الثلاثاء ١٦ آذار (مارس) ٢٠٢١
بقلم محمد أحمد زيدان شاكر

لبنان يا عدني

لبنان مثلك روحي قد غدت مِزَقا
قـلـبي عليك بكى من يوم أنْ خَفقا
لبنان يا قِطَعًا من جنَّةِ المأوى
ربـي تـَعـهـدها مـن يوم أنْ خلقا
مـالي أراكَ وقد أمسيت من سَقـرٍ
وكل من ولدوا في أرضكَ احترقا
وكل من طَعموا تُفاحك انتحروا
أو ماءكَ ارتـشفوا يا ويحهُ نـَفَقا
لبنان يـا حُلُما في الأرض مَـولِدهُ
والكـون صـيَّره عـِقـدا وقـد بَرقا
كـيـف انـتهيتَ صـديدًا آسنا عَفِنا
وأنت كُنتَ لنا طيبا لنا عَبِقا
لبنان يـا وطني أبناؤك انصلبـوا
إذ كـل مـن حَكـموا أعناقهم أبـَقا
أبناؤك افترقوا مـن يوم أنْ ملكوا
وكـل مـن رحلـوا في حينها انعَتقا
ويـحـي عليـك وقـد شاخَ الجمال أسىً
مروجك احترقت والورد قد مُحقا
لبنان يـا وطنـا قـلبـي بـه ولـِهٌ
لـقد جـعلـتَ فـؤادي مُـبغضا قـَلِقا
تـَبًّا لكـل يـدٍ من حـُسنك ارتـَزقـتْ
وإذ بها زعزعت من غدرها الأُفـقا
تبًّا لمن هـَجعوا فـوق النعيم وقد
عاثـتْ ذِئـابُهُمُ كـي تَنشرَ الأَرقا
لبنان أوردتي في رملكَ انبجَستْ
فـي شـطك اغتسلتْ كلِّي بكَ اتَسقا
نفسي لقد جُبِلتْ من أرزكَ السامي
فانظرْ تجد رجلا للشمس قد سَمقا
فكيف أعذرهم من فيك قد ولدوا
وفـيك قـد رشـدوا والقلب قد فَسَقا
لبنان يا وطنا للنور أعـرفـهُ
كـيف انتـهيتَ ظلاما يطمسُ الفَلقا
كيف انتهيت حُطاما مُقفرا هَرِما
وأنت كنت الصِّبا والسِّحر والوَدَقا
لبنان يا وطنا ينمو بنا ألمًا
صـدري لـشدةِ ما فـي وجـدِهِ نَطقا
ذرفتُ دمعي كما ورقاءُ بِنتُ سَما
تبكي بـكاءً بـما كي تروي الورقا
لبنان يا عدني يفنى هنا زمني
فاحفظ غدا بدني قلبي الذي عشقا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى