا، والتي تظل حاضرة ثابتة في وجدان الشاعر وحياته، ثم تظهر هذه الثقة بالنفس كوصية لكل طالب حكمة، وخلاصة لكل مدرك راغب في المعرفة، واستطلاع تجارب الناس تبرز في قول الشاعر السارد ذي الحكمة البالغة.

بنفسك كن، حتى ولو لم تكن بها
سواك، لتدري حينها كيف ترفعك (#)

يا لله ما أعظم هذه النفس التي تُذكّر بنفوس العظماء الكبار الذين لم يحقق لهم الخلود سوى هذه النفس الرافعة لصاحبها، وهو في ختام سيرته يؤكد على صنعاء الحبيبة التي هي في وجدانه ديوان شعر عذب، ويقول لها ما لا يقول لغيرها، وها هو ذا يضع توقيع الختام كناصح غير خداع –وحاشاه من الخداع- وهو ذو النفس الأبية الشفافة، منصرفاً في الختام بلياقة وذوقٍ رفيعين، ولكنه في انصرافه لا ينسى أن يخاطب معشوقته صنعاء (المكان، والإنسان) مؤكدا حبه لها، وإن كانت فصول الحكاية لم تطوَ بعدُ وفي جراب راويها الكثير من العجائب والمدهشات.

وعندي لصنعاء الحبيبة قُبلةٌ
وديوان شعر ما درى أين مطلعك؟
أقول لها ما لا يقال لغيرها
من الحب واسألها، وإن سال مدمعك
يقولون لي ما قلته لك، والمدى
طويلٌ، وما مثلي بما قال يخدعك (#).

إنها خبرة حياة ثرية، وتجربة شعرٍ متدفقة، قلّ أن تجد في تجارب الشعر مثيلها لشاعرٍ تفخر به اليمن، وتعتزّ بشاعريته المحلقة وعطائه الثري، لقد غدا حسن عبد الله الشرفي مدرسةً شعريةً يشار إليها بالإعجاب، وتوضع تاجاً على هامات البيان الساحر، وهي جديرة بالخلود لأنها ثبّتتْ نفسها في الشعر اليمني المعاصر كأجمل ما يكون الثبات، وأعرق ما تكون الشاعرية الصادقة كيفاً وكماً وجمالا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى