الأحد ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم جميلة طلباوي

في مفترق الفرح

عندما التقينا في مفترق الفرح،تحسّست البرد في صوتك المتناهي في الألم حتى انتصبت الدموع أشواكا في محجري و ارتعشت الكلمات وأنت
تردّدها على مسمع روحي التي اخترقها البرق و زعزعها الرعد فأمطرت، انتبهت لضحكتي التي جاءت على عجل لانتشالنا من رجفة الذكرى التي تزلزل لحظتنا هذه و تقبر الحلم في زاوية ما من الحياة.

ارتميتَ على وردة في ذاكرتك و تمرّغتَ طويلا في رحيقها ليشفى قلبك،ثمّ أدرتَ لي ظهرك و أنت تنظر إلى المدى الأزرق المستحمّ في رذاذ البحر..لكنّ عينيك اخترقتا قفاك و وقفتا تختلسان النّظر لروحي التي صرخت معلنة انبلاج فجر ابتسامة حاولت إخفاءها عنّي، لماذا تقصّ كلّ فرح اللّحظة و لا تلتفت لتفرغ كلّ الكلام في حلقي، قلتها الآن:

 لماذا تخافين السفر، انّه كالقدر لقد جئت لاصطحابكما معي أنت و ابننا سامي، يجب أن تغيري نظرتك للهجرة، حين نقطع البحر لا يعني ذلك أنّنا قطعنا كلّ صلة لنا بالوطن.

دمعتي وحدها استطاعت أن تجيبك، حاولت إسكاتها بضمّي إليك لأتحوّل إلى قطعة خشبية تضيفها إلى متاعك و تقلع بعيدا عن الوطن.

لكنّني نصفك الآخر من لحم و دم..انطلقت من نقطة متعبة في صدرك لأجري على الشاطئ، أدور في مكاني، أراقص الهواء، أستعرض فستاني، أٌنظر إليه انّه من عسجد و زمرّد و شعري هذا الطويل وشاح من سندس اللّيل و هذا الذي فوقه تاج من لؤلؤ و مرجان، و هذه في يدي سلّة وضعتُ فيها الكرز و الفراولة و الكثير من الفرح..قامتي هذه من نور ألا تشدّك إلي، ألا يسكرك عطري الباريسي؟

كنت أراقص الهواء و أنت واجم كأبي الهول تفصلني عنك حضارات و يتقهقر التاريخ..وحده فستاني أدرك قرب انفجار البركان داخلي، فشدّ حذائي الكريستالي ليوقف رقصي و أتهاوى على شاطئ الرّمل الأبيض.

انحناؤك لتشدّني و ترفع قامتي إليك لم يكن ضعفا و لم يكن حبّا كان وقفة في مفترق لحظة، لك البحر و لي هذا الشاطئ من رمل.

و لم أصح إلا على صوت المنبّه لأجد نفسي على سرير آخر في بلد آخر خلف البحر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى