الخميس ٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٩
معجم المصطلحات المحلّيّة والشعبية
بقلم إدريس محمد جرادات

للعمارة التقليدية بالعالم العربي

يعكف مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي(فلسطين) متمثلا في شخص د. ادريس جرادات وبالتعاون مع الجمعية التونسية للثقافة الشعبية ممثلة بدائرة الدراسات والبحوث (تونس) وبالاشتراك مع د.زينب قندوز غربال من جامعة القيروان/تونسوبشراكة مع المركز الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية في الحكامة المجالية والتنمية بالواحات والمناطق الجبلية (المغرب) على إعداد معجم المصطلحات المحلّيّة والشعبية للعمارة التقليديةبالعالم العربي.

مقدمة المشروع

تتأسس العمارة المحليّة التقليدية وفق معايير وضعت تناصفا بين منظّري البنايات والمجال الطبيعي. يتفاعل البناء مع محيطه ليتبنّى خصاله وملامحه، فتكون العمارة سليل بيئتها بامتياز. وبحضور الثنائي؛ مجال وفعل إنساني مسؤول،تنشأ عمارة متصالحة مع بيئتها الأمّ من جهة ومتوافقة مع ساكنيها من جهة أخرى. فيحمل السّكن خصائص محيطه من منظور استخدام المواد الخام والأولية، فيسوغه متساكنوه حسب احتياجاتهم وما تمليه عليهم الضرورات المعاشية. ولعلّ حضور سكن مندمج مع وسطه الطبيعي والاجتماعي يشترط وجود فكر انساني متمكّن وذاكرة جمعية ممتدّة، فالأشخاص لا يَحْيَوْنضمن الفضاء الذي يشغلونه جسدا وذهنا فقط، ولكن أيضا عبر ذاكرة جماعية.

غير أنّ المنازل كما يقول ابن عربي "لا ثبات لها ولا ثبات لأحد فيها"، وهذا قد يؤثر سلبا على استدامتها. ورغم تماسك البنيان وصلابة الجدران، التي تبدو متشبّثة متجذّرة بأرضها، لتبقى شاهدة على عبورها للزمن، بدأت المعاني تتغير، والسكون يهتزّ. فالسكن التقليدي ليس ساكنا، بل هو متحرّك متحوّل. فالكثير من المساكن آهلة للسقوط والانهيار (حيطان مهدّمة، أحجار مكوّمة، سقوف مثقوبة...)، والإهمال والهجر الذي طال العديد من قرى ومدائننا العضوية التقليدية قد جار عليها، واستحالت خرابا.

من هكذا منطلق نكون بحضور أثر معماري في تراجع كما هو الشأن مع الإرث المعنوي المتمثّل في المصطلحات المحلّيّة المتداولة في وقت ما -والتي ارتبطت بعمارتها-فما تركه الأجداد يُعدّ إرثا حضاريا وجماليا وفلسفيا وإبداعيا ونالنظرة لهذا الإرث تتخطى الحنين إلى الماضي، إلى التمعن فيه برؤى واقعية في محاولة لتدوينه.

الهدف من إصدار معجم المصطلحات المحلّيّة والشعبية للعمارة التقليدية بالعالم العربي
لعلّ الهدف من المشروع البحثي هو الدعوة إلى التمكّن من الماضي، في إعادة استحضاره وإيوائه وتوثيق المصطلحات المحلّيّة للعمارة التقليدية سكنا وكيفيات،لتتولّد الرّغبة في أن نحتفظ بالقديم وتستعيد في الجديد ما هو قديم ليتجدّد ويستديم. فالعمل خطوة نحو تدوين جانب من تاريخنا وتراثنا وعمارتنا في آن.

أهمية معجم المصطلحات المحلّيّة والشعبية للعمارة التقليدية بالعالم العربي

إن اعداد معجم مختصّ مفصّل للمصطلحات المحلّيّة للعمارة التقليدية العربيةيُعدّ مطلبا ملحّا سواءٌ للطلبة الباحثين في شؤون التراث والعمارة أو لحفظ جانب من ذاكرتنا الجمعيّة.

فمصطلحات العمارة المحلية لم تحظى حتى اليوم بالدراسة والتحليل والتأصيل الذي يتناسب مع أهميتها العلميّة وضرورتها العملية والتاريخية باعتبارها ترثا ثقافيا ماديا في تراجع.

مسوغات إعداد معجم المصطلحات المحلّيّة والشعبية للعمارة التقليدية بالعالم العربي
أولا: الحاجة للباحثينبأن يوضع بين أيديهم أداة تجمع أكبر قدر من المصطلحات الداخلة في فهم فنون العمارة والبناء وتيسر قراءة وكتابة مواضيع تتعلق بالعمارة المحلية والعضوية وفنونها. وكما هو معلوم، يَعرِف هذا الحقل المعرفي تعدّدا هائلا من المصطلحات، مما جعل الأعمال العلمية التي تمت فيهذا السياق حتى اليوم تُغفل البعض منها، أو أنها تتطلب من الباحث مجهودا أكبر وعمل ميداني أعمق على اعتبار أن المصطلحات المحلية والعامية لم تعد تقريبا متداولة بالمرّة ومن هنا يجدر السعي نحو تجميع مختلف المصطلحات في مؤلّف واحد يمكن أن يكون الإضافة في هذا الحقل المعرفي الدقيق والكثيف.كما أن مواضيع البناء والعمارة قد عولجت بالخصوص باللغات الأجنبية.

