

لاحب إلا للحياة
«1»
ألتفتُ أجدُ آخرٌ يتبعُني
أقولُ لهُ لا تتوقفْ
أنا أيضا أتبعُك
أعلمُ أنَها
ستأتي اللحظةُ التي
نكون فيها واحدًا
«2»
مدانٌ أنت بالحياة بحلوها ومرها،
بمرضِها وعافيتها
مدانٌ أنت أن تبدأ كل يوم من جديد
في ترتيب الذاكرة من شوائب الماضي
و حوادث الحاضر و تخطيط للمستقبل
مدانٌ أنت ان تكتشف كل يوم ما كان مختبئاً بذاتك
مدانٌ أنت ان تبدأ جسوراً غيوراً
و تكتب في أعمالك ماذا
يعجبك و ماذا تكرهة وتمسح صفحة و تكتب اخرى
مدانٌ أنت بتحدي الموت بالعقاقير و الأدوية و اللقاحات
و العمليات الجراحية و ربما بالأغاني
حتى الموت إذا ماجاء أنت مدانٌ
له لأنه المفاجأة لبداية جديدة .
«3»
هذا الوقت أعرج الساق يتكأ
على غصة أمٍ فقدت ابنها
وعلى ارتعاش قبلة عاشق
الوقت
يخّطُ كفافَ أنينهُ اليومي
بدموع تلك الأم
ويلف نفسه بوُعود ذلك
العاشق
الوقت
يضعَ ختمهُ على اجسادنا
يقول وداعاً
و يمضي .
«4»
نبضُ جرحٍ قديم
يَجُسُّ جسدي
أهرب مني
أُطلقُ أنفاسي من ضيقِ صدري
أترافعَ عن روحي
بساعةٌ من التفكير في اللاشيء.
أمتصَّ البرودة من مشاعري
والحرارة في حنجرتي
أبتلعَ نفسي
في فيضٍ لا ينقطع.
«5»
الوقت
هذا السمُّ الغادرُ،
يَجْري نحونا و لا يستريح
يعبرُنا
الوقت
لا يمكثْ في المستقبل
الوقت لايعرف إلا لحظته
الوقت السمَّ الأصفر في الهواء
الذي نتنفّسهُ
الطَعْم المر الذي نمضغه
والماء الملوث الذي نشربهُ.
النوم الذي نحبه
و الجنس الذي نرغب به
الوقت ليل يَنْحتُنا ليصل
الى جدول الدم فينا
يطالبْنا الوقت
بأن نؤمن بالموت
و السكون
الذي ينتظرنا.
«6»
يقول أحد الفلاسفه
الحياة فن المحادثة
ومن لم يجيدُ هذا الفن
يخسر الحياة.
يقول أحد الموسيقين
أن تفهم الموسيقى تصبح الحياة
سهلة وممتعة
يقول أحد رجال الدين
الذي يملك الإيمان
يملك حياة زهيدة و يكفيه
قوت يومه
يقول أحد الشعراء
ماطيب الحياة إلا للخيال
تستطيع أن تملك كل شيء
بغفوة عين
أقول
تذكّر لكي تفهم
زرْ المقبرة التي دُفن فيها أهلك
و أقاربك كلما ضاقت بك الدينا
وتقول الحياة لنا
أنا والموت قرينان
عند موت أحدنا
هنالك الأخر
ينتظرُ ولادته.
«7»
إن تتلاشى بصرخةٍ أو
بكلمةٍ أو حتى برجاء
أن تتلاشى بنسيانٍ أو فقدانٍ
دون اكتفاء
نموت لأننا ولدنا .... إذاَ
روض نفسك على الخسارةِ
بأسرع وقت ممكن قبل إن
يهلكك العطشُ ورائحة
الجفاء .
هنالك
ارتجافات للغسقِ وللفجرِ الفجِ
ل تكوير الليل على النهارِ
أنظر الى الألوان كيف تتضبب
كما لو كانت الأبدية لحظة قصيرة
أوخيطٍ في ارتخاء
الآتي والماضي نوع من التسلسل
الخفي كل واحدٍ يشذ عن الآخر
في خطوط لامتناهية
و ربما في انتهاء.
«8»
أعطني مرآة لهذا الحب
الذي يرتعش
كتنهيدةِ ألمْ
أعطِني ما شئت منه
صخرةٌ
أو رغيف خبز نجمةٌ
أو شاطىء بحر
أعطني طوق نجاة
لهذا القلق المدمر
والحلم صباحي الهرم
بِدويٍّ أنا ضائع في الصحراء
أعطني دليل الرجوع
والخطوة الأولى
أعطني الصور الأليفة للذكرى
الجرح والقبلة،
«9»
إيماءات
انبعث ضياؤها
ألم وجه متخشب
طرقٌ حاشدة،
كما السماوات
القمر يؤسي اعتلال
الشتاء
الصيف ينام
على ضوء النجوم
ثمة امرأة منقوشة
على وجه الحياة.
«10»
و لك من الحبِ غفرانٌٌ يُرتجى
نصيبك من العشقِ أيامٌ لا تُنتَسى
عفوتُ عن ماض ٍ و نسيتُ الأسى
ماغاب عنك الحنين ُ و لا نأى
نبضُ الفؤادِ لك و غيرُك ما هوى.