

كـــــتاب الخــــــــراب1
1- الرعد:
لِيوسُفَ أَنْ يَدْخُلَ الْقَصْرَ لَيْلاً..لِيُوسُفَ أَنْ يَطْمَئِنَّفَلا شَيْءَ سَوْفَ يُؤَجِّجُ جَمْرَتَهُ الْعَابِرَه.زُليخَةُ هَا الْقَصْرُ مَا عَادَ زِيَنَتَهَازُلِيخَةُ تَحْضُنُها رَمْلَةُ الْبَصْرَةِ الطَّاهِرَهتُضَمِّدُ في هَدْأَةِ اللَّيْلِ جُرْحَ الْمُقَاتِلِوَهْوَ وَحِيداًيُواجِهُ بِالرَّعْدِ رَعْدَ الْعُلُوجِوَبِـالنَّمْلِ نَمْلَ الْعَزِيزِوَيَبْكِي عَوَاصِمَنَا الْقَاهِرَهْ
2- صورة لراعي البقر
عَلَى رَأْسِهِ قُبَّعَهْ.وَفِي شَفَتَيْهِ تَسَكَّعُ سيجارَةٌ مَارِدَه.تَوَلَّدَ مِنْ جَمْرِهَا الْمُرِّ عِطْرٌ رَهِيبٌحَوَالَيْهِ تَرْكُضُ أَلْفُ فَرَاشَه.مُسَدَّسُهُ يَتَدَلىَّ مِنَ الْغِمْدِ فِي غَضَبٍ وَمَرَارَه.أَشَارَ إِلَى فَرَسٍٍ،مِنْ حَدِيدٍ قَوَائِمُهُ.اِمْتَطَى صَهْوَتَهْ.فَصَارَتْ تَشُقُّ حَوَافِرُهُ الْبَرَّ وَالْبَحْرَتَطْوِي بِجَمْرَاتِهَا السَّهْلَ وَالْقَفْرَحِيناً تَسَلَّقُ هَذِي الْجِبَالَوَحِيناً تَدُقُّ أَدِيمَ السَّمَاءِفَتَظْهَرُ بَغْدَادُ جَوْهَرَةً قَاتِلَه.* ** **يَتَقَدَّمُ مِنْ قَلْبِهَا الرَّجُلُ الأَجْنَبِيُّ(أو العِلْجُ في نُطْقِ أَشْجَارِ بَابِلَ)هَايَتَقَدَّمُ مِنْ قَلْبِهَا الْوَحْشُ وَالرَّأْسُ كَانَ مُعَمَّمْ..يَتَقَدَّمْقُلْ خُطْوَةً..خُطْوَتَيْنْ.أَطْلَقَ الْغَضَبَ الْمُرَّفَارْتَطَمَتْ جُثَثُ الطِّفْلِوَالْكَهْلِوَالأُمِّوَالطَّيْرِوَالزَّهْرِبِالأَرْضِلَكِنَّهُمْ أَسْلَمُوا كُلَّ أَحْلامِهِمْ لِلنَّخِيلِ الَّذِيأَبْصَرَتْهُ فَتَاةُ الْيَمَامَةِ يَطْلُعُ مِنْ صَحَرَاءِ الْعِرَاقْ.
3- رجل من الكوفة:
مَرَرْتُ أَنَا بِالْعُرَاقُ.فَأَجَّجَ حُزْنِي تَدَفُّقُ هَذَا الْيَبَابِعَلَى أَرْضِ هَذَا الْعُرَاقُخَلِيلِيَ..لا تَنْزَعِجْ..لا تَقُلْ لِي هُوَ الْخَفْضُ يَفْقَأُ عَيْنَ العُرَاقُلا تَقُلْ لِي هُوَ الْكَسْرُ آخِرُ هَذَا الْعُرَاقُ……………خَلِيلِيَ..مُرْتَفِعٌ دَائِماًهُوَ هَذَا الْعُراقُ.
4- هكذا تكلم الولد العراقي
وََلَدٌ يتأبَّطُ عاشِقَةَ اللّيلِ لَيْلاً..تُبَلِّلُ قامَتَهُ مَوْجَةٌٌبِقَرارَتِهَا شَجَنٌ بَابِلِيّْرَمَى مُعْجَمَ الْحَمَويّْوَأَضْرَمَ في لَوْحِهِ غَضَبَهْ.قَالَ : كُلُّ الْخَرَائِطِ فِي جَسَدِيلَيْسَ تَعْرِفُ مِثْليتُخومَ الْعُرَاقْ.سَيِّدِي.دُلَّنِي أَنْتَ..أَنْتَ مِراراً رَحَلْتَ..مِراراً قُتِلْتَ..مِرارا حَيِيتَ..أَلَسْتَ ابْنَ بَطّوطةَ الْمَوْصِلِيّْ؟دُلَّنِي أَنْتَ..دُلَّ عَلَيَّ..............أَيُهَذَا الْوَلَدْشَاسِعٌ هُوَ هَذَا الْبَلَدْشَاسِعٌ وَكَبِيرُشَمَالاً بِحَارُوَشَرْقاً بِحَارُوَغَرْباً بِحَارُجَنُوباً قِفَارُتَضُخُّ الرَّدى وَالشَّرَرْفَمِنْ أَيْنَ يَا أَيُّهَذَا الْوَلَدْيَجِيءُ الْعُرَاقَ الْمَدَدْوَقَدْداهَمَتْهُ رُعاةُ الْبَقَرْ؟ !رَدَّ هَذَا الْوَلَدْوَهْوَ يَقْرُأ خُضْرَةَ هَذِي السَّمَاءِ : مَدَدْيَا عَظِيمُ : مَدَدْيَا رَحِيمُ : مَدَدْيَا كَرِيمُ مَدَدْيَا قَوِيّْ..يَا عَليّْ..يَا صَمَدْ..مَدَدْ..مَدَدْ..مَدَدْ..