ثانيا:حفظ الذاكرة وتراثنا الثقافي الشفوي. ففي ميدان البناء، تحيل التقاليد إلى التجربة المتراكمة التي تحصل بتواصل الممارسة والتداول بالنقل من السلف إلى الخلف في احترام ضمني للنماذج، ولمّا كانت العمارة التقليدية شكلا من أشكال تهيئة الانسان للمجال الذي يعيش فيه، أي نمط سكن متأثر بثقافة الجماعة وبقيمها، فإنّ التقاليد السكنية تعبير مباشر عن تلك الثقافة في مضمونها المادي وغير المادي، وتجسيم لمعارف ومهارات متراكمة، قد أفضت إلى بلورة نماذج وأنماط معمارية أصبحت ذات صبغة معيارية موجبة ضمنيا، وبذلك تفيد التقاليد نسقا سلوكيا يحتذى ويتبع بصفة تلقائية ولكنها تكاد تكون إلزامية.

تتوفّر مكتباتنا العربية منها والأجنبية على عدد لا يُحصى ولا يُعدّ من المعاجم على اختلاف أنواعها لكن ذلك لا يمنع من حاجتنا الملحّة إلى المزيد، تحديدا معاجم المصطلحات وخاصة تلك التي تُعالج المصطلح المحلّي (العمارة المحلّيّة وتبعاتها).

إنّ اقتراح معجم مخصوص ما هو إلّا مبادرة لتوثيق تراث مادّي جُسّد مفاهيم ومصطلحات تسير نحو الفقدان. كما أنه (هذا المقترح) محاولة لتجميع أكثر عدد ممكن من الكلمات المفهوماتيّة المتوارية تحت سقف العمارة التقليدية وتبعاتها وتحديد مفهومها وارفاقها بشرح مفصّل للمصطلح في سياق علمي أكاديمي لتدعم مصطلحاتنا بصور تجعل من الشروح المرفقة أكثر وضوحا.

منهجية البحث:

منهجية العمل الميداني:

لعلّ أولى الخطوات ستكون بالزيارات الميدانية لعينات البحث والمواقع (القرى والمدن التقليدية).

تجميع البيانات والصور.

مقابلات مع أشخاص عايشوا الفترة أو عايشوا أناسا سكنوا المنازل وتعاملوا مع الأفضية السكنية.

اعتماد أكثر من مصدر شفوي للمصطلح للتدقيق في النّطق واللّفظ والتّشكيل (خاصة وأن معظم المصطلحات المحلّيّة هي في الغالب عامّيّة محكيةوليست بالفصحى)، كذلك للتدقيق في المعنى.

العودة إلى المراجع والكتب والوثائق والدراسات العلميّة والأكاديمية التي تعرّضت إلى العمارة التقليدية في محاولة لاستخلاص المفاهيم وإحصائها.

منهجية العمل الاصطلاحي:

إنّ المعاجم المتخصصة تلك التي تعني ببحث معاني المصطلحات المستخدمة في أحد المجالات المعينة، لتجمع معاجم المصطلحات ألفاظ علم معيّن ومصطلحاته أو فنّ ما، ثم تشرح كلّ لفظ أو مصطلح حسب استعمال اهلها والمختصين بها. فهناك معاجم للطبّ وأخرى للزراعة ولعلم النفس، كما توجد مثلها خاصة بفنون اللغة والنحو والصرف والأدب والبلاغة والنقد، إلى غير ذلك.

تُعرّف المصطلحات بأنها وحدات معجمية يُنظر إلى معناها ضمن إطار علمي تخصّصي، أي ضمن مجال محدّد من المعرفة الإنسانية، وهو غالبا ما يرتبط بنشاط اجتماعي مهني
تتنوع المعاجم بتنوع أهدافها ومناهجها ومن حيث مادتها من زاوية العموم والخصوص. والمعجم هو موسوعة مختصة تشمل قسما من دول عالمنا العربي. سيكون العمل على النحو التالي:
مبدئيا اعتماد دول المغرب العربي: وتضمموريتانياوالمغربوالجزائروتونسوليبياومنالمشرق العربي:فلسطين.

ليبوّب المعجم كالتالي:

باب للسكن وملحقاته
باب للبناء وتبعاته
باب للأثاث والتأثيث
باب لأبنية المرافق العامة-مساجد-كنائس-مقامات-زوايا-تكايا -خانات

للتواصل والاتصال:

*الدكتورة زينب قندوز غربال. مساعد للتعليم العالي في التصميم اختصاص هندسة معمارية داخلية بالمعهد العالي للفنون والحرف/ جامعة القيروان تونس. باحثة في علوم التراث وانثروبولوجيا العمارة.

العنوان الالكتروني: gandouzzeineb@yahoo.fr

*د. ادريس جرادات-مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي سعير-الخليل –فلسطين
العنوان الالكتروني: sanabelssc1@yahoo.com


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى