الأربعاء ٤ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم بسام الطعان

قصيدة النثر.. ما لها وما عليها

ما رأيك بقصيدة النثر.. كيف تصفها.. تصفينها.. ماذا قدمت قصيدة النثر للشعر.. هل تنتمي إلى الشعر لغويا وفكريا وايقاعيا.. هل تعتبر طاقة شعرية هائلة ومختلفة.. لماذا الكثير من النقاد لا يعترفون بقصيدة النثر.. أسئلة طرحناها على عدد من الشعراء والشاعرات فكانت هذه الإجابات المختلفة:

يحيى السماوي ـ شاعر من العراق
 العيب ليس في قصيدة النثر يا صديقي... إنما في الطارئين على قصيدة النثر ممن لا يعرفون الفرق بين ميزان الشعروميزان الشعير أوبين الصورة الشعرية والهذيان... العيب في أولئك الطارئين على اللغة ممن توهّموا أن تفجير اللغة يعني هدم ثوابتها النحوية والبلاغية، وأن الحداثة تعني الهلوسة والغموض المفضي إلى المتاهة.

سمارة غازي ـ شاعرة من العراق
 سأجيب على السؤال مستفهمة برد:
لغوياً: من قال إن الشعر مقيد بلغة معينه وأسلوب خاص الشعر هوروح تسير على أرض القصيدة في كل يوم ترتدي ثوباً جديداً أن لم يكن كذلك فأين الجمال حين تكون ثيابنا داخل إطار لون واحد

فكرياً: الأفكار أن كتبت بقصيدة نثر أوعمودي فهي من مصدر واحد خيال لامع خلف ستائره شاعر فراشاته تنبض
إيقاعيا: إن لم يكن الشعر إلا خيال فأن كبلنا الإيقاع بخلاخل من زمرد فأين الخيال

فاطمة الشيدي ـ شاعرة من عُمان
 قصيدة النثر ليست بحاجة لشهادتي بعد هذا المد، وكل هذه الأصوات المائزة، لكنني يمكنني أن أقول لك إنني أكتبها بحب.

ميلود حميدة ـ شاعر من الجزائر
 النص الشعري النثري قيمة أدبية عالية، والكتابة في حقولها ليست بالأمر الهين، ويعتقد الكثير أن الكتابة بذلك الشكل لا تشكل نصا شعريا يؤثر في نفس المتلقي لكن الواقع أن له قارئه المتميز، والنص النثري فعلا قد فرض أجواءه لأن هناك من يبحث عن هذا الشكل ويتلقاه.. ولا أقول أن النص النثري سيقتل النصوص التي سبقته ولكن الأدب الجيد هوالذي سيبقى.

جهاد الجزائري ـ شاعرة من الجزائر
 لا يمكن لأي احد أن ينكر ما وصلت إليه قصيدة النثر من قوة وانتشار أثبتت نفسها كنوع مميز قادر على التجديد والتجدد والتأقلم مع متغيرات العصر ولا يمكن أن ننكر دورها في تطور الشعر العربي، القصيدة النثرية أمدت الشعر العربي بروح جديدة ونظرة مستقبلية استشرفت مقومات تجديدية على مستوى الفكر المضمون والموضوع واللغة والمفردات جعلت الشعر أكثر متعة وجمالا وعطاءا واستيعابا لمجريات وإيقاع الحياة السريعة، قصيدة النثر استطاعت مجاراة إيقاع العصر وسرعة التطورات على جميع المستويات لم يعد الشعر محصورا في قصيدة غزل اومدح أورثاء، الشعر أصبح اليوم أهم أدوات العصر فهوأداة للتغيير والنضال وقد سجلت فترة الثمانينات وأواخر التسعينات التطور الكبير للقصيدة النثرية وخروجها عن المفهوم النمطي للشعر عن الأدب والسياسة والفن ومنحه القدرة على التأقلم مع معطيات العصر والحياة الجديدة والغريبة، هنا اذكر تجربة محمود درويش في القصيدة النثرية الرائعة والرائدة ليس على مستوى تجربته كشاعر وكانسان فقط لكن كمناضل أيضا محمود قدم بشعره لفلسطين أكثر مما قدمه لها الثوار والسياسيون والحكام.

لطيفة الشابي ـ شاعرة من تونس
 إلى زمن غير بعيد كان مجرد التفكير في الخروج على النمط العمودي للقصيدة كفرا أدبيا وها أصبح الشعر الحر طاغيا إلى حد كبير فالعالم كائن حي متحرك ومتغير وليست به حقائق ثابتة والأدب ككل المجالات يؤثر ويتأثر لا فقط بالموروث بل وأيضا بآداب الأمم الأخرى وبنفس المنطق لا زال الشعر النثري يلاقي العداء من الكثيرين، لكني اجزم بأن القادم سيفرضه على الساحة الأدبية على نحوما حدث مع الشعر الحر. هذا ولا يجب أن نحمل الشعر النثري مسؤولية نفور القارئ لأن للأمر أسباب أخرى أتينا على البعض منها.

نارين عمر ـ شاعرة من سورية
 أرى أنّ هذه المقالة تتجنّبُ الصّحة والصّواب، لأنّ قصيدة النّثر أثبتت وجودها منذ زمنٍ بعيدٍ، وما زالتْ تنعمُ بهمساتِ عشّاقها الذي يرجون ودّها وغنجها، وعددهم في تزايدٍ مستمرّ، وكما أشرت قبل قليل،ليس مهمّاً أن نكتبَ شعراً موزوناً أم منثوراً، المهمّ في الأمرِ أن نحققَ التّوازن المفترضَ والمفروضَ بين عنصري الكلمة الصّادقة والنّبيلة والمعنى السّامي والرّفيع، العائمين أصلاً في دفءِ الحبّ والإحساس الصّادق.

