لا نوم يغلبني
لا نومَ يغلبُني حتّى أنامَ كما
نامَ الأحبّةُ نومًا منهُ ما قاموا
ماذا دهى النومَ حتّى بتُّ قاهرَه
ليلًا أتىْ أم نهارًا دون منْ ناموا
بشًّا أتى أم عبوسًا ..لم يعُدْ قدَرًا
يرقبُ إقبالَهُ بِرٌّ وآثام
طودًا أتى أم قرارًا ..لم تعُد لبُنىً
تشيرُ سبَّابةٌ بل عزّ إبهامُ
فردًا أتى أم مُحاطًا بالرفاقِ وما
أكثرَهم إذ تمدُّ العمرَ أعوامُ
صواعدٌ وانحداراتٌ عواقبها
في الرّوح والجِسم آلامٌ و أسقامُ
فواجعٌ وانكساراتٌ يُعمّقُها
في القلبِ والعقلِ خذلانٌ وأوهامُ
معاركٌ لم نخُضْها عن خسارتنا
لها تُخبّرُ آماسٌ و أنجامُ
وما ظفرناهُ حقًّا عن خسائرنا
به تحدّثُ أرقامٌ و أقلامُ
موانعٌ لم نجرّبْ أن نجاوزها
إن يُذكرِ اسمٌ لها تعتلَّ أجسامُ
مطامحٌ قٌتلتْ من بعدها عقِمَتْ
ولم تعد تقربُ الليْلاتِ أحلامُ
جرائرٌ كثرتْ من أهلها يئستْ
كأنّ تكرارها تُمليه أحكامُ
و أمّةٌ طُويتْ لا النيلُ فاض ولا
الفراتُ عادَ حماكِ اللهُ يا شامُ
و نجمةٌ طُمست مع بدرِها وعلى
أخي وأمّي بكتْ أرضٌ و أجرامُ
أكثِرْ بهم من رفاقٍ في تجمُّعِهمْ
ضعفٌ به في طباعِ النومِ إحجامُ
ما ثُلّ في مئة الدجّال من وطنٍ
على يدِ الجمْعِ لو لم يُمضِ حكّامُ
وحين تحسبُ عيني أنّها غُلبت
تمدّنا بأسىً قد خان أيّامُ
أقبِحْ بهِ من أسىً ألنومُ يحسبُهُ
في جيشهِ وهْو عندَ العمرِ خَدّامُ
فتوقنُ الرّوحُ اني لستُ من غلبَ ال
نومَ الذي اندثرتْ جرّاهُ أقوامُ
يا نومُ كم أسىً والعُمْرُ أوّلهُ
نازعتَهُ من حواهُ و هْوَ مقدامُ
فارتاحَ نفسًا وروحًا من عذابِ أسىً
إذا تسيّدَ فالإغفاءُ إجرامُ
يا نومُ إن ضعُفَ الأنصارُ حولك فاسـ
ــتنصِرْ قُنوطًا بحال البيتِ علّامُ
والحربُ حتّى وإن جولاتُها كثُرتْ
فالنّوم يظفرُ حتمًا ..أين من داموا