5- النخيل
ما لِلنّخيلِ تَساقَطَتْ سَعَفاتُهُفَتَناثَرَتْ بَلَحاتُهُلَهَباً عَلَى جَسَدِي كَحَبّاتِ الثُّلُوجْ؟مَا لِلْفُرَاتِ أمامَ حَمْحَمَةِ التَّتَارْقَدْ لاذَ لَيْلاً بِالْفِرَارْفَنَمَتْ جِوارَ النَّخْلِ سِيقَانُ الْعُلُوجْفَإِذَا كُنُوزُ السِّنْدِبَادْفِي رَمْلَةِ الصَّحَرَاءِ يَغْنَمُهَا الْجَرَادْوَإِذَا الْيَبَابُ الْمُرُّ يَلْتَهِمُ الْبِلادْوَإِذَا فَسَادٌ مِنْ جِهَاتِ الْغَرْبِ يَأْتِيسَانِداً هَذَا الْفَسَادْ………………يَا أَيُّهَا السَّيْفُ الْمُجَرَّدُ..فِي الْفَلاةِ عَلَى الطُّغَاةِأَمَامَكَ اللَّيْلُ الْبَهِيمُوَخَلْفَ ظَهْرِكَ نَفْسُهُ اللَّيْلُ الْبَهِيمُوَفِي فُؤَادِكَ يَسْكُنُ اللَّيْلُ الْبَهِيمُيَا أَيُّهَا السَّيْفُ الْعَظِيمُطَهِّرْ فُؤَادَكَ مِنْ بَقَايَا الظُّلْمَةِ الْمُتَعَفِّنَهتَطْلُعْ بِجَوْفِكَ نَخْلَةٌوَبِذَاتِكَ الْفَيْحَاءِ تُشْرِقْ مِئْذَنَه.
6- الأنهار العربية
مَا هَذِهِ الأَرْضُ الَّتِي لَيْسَ تَحُلُّ فِي خَيَالِ السِّنْدِبَادْ؟مَا هَذِهِ الأَرْضُ الَّتِي بِهَا تَوَقَّفَتْ حَوَافِرُ الْجَوَادْ؟رَدَّتْ جِبَالٌ وَوِهَادْ:أَنْتَ بِأَرْضِ السَّحْرِ وَالْكُنُوزِ وَالأَمَانْ..فَاخْلَعْ بِهَا نَعْلَيْكَ..طَهِّرْ قَدَمَيْكَ..هَذِهِ سَيِّدَةُ الْعَالَمِ أَمْريكاتُريكَ ما بِصَدْرِها الفَسيحِ مِنْ جِنَانْ.حَدَّقْتُ فِي أَحْجَارِهَا أَشْجَارِهَاحَدَّقْتُ فِيهَا ثُمَّ قُلْتُ: عَجَبا!نَهْرٌ يُنَشِّرُ الْحَيَاةْفِي هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي كَانَتْ مَوَاتْحِينَ رَآنِي اتَّخَذَ الْمَاءُ السَّبِيلَ فِي رُبَاهَا سَرَبَا..يَا عَجَبَا!..كَأَنَّنِي مِنْ مَائِهِ الزُّلالْشَرِبْتُ مِنْ زَمَانْ.كَأَنَّنِي أَعْرِفُهُ..لَعَلَّهُ..هُوَ الْفُرَاتْ(…)هُوَ الْفُرَاتْ.رَدَّ التُّرَابُ..رَدَّتِ الْجِبَالُ..رَدَّتِ الْوِهادُ..رَدَّتِ الْوِدْيَانْ:لَيْسَ بِهَذِي الأَرْضِ وَحْدَهُ الْفُرَاتُ..هَذِهِ الأَرْضُ يُصَلِّي فَوْقَهَا النِّيلُوَفِي أَدْغَالِهَا تَمْرَحُ أَنْهَارُ بَنِي عَبْسٍوَأَنْهَارُ بَنِي ذُبْيَانْ.تِلْكَ الَّتِي أَحَبّْ..تِلْكَ الَّتِي..تَمْتَدُّ بَيْنَ النَبْعِ وَالنَّبْعِكَيْفَ سَتَسْقينِي وَذَاتِي ارْتَطَمَتْ لَيْلاًبِوَادٍ غَيْرِِ ذي زَرْعِ؟كَيْفَ وَهَذَا النِّيلُ..هَذَا الْفُرَاتْوَهَذِه الأَنْهَارُ كُلُّهَاآهْ..كُلُّهَا هُنَاكْ.يَا أُمِّ..هَلْ تُرَاكْقَدْ تَسْمَعِينَ فِي جَحِيمِ الْقَفْرِ بَعْضاً مِنْ صُرَاخي..قَاتِلٌ يَا أُمِّ هَذَا الظَّمَأْ..آهْ قَاتِلٌ يَا أمِّ فَاقْرَعِي صَفَاةَ هَذِهِ الصَّفَا لَرُبَّماتَبْجُسُ قَبْلَمَا يَحِينُ سَابِعُ الأَشْوَاطِتَحْتَ الْقَدَمَيْنِ زَهْرَةٌ يَانِعَه.
طبعة 21 مارس 09 أبريل2003