أمين دمق ـ شاعر من تونس
 إن قضية الشعر النثري قضية شائكة ومعقدة للغاية فهي قصيدة ناشزة وغير ناجزة. لذلك فهي تتطلب قارئا غير عابئ بأنواء الكلاسيكية وجلاميدها هذا القارئ ناقدا كان أوجمهورا لا بد أن يتسلح برؤيا مختلفة ومنفتحة على المجهول وما دامت أعداد هؤلاء القراء عزيزة على الإحصاء فقصيدة النثر تلقى الغبن وشتى أنواع القمع والتنكيل من قارئ جاهل يجهل أنه يجهل أومن ناقد متعالم يجعل من الشعر مخبرا قاتما ليمارس فيه عادته السرية في الكتابة على نصوص تلمس بالروح وتنأى عن العقل.

من ناحية أخرى فإن قصيدة النثر متهمة بفتح الباب على مصراعيه أمام مليشيات الشعارير وفاقدي الأهلية الشعرية فالقصيدة الموزونة عمودية كانت أوحرة،كانت تحاصرهؤلاء الزنادقة بخندق العروض أما اليوم وفي إطار(ديمقراطية النشر) الورقي أوالالكتروني صرنا نطالع ونشهد على مجازر في حق(سيبويه) بعد صلب (الخليل) من طرف شعراء قصيدة النثر لذلك يجب التأكيد على أن هذا الشكل الشعري الحديث عصي ويتطلب موهبة في الصياغة والقراءة قلما توجد أمام هذا الزخم من الرداءة.

فتنة قهوجي ـ شاعر من سورية
 هذا برأيي مبالغة وتعصب من قبل النقاد لرأيهم الخاص وعدم الاعتراف بها حكم جائر بحق الشاعر والقصيدة.. والتقليل من قيمة القصيدة النثرية من قبل بعض النقاد لا يعني أبدا أنهم على حق وانه فعلا قصيدة النثر قيمتها اقل لأنها برأيهم أسهل..ومن جهتي أمارس قناعاتي فمن تكرم وانتقدها أهلا وسهلا ومن لم ير فيها ما يستحق النقد فهذا رأيه وقناعاته ويبقى المطلوب دائما تبادل احترام القناعات وعدم التقليل من قيمة قناعات طرف للطرف الآخر.

حسين حبش ـ شاعر من سورية
 قصيدة النثر تعبر عن روح العصر وعلى كل شاعرحقيقي أن يندفع إلى كتابتها، ليختبر قدراته أولاً، وليتعرف على قيمتها الحقيقية ويكتشف جمالياتها من الداخل ثانياً. برأيي أن قصيدة النثر نضرة، جديدة وطازجة رغم التشوهات التي تلحق بها أواستسهالها من قبل بعض صغار الكسبة هنا وهناك.

علي جمعة الكعود ـ شاعر من سورية
 قصيدة النثر فهي جلطة أصابت قلب القصيدة العربية، وهي غير شرعية وخارجة عن العدالة وما زالت سيوف الأصالة تطاردها في كل مكان.

غمكين مراد ـ شاعر من سورية
 برأيي بل أكثر من ذلك، أعتقد بأنها قلبت حتى اللغة إلى فيلم سينمائي متخيّل يكون القارئ هوالمخرج الذي يختار زوايا التصوير والإسقاطات التي تنسجم مع أول تلاقح مع إحساسه وأحيانا كثيرة مع فكره. فعندما اقرأ سليم بركات أوأدونيس أبحر في محيط من الحيوات التي ابتكرها أوالتي تأخذني إليها وأشدوبالحان الحياة كلها ثم انحت من كل ما قرأت الصورة التي أريدها والتي قد تكون بعيدة عنهما.

محمد السندي ـ شاعر من اليمن
 لا بد أن تكون لديك عيون معرفية لتنظر إلى مستقبل قصيدة النثر إن كانت تصلح كرهان على المستقبل حينها ستدرك إن كانت هذه القصيدة قادرة على التعاطي مع معطيات العصر ومتغيراته؟ لا شك هناك قصيدة نثر ولكن هل كل ما يمكن أن يكتب تحت هذا المسمى هوشعر، لنحاول أن نفهم ذلك قبل نخوض في أي كلام حول هذا الشكل الشعري الجديد والجميل.

حسن بن عبدا لله ـ شاعر من تونس
 كنا منسجمين، ولكن في حيثيات هذا السؤال بالذات أجدني مضطرا للاختلاف معك ومع كل من يملك أحقية الحديث والدفاع عن هذا الاتجاه في الكتابة ـ هذا الاتجاه الذي لا أستطيع النطق باسمه، باعتبار رسوخ العداوة بيني وبينه، فأنا كشاعر يحترم ويلتزم حدود المنطق وينظر إلى السماء الزرقاء والى الشمس الواضحة لا يمكنني الخيانة تحت شعار الحداثة، إن ما يسمونه.......... خيانة والله في حق الشعر وانتماء إلى كارثة المستورد من الغرب هذا الغريب عنا في تونس لم يصمد طويلا أمام صمودنا لأننا نميز بين ما هوشعري وان كنا تحررنا من القوالب القديمة وعشنا لحظاتنا الإبداعية الشعرية، بالاعتماد على التفعيلة أوبالتحرر منها والوثوق بالحركة والسكون والوزن الشعري البديع، وعندما نروم الكتابة النثرية نسميه إبداعا نثريا ونعتز بالسكون فيه والاحتماء به عندما تضيق مساحات الشعر،وبالتالي لا أعترف بما يروجونه وسأمكث في حدود الشعرية باعتبارها إطلالة فكرية على الكون الحارق، والجميل...


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى